بعيدا عما يحدث في سوريا من حرب بشعة يدفع ثمنها المواطن الأعزل الذي انكشف الغطاء عن مواطنته فأصبح مستهدفا بناء على مذهبه وهويته ، لا نجد في العالم كله من يواجه القتل والتشريد وسفك الدماء بداع وبغير داع سوى المسلمين ، فهم قرابين لكل حروب العالم الحرّ ، حتى إذا ما انتهوا منهم ، جاءهم من ينكلّ بأرواحهم قبل أن تزهق من بني دينهم أيضا ، أفلهذا القدر وصلت المهانة بالدم الأدمي ، على أساس أن المسلمين هم بنو آدم ليس إلا !!
الغريب والمريب هو الصمت البشع الذي تمارسه الدول العربية والإسلامية أمام المجازر التي ترتكب ضد المسلمين العزل الأبرياء من كل جريرة في أدنى البلاد وفي أقصاها ، من سوريا اليوم وحتى إيران ليقفز شبح الإجرام قفزة في الهواء ليصل الى «بورما « التي تشهد حتى هذه الساعة مجازر لم تشهدها البشرية ضد المسلمين هناك ، فأكوام الجثث تحولت الى « بيادر لحم آدمي « محترقة أو ممثل بالجثث ، في إسلوب لا يمكن أن تتخيله لو وقع إنسان في وادٍ للوحوش !
قبل أسابيع احتضنت « لندن « أولمبيادها العالمي ، وقبل أن يصدر القرار بالرفض ، كانت إسرائيل وبشكل رسمي تضغط على رئاسة الأولمبياد لإدراج فقرة الوقوف دقيقة صمت إحياء لذكرى اللاعبين الاسرائيليين الذين تمت تصفيتهم في بطولة ميونيخ عام 1973 بألمانيا على يد مجموعة من الثوار الفلسطينيين آنذاك ، ولولا الخشية من اتهام لندن بتسييس الرياضة لفعلت ما تؤمر به تل أبيب ، ومع هذا لا تزال المانيا الحرة تحاول بشتى الطرق التكفير عن ذنب لم يقترفه زعماؤها الحاليون بحق اليهود ، وليت المقصود بالاعتذار اليهود كبشر ، بل لإسرائيل كدولة تعلن نفسها دولة اليهود ، وهي تقتل الفلسطينيين حتى اليوم دون اعتذار .
فلنتخيل لو أن المسلمين في بورما هم يهود ، كم حاملة طائرات وصلت الى المحيط هناك لتحررهم من شياطين المعابد الوثنية ، ولعل آخر إعتداء مسلح ارتكب بحق سائحين إسرائيليين وقع في بلغاريا قبل شهر ونصف ، سمحت السلطات البلغارية لفريق تحقيق إسرائيلي كامل لتولي التحقيق في الجريمة ، وغض الطرف عن « السيادة الوطنية « ووجه الإتهام الى حزب الله ، واستنكرت « الجريمة « دول أوروبية ولندن وواشنطن ايضا .
في إيران الدولة الإسلامية التي انتهت للتو من جمع بقايا أوراق وفود دول عدم الإنحياز الذي عقد في عاصمتها ، لم يتحدث أحد معها عن التمييز والقتل الممنهج ضد « الطائفة السنية « فيها ، أو الحرب غير المعلنة ضد العرب في الأحواز التي يعاني أهلها من غير الإثنية الفارسية حربا طويلة ضدهم ، ولا تزال حتى اليوم في المحمرّة وشاوور وعدد من مدن إقليم الأحواز الذي أطلق عليه الإيرانيون إسم «خوزستان « ، ومنذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 لم يأت أحد من العرب ولا العجم على ذكر العرب والسنة في إيران التي حكمتها العمائم المذهبية الطائفية ، قبل أن تمتد سيطرتها الى العراق الذي يعاني أهل السنة ألوان التمييز والقتل على الهوية .
يخرج علينا رسام كاريكاتور أوروبي برسم مسيء لخير الأولين والآخرين الرسول عليه الصلاة والسلام ، فتموج جماهير المسلمين في كل البلاد غضبى مهددة بالويل والثبور لرسام لا يملك أخلاق المهنة ولا احتراما لإنسانيته أو حرية معتقد الآخر ، مع أن إساءته لا تضير الرسول الأعظم ولا سيرته العطرة ، ولكن كيف تصمت الشعوب والحكومات ودول العالم الحرّ والمحترم خاصة العرب منهم على ما يجري في البلاد التي تغطي الفضاء بقناع حديدي لممارسة وحشيتهم ضد فئات من شعوبهم بناء على تعصب عرقي ومذهبي متطرف .
من يتابع أخبار «ميانمار » بورما ، أو يشاهد على موقع « يو تيوب « المجازر بحق أولئك البشر ، لن يصدق أن هناك بشرا يفعلون ذلك حبا في الله أو في دين ما ، فمن يحب الله يحسن للبشر جميعا دون اعتبار لدين ومذهب وعرق فالدين لله والأرض لله ، والدول للجميع. خيرنا من يتق الله ويعمل لصالح مجتمعه ، ولخدمة البشرية والشعوب المضطهدة ، لا أن يضطهد البشر في سادية لا تعترف بها الوحوش الحيوانية ، فهل من يتحرك لنصرة أولئك البشر
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو