الخميس 2024-12-12 08:39 ص

نسيج اجتماعي

08:06 ص

مؤلم أن ننام على صوت الطلقات، ونصحو على صوت الطلقات.مؤلم أن نتحسس اجسادنا لنتأكد بأننا ما نزال على قيد الحياة.



قاتل هذا الإحساس بأن تشعر بأن الجسد الأردني يهاجم نفسه، ويأكل نفسه، ويقتل نفسه لأسباب بالغة الحمق والتياسة. قاتل هذا الإحساس بأنه من العادي أن تموت بلا سبب، أو أن تنهض صباحا، ليطلبوا منك أن (تجلي) عن بيتك وأرضك، لأن قريبا احمقا لك اقترف جريمة بحق قريب أو جار آخر.


حينما يشعر الناس بالخطر ويغرقون في فوضى الإدارات المتنافسة، يلجأون إلى أول وأقرب خشبة أو قشة يعتقدون أنها تنقذهم من الخطر .. هذا يمسك بقشة العشائرية، وآخر بخشبة الطائفية وذلك بلوح المناطقية، وآخرين بقشة التطرف، وغيرهم بقشة الانحلال.. بينما تغرق سفينة الاعتدال والتعايش في الوسط بعد ان تكسرت مجاديفها وثقبت الجرذان من مختلف الفصائل قاعها.


هذا هو صندوق باندورا الخرافي ينفتح، فتخرج جميع شرور العالم وتحل في الناس. ما يحصل في المدن والقرى والبوادي والأرياف الاردنية من مصادمات تعود بنا إلى بدويتنا الأولى وعشائريتنا الأولى، لا يخرج عن هذا الإطار لأن الإنسان في حالة التهتك يعود إلى خطوطه الدفاعية الأولى ويفترض العداوة من الآخرين ... هذا يحصل في دولة المجتمع المدني والقانون التي نسعى إليها وقطعنا خطوات عملاقة في اتجاهها، لكن المسيرة متوقفة بل متراجعة حاليا للأسف.


أنا لا املك حلولا ، ،لكني اعتقد بأن حلها يكمن في رؤية استراتيجية واضحة وصريحة وشفافة، ووقفة رسمية حاسمة ومعلنة ضد كل أنواع التهتك، وعلى المتصارعين العودة بأشكال صراعهم إلى التنافس الشريف على خدمة الناس والوطن، وليس على تدمير كل شيء من اجل الفوز بلحسة من كعكة السلطة.. التي لن تفيد أحدا إذا تهتك نسيجنا الاجتماعي.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة