الإثنين 2024-12-16 00:28 ص

مَن أكل لسان الإخوان المسلمين؟

05:16 م

ليست حركة 'حركشة' بالإخوان، وإنما تساؤلات في زمن بات الربيع العربي نقطة خلاف فيه، بسبب قفزة الجماعة إلى سدة الحكم في أكثر من بلد عربي، والنموذج البائس الذي قدمته، ما جعل المشككين في الربيع أكثر من المتحمسين له.

في 16 يناير عام 2010 اختارت جماعة الإخوان المسلمين في مصر الإخواني المتشدد الطبيب البيطري محمد بديع، مرشدًا عامًا جديدًا للجماعة خلفًا للمرشد المنتهية ولايته محمد مهدي عاكف، وأول غيث بديع يومها بعد اختياره، حسب الموقع الإلكتروني للإخوان المسلمين في مصر، قوله :'إن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام خصومًا للأنظمة الحاكمة، وإن كان بعضها دائم التضييق عليهم والمصادرة لأموالهم وأرزاقهم والاعتقال المستمر لأفرادهم..'.
الطبيب البيطري محمد بديع هو ثامن مرشد للجماعة، وينتمي للجناح المتشدد الذي يسمى جناح 'القطبيين' نسبة إلى المفكر سيد قطب، الذي أعدم شنقًا عام 1966. وبعد التغيير الذي حدث في مصر أشاد بدور القوات المسلحة المصرية في الحفاظ على الثورة والحفاظ على الدولة والحرص على سرعة نقل السلطة إلى الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة.
هذا في مصر، أما في تونس، فبالأمس شدد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس على أنه 'لا يجوز إسقاط الحكام بالتظاهر، وعلينا احترام حكم الصندوق'.
وقال :'إسقاط الحكومات والحكام في الشارع أمر غير مقبول، وعكس مفهوم ومغزى الديمقراطية'.
هذه الحكمة اتت للغنوشي بعد أن قفزإلى سدة الحكم بالانتخابات، وفيها اعتراف بأنه لم يشارك في إسقاط الحاكم، فأية انتهازية يمكن أن نسمي ذلك.
في الأردن حال الجماعة مختلف تماما، ومثلما يقول المثل المصري ':إن القطة أكلت لسانهم'، فخلال الأشهر الماضية لم يخرج عن الإخوان سوى بيانات معدودة، وتصريحات هادئة من رموزهم اتسمت في مراحل سابقة بالصقورية، وأقصى ما فعلته الجماعة في الأشهر الماضية تسيير قافلة باصات إلى الأغوار الجمعة الماضي في مسيرة 'شد الرحال إلى الأقصى والقدس'.
صَمْت الإخوان له من الأسباب التي لا تُعدّ ولا تُحصى، ففي انتهازية سياسية واضحة غابت احتجاجاتهم- في الشارع -المطالبة بالاصلاح، ورفع الأسعار، فالاصلاح لا يزال متعثرًا، والأسعار مشتعلة، فما هو المغزى لهذا الصمت إذا؟.
وفي لعب سياسي مكشوف، تعاملت قيادة الجماعة مع المجموعة المنشقة في تيار زمزم، بحيث تناقضت تصريحات قيادية حول القرار المتوقع اتخاذه بحق قيادة التيار، التي أصبحت تصدر المواقف وتنتقد الحكومة في موقفها من أحداث معان، فإذا لم يكن هذا انشقاقًا، فكيف يكون الإنشاق إذا؟، كما تناقضت قيادة الجماعة في موقفها من دعوة القيادي في الجماعة وفي زمزم الدكتور نبيل الكوفحي بدعوة السفير البريطاني إلى منزله.
جماعة الإخوان قاطعت الانتخابات النيابية الأخيرة، كما قاطعت الحالة السياسية عموما، حيث رفضت الحوار مع الحكومة، فهل هذا الأمر لا يزال ساريًا، أم أن قيادة الإخوان مِن الشجاعة بحيث تفتح حوارًا بأجندة واضحة ومحددة مع الأطراف الحكومية المعنية للمشاركة في إخراج البلاد من مأزقها.
هذا السؤال طُرح قبل أيام، بشكل مختلف، على شخصيتين بارزتين في صنع القرار، تأكيدا لأهمية إدامة الحوار، فقال أحدهم مباشرة: وهل يقبلوا هم بالحوار؟ الإجابة برسم قيادة جماعة الإخوان.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة