الأحد 2024-12-15 14:38 م

نصائح قبل عودة الطلاب للمدارس

06:04 م

د. حسين الخزاعي - ايام وتنتهي الاجازة الصيفية ، وتبدأ سنة دراسية جديدة ، طلاب وطالبات المدارس بمختلف فئاتهم العمرية ومراحلهم الدراسية يستأنفون العودة للمدارس ، يودعون الفوضى والروتين اليومي والسهر وعدم التقيد باوقات معينه للنوم أو الطعام والشراب والسفر ، والبدء بمرحلة جديدة تتطلب كسر هذه الفوضى، سنة دراسية تتطلب القراءة والتحضير والاستعداد اليومي للنشاطات الدراسية المتعددة .


لا يحتلف اثنان على أن المدرسة مؤسسة اجتماعية تنموية تربوية الهدف الاساس منها اعداد جيل من الشباب المتعلمين القادرين على التفكير والعمل والبناء والانتاج ، حياة اجتماعية فاعله هادفة بناءه للانطلاق نحو المستقبل، وصقل حياتهم وتزويدهم بمهارات الحياة كافة، وتؤكد على تمسكهم بالقيم الاخلاقية والجمالية التي تحقق التعاون والتكافل والتسامح والايثار بين افراد المجتمع ، ويعد الجو الاجتماعي من اهم مقومات العلمية التعليمة ، فالعلاقة التي تسود بين طلبة المدارس مع بعظهم البعض، وبين الطلبه ومعلميهم وادارة المدرسة، والمدرسة والاسرة ، علاقة تساعد على نجاح العملية التعليمية والتي لا تكتمل إلا بتوفر الاجواء المريحه البعيدة عن التوتر والقلق والاكتئاب والعنف والتذمر من المدرسة ، او الاجواء الدراسية وهذا يتحقق من خلال بناء علاقة وثيقة ومتينه بين المدرسة والاسرة والطالب قوامها الحرص على المصلحة العامة والتي يكون في مقدمتها تحقيق الفائدة من العملية التربوية للمجتمع وتحقيق احلام الاسر بنجاح ابنائهم وتحقيق رغباتهم وطموحاتهم ، فالعلاقة بين المدرسة والاسرة كمثل الجسد الواحد اذا حدث خلل في احدهما يؤثر على الآخر ويعرقل العملية التعليمية.

بداية العام الدراسي الجديد، يوم من ايام الوطن ، واشراقة من اشراقاته النيره ، إذ يلتحق هذا العام ( 1.8) مليون وثمانيمائة الف طالب وطالبه في المدارس الحكومية والقطاع الخاص ووكالة الغوث والثقافة العسكرية ، كوكبه من ازهار الوطن يشكلون (28%) من مجموع السكان في الأردن ينطلقون بخطى واثقة نحو المستقبل ، والجهود التي نتابعها ونرصدها للحراك الذي قامت به وزارة التربية والتعليم في مختلف المديريات التابعة لها والمنتشرة في كافة ارجاء الوطن الوطن تثلج الصدر ، وتستحق الشكر على ما قامت به من جهد ومتابعة لتأمين كافة خدمات العملية التعليمية من (مدارس ، معلمين ، كتب مدرسية) والخدمات اللوجستية الاخرى المصاحبة للبدء في العام الدراسي بسهوله ويسر ، يقتضي الواجب ان نتوجه الى الاهل لتقديم النصائح والارشادات لتفادي المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي قد يتعرض لها الطلاب مع بداية العودة للمدارس ، واوجزها بما يلي:

اولاً : عدم التأفف والتذمر امام الابناء من المدرسة والبعد عن التلفظ بالفاظ تؤدي الى تكوين صورة سلبية عن المدرسة، وترديد بعض الكلمات التي تؤثر على اهمية المدرسة مثل ' المدرسة بدأت وارتحنا منكم ، او ' يا ريت ما في عطلة خلينا نرتاح'.

ثانيا : تذكير الاهل للابناء باهمية المدرسة ، وما توفره من مهارات وخبرات وفرص تعليميه ونشاطات ابداعية والعاب ترفيهية وبرامج مفيده تشبع احتياجاتهم المتعددة في مجالات العلم والمعرفة والتقنيات والحاسوب والمطالعة

ثالثا: الاستفادة من تجارب السنة الدراسية الماضية ، وتفادي الاخطاء السلوكية او التعليمية التي حدثت مع الابناء وتجاوزها ومنع تكرارها .

رابعا : استمرار التواصل مع الابناء وتذكيرهم بالاستعداد والتحضير الدائم للدراسة والقيام بالواجبات الدراسية المتعددة ، واعتبار ان اول يلتحق فيه الابناء في الدراسة مثل اخر يوم ، وكل يوم في المدرسة فيه مهارات وتحضيرات وواجبات درسية تخلف عن اليوم السابق ، والتسلح بالحكمة النبيلة ( لا تؤجل عمل اليوم الى الغد).

خامسا : تعاون الاهل الدائم مع المدرسة ( ادارة ومعلمين ) ، والتاكيد على الابناء بالالتزام بانظمة وتعليمات المدرسة، وعدم الغياب عن المحاضرات او الامتحانات، واحترام المعلم والمعلمة ، وعدم المشاغبة اثناء الحصة التعليمية ، وبناء صداقات مع الطلبة قائمة على التعاون والتسامح والتكافل والتنافس الشريف في مجالات الدراسة . والتأكيد على دور المعلم في العملية التعليمية وتفاعلة مع الطلبه والاستماع الى ملاحظاتهم والتعامل معهم باتزان ولطف ومحبه واستخدام وسائل تعليمية متعددة في شرح المناهج الدراسية لضمان استيعابها من قبل الجميع ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.

سادسا : تذكير الابناء بالمحافظة على ممتلكات المدرسة ، واعتبار اي اداة من الادوات التعليمية او الخدمية الموجودة في المدرسة هي جزء من ممتلكات المنزل ومن ممتلكات الاسرة ويجب المحافظة عليه وعدم السماح لاي طالب في المدرسة القيام بتخريب المرافق والخدمات .

سابعا : حضور الأهل لمجالس الآباء والامهات ، وعدم التكاسل والتقاعس عن حضورها ، فهي تزود الاهل بمعلومات ومهارات مفيده عن ابنائهم وخاصة عن مواهب وابداعات قد لا يعرف الاهل عنها ، ويمكن تنميتها واستثمارها بشكل يعود بالفائدة على الابناء والمدرسة والاسرة والمجتمع والوطن ، فالمدرسة ليست مكانا لتحفيظ النصوص وتعليم الكتابه والقراءه ، انها بناء شخصية متكامله للطلاب في مختلف المجالات النمائية والفكرية والابداعية
.
ثامنا : الاستيقاظ المبكر: تدريب الابناء على الاستيقاظ المبكر والاستعداد للذهاب للمدرسة ، وفي هذه الحالة نؤكد على ضرورة اتباع الاهل لمهارة فن ايقاظ الابناء من النوم، ويفضل ان يكون الايقاظ قبل ساعة من الذهاب للمدرسة، والابتعاد عن الصراخ والتهديد اثناء الايقاظ ، ويفضل ان يكون بطريقة ودودة ويمكن ان تجلس الام او الاب او احد افراد الاسرة بجانب السرير ووضع اليد على رأس الابناء والقيام بتدليلهم ومخاطبتهم بكلام جميل هاديء يشجع الابناء لاستقبال يوم دراسي بنشاط وحيويه، وعندما يتم التاكد من صحيانهم ، تعليم الابناء على تحضير كافة مستلزمات المدرسة في اليوم السابق ، وتدريبهم على الاستقلالية والاعتماد على النفس في ارتداء ملابسهم وتفقد احتياجاتهم وحقائبهم المدرسية. وتجنب الاهل استخدام الأوامر أو العقاب والصراخ والتهديد ، حتى لا يذهب الابناء متوترين وقلقين إلى المدارس.

تاسعا : تفقد الحقائب المدرسية باستمرار ، والتأكد من خلوها من بقايا الاطعمه والسندويشات ، وقراءة الملاحظات التي يدونها المدرسين في دفاتر المذكرات او المفكره والتي تعد من الطرق المتبعة في التواصل بين الاهل والطلبة والمدرسين .

عاشرا : جلوس الاهل مع الابناء ومحاورتهم والاستماع اليهم والى ملاحظاتهم ومتابعة تحصيلهم الدراسي اولا بأول

وبعد ،،، التصميم والارادة والمتابعة والجهد المتواصل، والبعد عن الخوف والفشل والقلق والتوتر، والثقة في قدرات الابناء التعليمية والابداعية مفتاح النجاح وتحقيق الطموحات.

مسك الكلام ،،، نتمنى للاسر الاردنية وفلذات اكبادنا النجاح والتقدم .

ohok1960@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة