الأحد 2024-12-15 23:58 م

من محمد الوكيل الى عشيقته ..

10:57 م

الى عشيقتي الجريحة من كثر السكاكين التي زرعت في خاصرتها , عشيقتي التي تحملت ما لم تستطع غيرها تحمله بالرغم من صغر سنها و امكانياتها . ألا تريدين الكلام و تشكي لي ما فعله بك من كنت تضعينهم تحت جناحيك, إذا اشتكوا فزعت كعادتك و سابقت في مساعدتهم . ها هم الآن ينهشون لحمك من الكتف الذي يطيب لهم , يتفننون في اصابتك بالداء و يمنعون عنك الدواء , ها هم يستغلون طيبة قلبك و بساطتك بما يرتقي و يزهو بمصالحهم الشخصية .

كنت طوال عمرك إناءً من الطيبات يتناولون منه ما يطيب لهم بأفواههم الكبيرة , لكن الإناء الصافي العفيف تدنس بالسم الذي يتسرب من أفواههم و هم يتسابقون على أكل طيباتهم . ألم تمّلي يا عزيزتي من الأكاذيب و الألاعيب التي يتسابقون في ما بينهم ليحتلوا المرتبة الأولى في الكذب و النصب و الفساد ؟؟ ماذا سوف تقولين للأحفاد القادمين حين يُقبلوا عليك و يقولون لك ماذا فعل أجدادنا ؟
آآآآآآه عليك يا أردن , أيها الجبل الذي تحمل التصدعات و الانهيارات التي لم تتحملها أعظم جبال العالم , فكم من فأس حاول ( البحش ) في أعماقك و أساساتك ؟ فكنت طوال عمرك صامدا ً عازما ً التقدم الى الأمام و إكمال مسيرة النجاح التي بناها الهاشميون جيلا بعد جيل دون التأثر بما يعززه البعض من أبناء البلد المغرضين من فساد و خراب .
هل ما زلت تستطيعين إكمال مسيرتك مع كثر المطبات و العوائق التي تواجهينها ؟ أنا أعلم أنه لو كان من يضرك ليس مسجلاً باسمك في ' دائرة الأحوال العالمية ' لكنت سوف تقطعين عنقه و تجعليه عبرة لمن يحاول مساس أمنك و أمانك .
لكن الطامة الكبرى أن الذي يحاول ايقاعك هو من تربى و ترعرع في روابيك , هو من أكل و ارتوى من خيراتك , فكيف لك أنت أيتها العفيفة الشريفة أن تضريه و أنت من ربيته و جعلته رجلاً حتى لو كان ينهش لحمك كالذئاب . صدقيني أيتها الغالية فقد تطاول أبناؤكِ عليك و أصبحوا أبناء عاقين فاجعليهم يتذكروا أنكِ من صنعتهم .

بالنهاية أريد أن أطيب خاطرك يا ' أردن ' أن هناك من يرعاك و يخاف على مصلحتك و يواصل الليل بالنهار حتى يكتشف من هم هؤلاء القلة الذين يريدون تخريب بلد الكثرة , البلد الذي يرهب و يهيب جميع بلاد العالم من أقصى الشرق الى أقصى الغرب , أنا متأكد أنك عرفت من هو راعيك و حاميك بعد الله عز و جل ... نعم إنه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين , جلالته و آباؤه وأجداده هم من رَعّوك و اعتنوا بك حين كثرت الأيادي التي تريد التطاول عليك فاطمئني يا عشيقتي إن 'عبدالله 'راعيك .

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة