الأحد 2024-12-15 09:27 ص

مُغادرون وقادمون

07:23 ص

ذهبتُ الى «المطار» ثلاث مرات خلال شهر،ولكني لم اسافر.
الحقيقة لم اسافر منذ عام 2011 .



كنتُ احملُ الحقائب وأوصل المسافرين واعود دون ان ارى الطائرة إلاّ في السماء.
وما بين يافطة» المغادرين» و» القادمين»، شارع يغيّر اتجاهة ذات اليمين وذات الشِّمال. ومعه، تتباين «المشاعر» سواء المسافرون او القادمون. ومعهم،الاهل والاقارب والاصدقاء الذين يرافقون احبتهم في « الذهاب» و» الإياب».


أمس الاول، كنتُ في « المطار»،ذهبتُ لاستقبال ابنتي العائدة من اسبوع «سياحة» في تركيا التي باتت بالنسبة للعرب» مَرْبطْ خيلنا».


«ركنتُ» سيّارتي في «المواقف» المخصصة،وادركتُ صلاة « المغرب» في «مصلّى» قريب من قاعة المستقبلين. واخذتُ أُمارس «هوايتي» في تأمّل الكائنات الواقفة على جانبيْ الحواجز الحديدية.
كان ثمّة كائنات فرِحَة،واخرى ،قلِقَة،واخرى، مُتحفّزة.


رأيتُ وجوها «جميلة» وفتيات انشغلن بتناول قهوة «ستار بوكس» بمتعة شديدة. طبعا محسوبكم لا يتجرأ على «طلب» هذا النوع من « القهوة»..ليس زهدا،بل لارتفاع ثمنها.
كان المشهد امامي،يشي بالملاحظة. فقد رأيتُ ان هناك كائنات قادمة تجد من يعانقها،ويتبادل معها القبلات. وهناك رجل «سبعيني» كان في استقبال زوجته «السبعينية» ولاحظتُ انه لم يعانقها» ربما خجَلا»،وربما لاسباب اخرى.


بينما كان هناك المتزوجون من فئة « الثلاثينيات والاربعينيات» يتبادلون العناق تعبيرا عن «سلامة الوصول». وكان هناك كائنات قادمة لم تجد من يستقبلها،وكان ثمة اطفال،يقفزون نحو ابائهم وامهاتهم في «الدهليز» الاتي من قاعة المطار الداخلية.


وكان هناك كائنات تروح وتجيء بلا هدف محدد. واكثر ما ضايقني ذلك العامل الذي كان يصر ان يأتي «كل دقيقة» ليتأكد ان الارض نظيفة ولامعة ويمسحها بـ»قشّاطته» الضخمة.


كان هناك ركّاب يأتون «مُثقلين» بالحقائب،وهناك من جاء بحقيبة خفيفة.
هناك ابتسامات ولهفة وهناك في المقابل،وجوه غادرها الشوق.


هي مشاعر،ونحن في النهاية «كائنات» بشريّة،نفرح « لابسط الاشياء» ونحزن لمثلها.
طبعا،أطلّت ابنتي وهرعتُ اعناقها كما ينبغي لأب.. محترم !!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة