الأهم في الإنتخابات العراقية، رغم كل ما يقال ضدها وما يؤخذ عليها، أنها بنتائجها قد جاءت لتجُبَّ الكثير من التشوهات الطارئة التي غرق فيها هذا البلد العظيم منذ الغزو الأميركي في عام 2003 وعلى مدى خمسة عشر عاماً ولعلّ ما زاد الطينة بلَّة كما يقال أنه فتح حدود بلاد الرافدين الشرقية لتمدد إيراني اتخذ طابع الإحتلال العسكري والتدخل في كل الشؤون العراقية الداخلية.
والأسوأ أن هذا التمدد قد شكل حاضنة لموجات فساد وإفساد غدت متجذرة وحاضنة للنزاعات المذهبية السياسية التي ترتب عليها عنف بدائي متبادل شكل مناخاً لظهور ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأدى إلى حروب وثارات قذرة بالفعل تحتاج إزالة أثارها السياسية والإجتماعية والأخلاقية إلى كفاح
سنوات طويلة.
إن أول ما يمكن اعتباره إنجازاً عظيماً لهذه الإنتخابات العراقية الأخيرة هو أنها بنتائجها قد وجهت ضربة قاصمة لعدد كبير من رموز الفساد الذين استغلوا غياب الدولة وهيبتها المفترضة فنهبوا البلاد وأفقروا العباد وبالإمكان إيراد أسماء كثيرة في هذا المجال، لولا بعض المحاذير، من المفترض أن تطاردهم سيوف العدالة في هذا العهد الجديد الذي بالإمكان المراهنة عليه رغم أنه لا تزال هناك مستجدات متوقعة كثيرة ولا يزال حصول انتكاسة تعيد الأمور إلى ما كانت عليه وارداً في أي مرحلة لاحقة.
ثم وبالإضافة إلى هذا الإنجاز، الذي هو في غاية الأهمية بالفعل، أن هذه الإنتخابات بنتائجها قد أظهرت أن الشعب العراقي لم يعد قادراً على احتمال استمرار الأمراض الطائفية والمذهبية التي تجاوزت الحدود كلها
خلال السنوات الماضية منذ عام 2003 وحتى الآن والتي مزقت البلاد شر ممزق وجعلت أبناء البلد الواحد والأمة الواحدة يدخلون في صراعات عبثية مقيتة فتحت أبواب بلادهم للذين وجدوا أن الفرصة غدت سانحة لتسديد حسابات قديمة والأخذ بثارات من المفترض أنها لم تعد قائمة وأن عوامل الزمن قد محتها كلها وجعلتها
نسياًّ منسيا.
وهكذا فإن الأهم من هذا كله هو أن هذه الإنتخابات ببداياتها ونهاياتها قد أظهرت أن العراقيين بغالبيتهم، الشيعة قبل السنة، ما عادوا قادرين على تحمل التدخل الإيراني السافر المتعدد الأشكال في شؤون العراق الداخلية وما عادوا يقبلون بأن يكون حاكمهم الحقيقي والفعلي هو جنرال حراس الثورة الإيرانية قاسم سليماني وهنا فإن المفترض أن كل المتابعين قد سمعوا هتافات العراقيين في الساحات العامة وفي بغداد وغيرها من المدن العراقية :»العراق حرة.. حرة وإيران تطْلعْ برّأ»!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو