الأحد 2024-12-15 21:48 م

مظاهرة الإخوان إنقاذ الوطن أم تعريضه للأخطار؟

10:33 ص

المظاهرة الخمسينية التي ينوي الإخوان المسلمون حشدها يوم الجمعة القادم تحت عنوان الزحف المقدس ، لا تهدف لإبداء الرأي ، فآراؤهم ومطالبهم أصبحت معروفة للقاصي والداني ، وهي صياغة قانون انتخاب يضمن لهم السيطرة على المجلس ، وإدخال تعديلات على الدستور تخفض صلاحيات الملك وتمهد طريقهم إلى الحكم.


إذا كانت المظاهرة تهدف لكسب التعاطف والتأييد الشعبي فإن النتيجة قد تكون عكسية تماماً ، فالمواطن الأردني يشعر بالقلق ، ويخشى من حدوث الأسوأ ، ويفضل الأمن والاستقرار والحوار بديلاً عن الصراخ والشعارات الصاخبة.

عندما دعا الإخوان لمقاطعة التسجيل للانتخابات حدث العكس ، ولولا مقاطعتهم للتسجيل لما وصل عدد المسجلين إلى نصف ما وصل إليه ، ولكن دعوتهم للمقاطعة خدمت الإقبال على التسجيل ، تماماً كما أن مظاهرتهم تحت عنوان إنقاذ الوطن ستقابل بالنأي عنها ، وقد لا تجد حتى المتفرجين الذين يجيء بهم حب الاستطلاع ويعرضون أنفسهم للأخطار.

إذا لم تكن المظاهرة لإبداء الرأي ، وإذا كان الإخوان يعرفون أن خصومهم يستطيعون حشد مظاهرة أكبر من مظاهرتهم ، فما هو الهدف إذن؟ من الواضح أن المقصود تحدي الدولة والنظام وأجهزة الأمن ، أي أنها عملية مجابهة تهدد استقرار البلد وأمنه.

وإذا صح أن الإخوان يستطيعون السيطرة على أعضائهـم ومنع انفلاتهم ، فهل يستطيعون السيطرة على غير أعضائهم ممن تمت دعوتهم للقيام بدور تابع؟ وهل يستطيعون منع اندساس بعض المخربين في الصفوف ، والقيام بأعمال العنف اللفظي والفعلي ضد الأشخاص والممتلكات والرموز ، بما في ذلك استفزاز قوى الأمن.

ماذا لو تعمد بعض المندسين الاعتداء على رجال الأمن لإشعال نار الفتنة؟ لا يستطيع الاخوان الإدعاء بأنهم ليسوا مسؤولين عن سلوك المندسين ، فهم الذين هيأوا لهم الفرصة. الأمر الذي يحقق تنبؤ إسرائيل أو تمنيها بأن يحدث في الأردن مثل ما حدث في بلدان الربيع العربي وخاصة سوريا ، فالفوضى هي فرصتهم للحل الذين يحلمون به.

الفوضى التي سيخلقها الإخوان لن تؤدي إلى إنقاذ الوطن بل إلى تعريضه للخطر. وزعماء وقيادات الإخوان مسؤولون شخصياً عما يمكن أن يحدث في مظاهرتهم الخمسينية من خروج على القانون ، واعتداء على الغير ، وإطلاق شرارة الفوضى الخلاقة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة