الأحد 2024-12-15 13:47 م

ملاحظة .. ليست عابرة!!

07:45 ص

المفترض، تفادياً لما حصل في إجتماع وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في عمان قبل يومين، أن يكون هناك تفاهم مسبق على عقد أو عدم عقد القمة العربية التي كان يجب أن تنعقد لإسناد الأشقاء الفلسطينيين الذين يخوضون معركة مصيرية وليكون هذا «الإنعقاد» رسالة للدول الأوروبية التي اتخذت مواقف متطورة جدا في هذا الشأن وعلى هذا الصعيد وأكثر كثيراً من مواقف بعض العرب الذين تحول انشغالاتهم بقضاياهم الخاصة دون إعطاء الأولوية إلى هذه القضية التي من المفترض أنها قضية قومية.



كان يجب أن يبدأ و ينتهي اجتماع عمان الأخير بدون أي خلافات التقطها «الشامتون» الذين ينتظرون فرصة كهذه الفرصة لدق الأسافين بين أقرب الدول العربية إلى بعضها بعضاً كالمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية والشقيقة الأكبر مصر والمملكة المغربية وبعض دول الخليج العربي الأخرى وحقيقة أن هذا هو ما حصل عندما ظهر إن ليس خلافاً فشبه خلاف في هذا الإجتماع على إنعقاد قمة عاجلة وطارئة لإسناد الأشقاء الفلسطينيين وبين من يرى أنه لا ضرورة لعقد هذه القمة قبل تمهيد كل الطرق الدولية أمام نجاحها وبين من يرى أن الظروف ملائمة كي لا يظهر الشعب الفلسطيني وكأنه وحده في ميدان الصراع وكي تكون هناك رسالة للعالم
كله، العدو قبل الصديق، أن هذه القضية قضية عربية وأن هذا الشعب ليس وحده.


في كل المؤتمرات وكل الإجتماعات، حتى إجتماعات الأحزاب والحركات والإتحادات الطلابية، يتم الإتفاق مسبقاً على تأجيل التصويت بالنسبة للقضايا الخلافية فالتصويت بدون إتفاق مسبق حتى على التفاصيل ودقائق الأمور يعني «الإنشراخ» السياسي العمودي ويعني الظهور أمام كل معني سواءً سلباً أم إيجاباً : «أن العرب أصبحوا عربين» وهنا فإنني أعتقد أن مثل هذا الإنطباع قد راود كثيرين «الأصدقاء قبل الأعداء» لكن المعروف أن ما خفف الحالة «الظلامية» أن الوزيرين المعنيين قد تصرفا بحكمة وحنكة وعقلانية وأن الدولة المضيفة، التي هي بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية، قد تعاملت مع هذا الأمر بأعلى مستويات التفهم والتفاهم والأخوية مما أبقى على
أبواب تدارك الأمور مفتوحة على مصاريعها.


إن الكل ليس يعرف وفقط بل يعترف أن السعودية ومصر دولتان رئيسيتان في المنظومة العربية وأن العالم عندما ينظر إلى العرب ينظر من هذه الزاوية وعلى أساس هذه الحقيقة وذلك مع كل الإحترام لكل الدول الشقيقة... ومع التأكيد أن في المغرب العربي أيضاً ركيزتان أساسيتان هما الجزائر والمملكة المغربية وأن لكل دولة عربية وزنها ودورها ووفقاً لطبيعة الأمور التي في بعض الأحيان فيها الكثير من الخصوصية والفردية.


وهكذا وإذْ نتمنى وبكل صدق وحرص أن يمر هذا « القُطوع» بأريحية وسلامة وأن يبقى الأهل أهلاً والاشقاء أشقاءً فإنه يجب الأخذ بعين الإعتبار ودائماً وأبداً :»أن من يده في النار ليس كمن يده في الماء» وإن ظروف بعض إخوتنا الصعبة فعلاً تملي عليهم أنْ يقدموا الأهم على المهم وإن لفترة عابرة وسريعة ومع التأكيد .. كل التأكيد إن معظم الدول العربية إن ليس كلها تعتبر أن قضية فلسطين مقدسة وأنها القضية المحورية والأساسية التي لا تتقدم عليها أي قضية .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة