الأحد 2024-12-15 11:37 ص

هذه قصّة "ملياردير القمار" والسفارة الأمريكية في القدس

01:13 م

رصد - من المقرر، أن يباشر ستة من محامي وزارة الخارجية الأمريكية، عمليات فحص حول شرعية تمويل شيلون اديلسون 'ملياردير القمار' لبناء السفارة الأمريكية في مدينة القدس، بحسب ما علمت به صحيفة (القدس) أمس الاثنين، بحسب رصد 'الوكيل الإخباري'.


ومن المتوقع، أن يقدم المحامون نتائج الفحص قبل بدء مؤتمر اللوبي الإسرائيلي القوي في الولايات المتحدة اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة- إيباك، الذي سيبدأ أعماله يوم الأحد المقبل 4 آذار/ مارس، وستنتهي يوم الثلاثاء 6 آذار/ مارس 2018.

بدوره، أفاد مصدر مطلع، أن الإدارة الأمريكية لم ترد رسمياً على عرض شيلدون حتى اللحظة، إلا أن البيت الأبيض ينظر بإيجابية لهذا العرض، ويعتبره بأنه يخدم المصلحة الوطنية الأميركية، ولا يرى في ذلك تدخلاً غير اعتيادي أو محاولة للتأثير على كيفية اتخاذ القرارات بشأن العلاقة مع إسرائيل، أو بأن هناك تعدياً أو إهانة لسيادية قرارات السياسة الخارجية'.

وقال المصدر: 'إن عملاً كهذا، أي أن يتحمل مواطن تكاليف بناء صرح لخدمة الوطن، يظهر تميز الولايات المتحدة، ويعبر عن روح الكرم والتطوع التي يتحلى بها الأميركيون دون سواهم، ويوفر مبالغ ضخمة على دافع الضرائب الأميركي'.

يشار إلى أنه إذا ما تحمل أديلسون تكاليف بناء سفارة واشنطن المزمع بناؤها في القدس، فإنه سيتم اقتطاع هذه المبالغ من الضرائب المفترض أن يدفعها اديلسون وشركاته عن دخله وأرباحه.

من جانبها، أكدت وكالة (أسوشييتد برس) خلال عطلة الأسبوع الماضي، أن إدارة ترامب تدرس فعلاً عرض ملياردير القمار والمتبرع الأكبر للحزب الجمهوري اديلسون، لدفع كل تكاليف بناء سفارة جديدة أو جزء منها في القدس، وفقاً لما قاله أربعة مسؤولين أميركيين للوكالة.

وقال المسؤولون الأربعة للوكالة: 'إن المحامين في وزارة الخارجية، يبحثون مشروعية قبول التبرعات الخاصة بتغطية بعض أو جميع تكاليف السفارة، فيما تخطط الإدارة بروتوكولات احتفال الافتتاح وقص الشريط للسفارة الجديدة في أيار/ مايو المقبل'.

وتأكد الاثنين، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو سيوجه دعوة للرئيس الأميركي دونالد ترامب لافتتاح السفارة يوم 15 أيار/ مايو 2018 المقبل، وذلك خلال زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل للمشاركة في مؤتمر اللوبي الإسرائيلي 'إيباك'، حيث سيلتقي على هامشه مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية، أصدرت الجمعة 23 شباط/ فبراير 2018 بياناً، أعلنت فيه عزمها استكمال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس مع حلول يوم 15 أيار/ مايو 2018 ، الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية وتأسيس دولة إسرائيل.

وجاء في البيان بأن السفارة 'ستكون في البداية في حي ارنونا في مبنى حديث يضم ألان عمليات القنصلية الأميركية العامة بالقدس، وأن العمليات القنصلية، بما في ذلك خدمات المواطنين الأميركيين وخدمات التأشيرات، ستكون في مرفق أرنونا دون انقطاع، كجزء من السفارة.

وتؤكد الوزارة، أن القنصلية العامة في القدس ستواصل عملها كبعثة مستقلة دون تفويض، من موقعها التاريخي في 'أغرون رود'.

ويوضح البيان 'في البداية، سوف تحتوي السفارة المؤقتة في أرنونا على مساحة مكتبية للسفير وطاقم صغير، وبحلول نهاية العام المقبل، سيتم فتح سفارة جديدة في القدس بمجمع أرنونا، وهو ما من شأنه أن يوفر للسفير وفريقه مساحة مكتبية موسعة'.

ويفيد البيان أن الحكومة الأمريكية بدأت بالبحث عن موقع دائم لسفارتها في إسرائيل، حيث سيحتاج التخطيط والبناء زمناً أطول.

وينهي البيان بالقول: 'نحن متحمسون لاتخاذ هذه الخطوة التاريخية، ونتطلع إلى الافتتاح (الرسمي) في أيار/ مايو المقبل'.

وبحسب صحيفة (القدس)، فإن توقيت نقل السفارة من تل ابيب إلى القدس كان مصدر جدل حاد بين البيت الأبيض من جهة ووزارة الخارجية الأميركية من جهة أخرى، حيث عارض وزير الخارجية ريكس تيلرسون منذ اللحظة الأولى نقل السفارة إلى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن ثم قال: إن ذلك يحتاج سنوات طويلة لوضع خطة أمنية تليق بالسفارة، وأخيراً اعترض على نقل السفارة للعمل من داخل القنصلية الأميركية في القدس، ولكن احتجاجاته ذهبت أدراج الرياح ولم يستمع إليه أو إلى الخبراء التقليديين في وزارة الخارجية أحد، وفقط طلب منهم تنفيذ أوامر الرئيس، لا أكثر، بحسب المصدر.

وأضاف المصدر: 'من الواضح أن تيلرسون يستثنى استثناءً كاملاً في قضايا السلام الفلسطيني الإسرائيلي، ولا يكاد يُسمع صوته في هذه القضايا، وأن السفير الأميركي في إسرائيل وصديق نتنياهو استخدم (الفيتو) ضد تيلرسون الذي من المفترض أن يكون مسؤوله، ولكن من الواضح أن فريدمان يتوجه للبيت الأبيض بشكل مباشر متجاوزاً وزارة الخارجية'.

وتشير التقديرات الأولى لكلفة بناء السفارة الأميركية في القدس المحتلة الى ما بين 500 و750 مليون دولار، وهو ما يجعل عرض آديلسون غير تقليدي على الإطلاق.

من جهتها علقت كاثي بيثاني المديرة السابقة لإدارة التكاليف في مكتب عمليات البناء في الخارج بوزارة الخارجية الأميركية، بحسب (أسوشيتد برس)، وقالت بأنها ليست على علم بقيام مواطن أو هيئة خاصة بتمويل بناء حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.


ومن المتوقع أن يخاطب آديلسون مؤتمر اللوبي الإسرائيلي 'إيباك' الذي سيحضره نحو 18,000 مشارك إلى جانب نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بينس، وسفير أمريكا في إسرائيل ديفيد فريدمان وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، للإشادة بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إلى القدس.
[more_related]


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة