الأحد 2024-12-15 13:47 م

من ذكرياتنا ..

09:16 ص

الأمهات في القرى الأردنية , وحين يكبر الأولاد ..غالبا ما يسألون عن طفولتهم وأتذكر أن أمي كانت كثيرا ما تخبرني عن طفولتي ...

من القصص التي كانت ترويها لي , هي أنني في السنة الثانية من عمري , طاردت أفعى , كانت تستظل أسفل جدار , وكنت طفلا في أول خطاي لا أعرف شيئا عن خطورتها...ولحظتها قام أبي مسرعا , وأنتشلني ...ثم أحضر مسدسه , وأطلق النار على رأس الأفعى وأنا كنت أستمع للقصة بشهية مفتوحة .
أيضا من ضمن القصص , أني في الرابعة من عمري , كنت ألعب في (اللقن ) المخصص للغسيل , وفجأة واثناء التحضير للطبيخ (هب الغاز) هكذا وصفت أمي الأمر , واشتعل المطبخ ..وفورا تدخل أبي وانتشلني ...ثم قام بحمل الإسطوانة وقذفها خارج المنزل .
أكثر قصة كانت امي ترويها أمام الأشقاء , حين كنت في السنة الثالثة من العمر ..وفي غفلة من الاشقاء وجدت على الأرض , (جلدة غاز) وقمت ببعلها ..فعلقت في منتصف الحلق , ولحظتها تم رفعي من قدماي إلى الأعلى ..والضرب على ظهري , ولا أعرف من هي (صبحية) فقد روت لي أمي أن صبحية إياها مدت يدها في حلقي ..وأخرجت (جلدة الغاز) ...وأنقذتني , وأنا للان أبحث عن صبحية لأشكرها على هذا الموقف النبيل .
طفولتنا كانت (اكشن) ..وقد تذكرت أحاديث أمي أمس , حين كنت في حفلة تخريج لمجموعة من الأطفال , من معهد موسيقي ...وكان هناك طفل ربما في الرابعة ...بنفس عمري حين بلعت (جلدة الغاز) , قد تمرن على عزف البيانو ..وأتذكر حين صعد للمسرح , ولحقته والدته بكاميرا الفيديو كي تقوم بتصويره ..وكيف حضرت معه ( العمات والخالات ) والشغالة الفلبينية كانت موجودة , كلهم حين أنهى صفقوا له .
هذا الطفل حتما سيكبر , وسيصبح بمثل عمري ..وستروي له أمه عن أول حفلة موسيقى ..قام بالعزف على البيانو فيها ...وربما سيصبح وزيرا أو سفيرا ..أو ربما فردا مهما في المجتمع .
ما دفعني لكتابة المقال , هو أني حين كنت اقوم بتركيب إسطوانة الغاز لمنزلي لحظة مجيئي من تلك الحفلة الموسيقية أمس..وأضع (الجلدة) في فمي , حتى أنهي فك المربط ...وبالخطأ كدت أبلعها , تذكرت قصص أمي ....
وتذكرت أيضا أن طفولتنا لا تختلف أبدا عن شبابنا وكهولتنا , فمازلنا في هذا العمر نصارع الأفاعي , ونقاوم النار ...ونبلع بالخطأ (جلدة الغاز) .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة