الأحد 2024-12-15 23:48 م

مع الوجود الأميركي ومع العراق .. العربي!

08:11 ص

لا توجد حروب متفق على نهاياتها كالحرب في الموصل؟ ولعل المحاربين الكرد, وميليشيات الشيعة الايرانية, وميليشيات السنّة التركية, والاميركان ان يدخلوا الموصل حلفاء.. لانهم ليسوا كذلك, وان اهل الموصل لا يريدون أحداً من.. «المحررين».


لقد نجح المالكي في ضربته لتقسيم العراق, حين امر قيادات ثلاث فرق من الجيش في نينوى عدم مقاومة اقل من الف داعشي في هجومهم على الموصل, ووجد الجنود ان الاسلم هو الهرب الى منطقة الحكم الذاتي الكردي. وهكذا استولت داعش على سلاح ثلاث فرق.. وهو السلاح الاحدث في الترسانة الاميركية, واستولت على 600 مليون دولار من فرع البنك المركزي العراقي.

وفي الموصل صارت الخلافة هي زعامة وقيادة اهل السنة في مواجهة دولة يهيمن عليها حلفاء ايران الشيعة وصارت العراق اوتوماتيكياً ثلاث دول: واحدة كردية في ثلاث محافظات شمالية, وواحدة سنيّة لا حدود واضحة لها سوى في المحافظة الاكبر الغربية, والباقي للدولة الشيعية الموالية للولي الفقيه.

لا تريد ايران دولة العراق كلها, ولذلك فالمالكي لم يكن مهتماً بدولة العراق. فايران لا تريد كل لبنان, ولا تريد كل اليمن, ولا تريد كل سوريا انها تريد من يؤمن بسلطة الولي الفقيه. وقد كانت الموصل في صراع ايران واميركا وتركيا هي النقطة التي تفتح الباب للصراع الحاسم, ولذلك كان الجميع يحاربون داعش.. لكنهم في الحقيقة يحاربون بعضهم.

الان حسمت الولايات المتحدة امرها, فاوباما لا يريد مغادرة البيت الابيض دون انتصار واحد على الاقل.. وهو العراق.. لذلك فقد اشتعلت حرب حقيقية على «دولة الخلافة» في الموصل.

- هل تطول هذه الحرب؟

من المؤكد انها لن تطول فما زال الطريق مفتوحاً بين الموصل والرقة ومن الطبيعي ان ينسحب الداعشيون الى سوريا.. فهناك لديهم فرصة لالتقاط الانفاس في عملية انتخاب رئيس اميركي جديد, وانتظار الرئيس القديم لمدة شهرين لتسليم سلطاته.

نحن في الاردن جزء من التحالف ضد الارهاب, ونحن لسنا متفرجين, لكن المعركة لا تتطلب مشاركة ارضية, والتحالف له هدف واضح القضاء على داعش عسكرياً, والحفاظ على وحدة العراق فنحن لا نريد امتداداً ايرانياً على حدودنا الشرقية أو امتداداً تركياً. وطالما ان الولايات المتحدة انسحبت عملياً من العراق.. وان وجودها سياسياً. فإننا سنساند الوجود السياسي الاميركي, وسنساند اكثر حكومة عراقية قادرة على تجاوز التقسيمات المذهبية والعرقية. وقادرة على ان تكون عربية.

لقد رسم القائد بقدراته الفكرية الاستراتيجية موقفنا منذ بدأت الازمة في سوريا والعراق. وكانت حكمته هي الاقرب الى الصواب.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة