الوكيل - هانية واحدة من الناجيات من سرطان الثدي اللواتي يجسّدن مثالاً للقوة والإرادة وحب الحياة. وأكثر ما ميّزها هو تحليها بالإيجابية في مواجهة مرضها، مما يؤكد أن الحالة النفسية تعد جزءاً مهماً في التغلّب على مرض السرطان.
تقول هانية عن تجربتها مع السرطان : «رأيت صورة على الإنترنت لإحدى السيدات حاملة رسالة تقول فيها: «اليوم آخر جلسة علاج كيماوي لي»، ولكن شعرت بأن ابتسامتها لم تكن كافية للاحتفال بهذه المناسبة، وبأن سعادتها لم تكن واضحة، فقررت أن أضع صورة مشابهة لي عندما أصل إلى آخر جلسة علاج كيماوي وأن أبدو فيها أسعد من تلك السيدة».
وتتابع «عندما جمعت عائلتي في بيتي للحديث عن إصابتي بسرطان الثدي. كانوا في حالة من الحزن والصدمة والتأثر الى درجة ان أعيُنهم كانت حمراء من شدة البكاء. إلا أنني لم أرغب بأن أضع نفسي في قالب من اليأس والضعف، فسمحت لكل واحد منهم باستخدام محرمة ورقية واحدة فقط لمسح دموعه ومن ثم التوقف عن البكاء.
وتتابع هانية حديثها «أنا واقعية بطبعي، ولا أقول بأن مرض السرطان يعد اختباراً سهلاً على الإطلاق، فمواجهته تتطلب الصبر والشجاعة والإيمان، وأهم ما ساعدني ومكنني من التعامل مع مرضي بإيجابية هو إيماني بأنه كُلما يغلق أحد الأبواب أمامي سيفتح باب آخر، فهكذا هي الحياة».
وتحمد هانية الله عز وجل بانها حظيت بفرصة العلاج في مركز الحسين للسرطان، الذي أصبح بيتها الثاني حيث تعاملت فيه مع الكثير من الأطباء والممرضين والعاملين الرائعين والمرضى الطيّبين.
وبحسبها فان ما شهدته من مستوى مذهل لخدمات المركز، ومساواة في معاملة جميع المرضى مهما كانت جنسياتهم أو أعمارهم أو خلفياتهم، تشعر بأنه من حق المركز عليها أن تنقل تجربتها للجميع، وأن تعبّر عن فخرها الحقيقي بوجود هذا المركز في الأردن.
وعن مرحلة علاجها تقول «خلال علاجي، لم أضيع لحظة مميزة من دون أن أصوّرها لأتذكر فيما بعد ما مررت به من أوقات مثيرة ومضحكة في بعض الأحيان، نعم «أوقات مثيرة ومضحكة»... قد يعتقد البعض بأن هذا الوصف غير منطقي عند الحديث عن رحلة العلاج من مرض السرطان، إلا أن ميزة هذا المرض تكمن في أن علاجه ينحصر في فترة معينة ومن ثم ينتهي، ليعود المريض إلى حياته الطبيعية، بخلاف الكثير من الأمراض التي ترافق المرضى مدى الحياة.
وأشارت الى ان التعايش مع علاج مرض السرطان يختلف من مريض إلى آخر بالاعتماد على طبيعة شخصيته ورؤيته للأمور، فكل شخص قادر على اختيار طريقة تعامله مع الصِعاب، وتحديد ما إذا كان سيستسلم للتحديات أم لا، إذ إن نوعية الحياة التي نعيشها هي عبارة عن مجموعة من الخيارات التي نتّخذها بحسب طباعنا وأفكارنا وميولنا، فالإيجابية أو السلبية خيار، والفرح أو الحزن خيار، والاستلام أو الكفاح خيار أيضاً، والحياة تحب كل مّن يملأ قلبه بالإيجابية والمحبّة والأمل.
وتتابع «بعد مروري بهذا الامتحان، اختلف مفهوم الحياة بالنسبة لي، وتغيّرت نظرتي للكثير من الأشخاص والأمور، فبتُّ أرى الحياة سهلة للغاية، وأرى أن الأمور المادية أو المظاهر والشكليات لا قيمة لها، كما زاد تعاطفي مع كل محتاج وكل مريض مهما كان نوع مرضه، وأصبح اهتمامي هذا يأخذ حيّزاً أساسياً من مجمل حياتي وتفكيري.
وتؤكد «انا اليوم على يقين تام بأن تركيز الإنسان يجب أن ينصب على راحته ومتعته بما أنعم الله تعالى علينا في هذه الحياة. والحمد لله على كل شيء».
الراي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو