كان أمس الأول يوما ثقيلا؛ ولم تتح لي فرصة الاطلاع لا على الصحافة ولا حتى ممارسة عملي اليومي وكتابة مقالتي، فقد كنت غارقا مشتبكا مع كائنات العمل العام، التي تبذل الدولة جهودا لتأهليها كي تقوم بعملها بطريقة معقولة، وبين الحوكمة والحوسبة ضاعت «الحانا»:
فهذه موظفة حين تراها تقتنع بكل الأوقات وليس الوهلات بأنها لا عهد لها لا بالعلم ولا بالادارة ولا يوجد ما يدعوك لتعتقد بأنها تملك اختصاصا ما، تعطيك ظهرها وكأنك غير موجود، و»تبحبش» في «كحيش» الملفات تبحث عما يمكنها من تجاوز خطأ ارتكبته جراء عدم معرفتها بالتعليمات ولا بالنظام، ثم تقول لك «تعال الي بعد 3 ساعات»!، علما أن معاملتك لا تستحق أكثر من 30 ثانية، وهو اجراء لا داعي له ولا منطق أو قيم أو أخلاق فيه، ثم تعطى الصلاحيات لمثل تلك الموظفة لتمارس عقدها عليك بالتأخير والمماطلة.. منظر غارق بالبيروقراطية والغباء والفساد الاداري، يجري على مرأى ومسمع المسؤولين عنها ويصمتون رغم نظافتهم وحصافتهم !!..
اليوم قرأت شيئا كتبه أحد الأصدقاء، يتحدث فيه عن مواقع التواصل الاجتماعي وقيام المواطنين بالإساءة الى رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، ويتحدث معلقون هناك عن تشريعات وتفريعات وفزعات، لكنني علقت بأنهما يستحقان أن يسقطا في مثل هذه المواقف، لأنهما مسؤولان من الدرجة الأولى، وهما من يتحملان مثل هذا الانفلات، حين يتقهقر الاعلام الوطني المهني المسؤول لصالح الانفلات والفوضى، فهناك خطاب غائب وأصبح بعضهم يتحدث عنه بأنه خطاب منقرض، فليس للمهنية ولا للحقيقة من مكان في عالم لا تنوير ولا تاثير فيه الا للصور وللذين يشتمون ويشككون ويتهجمون ويبتزون المسؤولين..في الواقع نحن أهل الصحافة المهنية الوطنية من نتعرض للتهميش والابتزاز، وتتراجع مؤسساتنا الصحفية المهنية الكبيرة، وطالما حذرنا ونحذر لكن المسؤولين المذكورين وغيرهما لا يفعلون شيئا، وها هو رئيس مجلس النواب يشتبك مع بعض هؤلاء ويتعهد بل يهددهم بأنه لن يقبل واسطة، حين يقدم شكوى بحقهم.. «وسوف يقبل ويتنازل ولن يستمر..وقولوا ابراهيم ما كتب»!.
قبل أيام تعرض رئيس مجلس الأعيان لمثل هذا الموقف، وقام بعضهم بالإساءة الى شخصه وعائلته، وقيل بأنه قدم شكاوى بحقهم ثم تنازل عنها، وهو موقف يعتبره بعضهم بأنه يعبر عن تسامي الشيخ فيصل الفايز عن المهاترات، وكأن الموضوع شخصي لا علاقة لا بالمجتمع ولا بالدولة !! فحين يقوم الناس بمهاجمة شخصية سياسية واجتماعية عامة مثل فيصل الفايز وهو على رأس عمله، ويتعرضون لحياته الشخصية ويعلمونه كيف يحترم الوطن وعشائره، فهو آخر الزمان بلا شك، وهو زمن الانقلاب على كل جميل، ولعل رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة «سعادته» يسير على الطريق نفسه، وفي السياق يتعهد بفضح بعض المبتزين الذين ارسلوا له قبل أشهر رسائل ابتزاز على هاتفه !! .. هل تطمئنون لهذا المشهد؟ وهل بقي شيء من قيم أو هيبة أو أعراف أو احترام للشخصيات العامة وللمسؤولين في بلدي؟ ومن السبب في فقدانها يا ترى؟!.
المسؤولون الضعفاء أو الفاسدون، المتورطون في مواقف غير مقبولة، هم من يستفيدون من انتشار الابتزاز ومن ضياع المهنة وأخلاقها في عالم الصحافة والسياسة والمال، وأصبحت بعض الجهات لا تعترف بالاعلام المهني والوطني ولا بالصحافة ونقابتها، وتفرض على الدولة والمجتمع شخصيات هزلية يطلقون عليها زورا بأنها مؤثرة وناشطة، ومن أسف نقول بأن بعض المؤسسات أصبحت تمنح وظائف ورواتب ومكافآت من المال العام لبعض هؤلاء هي تنفيعات في حقيقتها، ولا تخدم خطابا رسميا ولا أهليا محترما(الأمثلة كثيرة ولا نذكرها في هذه الصحيفة المهنية ..لكننا نقولها ونكتبها في غير المكان ان استدعى الموقف)، ولست أدري كيف يقتنع هؤلاء المسؤولون بأن لمثل هذه الكائنات تأثيرا، في حين أنهم يجلسون مع بعضهم ولا يستطيعون الحصول منهم على جملة مفيدة في أي مجال كان ؟! ..عن أي تأثير تبحثون لدى مذيع أخرس مثلا، أو كاتب لا يعرف ان يكتب عربيا، ومنظر اجتماعي لا يتحلى بأخلاق ولا أهل او أصل له، أو سياسي لا يعرف حدود الاردن ؟! ..ثم تغضبون حين يقوم مواطنون بمجاراة الواقع المنفلت وينالون منكم !!
انتم من يقصر، وكم من مرة طالبنا النواب والحكومات والنخبة بأن يوقفوا التعامل مع أي شخص غير صحفي، ولا يسمحوا له بمزاحمة الصحفيين في المؤتمرات والاجتماعات والندوات وتغطية الأحداث التي تجري في مؤسساتكم التي تديرونها، هل هي بهذه الصعوبة مثلا؟ ما الذي يمنع أن يكون هناك قانون وتعليمات واضحة، تحدد من هو الصحفي الذي يحق له أن يقدم الحقيقة او يطاردها ويقوم بتغطية الأحداث المتعلقة بالشأن العام ؟
أنا لا «افزع» لسعادة الرئيس بقدر ما أدافع عن مهنتي ونقابتها وعن مؤسسات اعلامية وطنية وأخرى رسمية كبيرة، فهي التي يجري تهميشها لصالح «عنتريات واستعراضات»، يريدون منا أن نقف في وجهها بينما هم يدعمونها ويقومون بتهميشنا ويخربون مؤسساتنا الصحفية والاعلامية الكبيرة..
أحترم كل المسؤولين وأحترم رئيس الحكومة ورئيسي النواب والأعيان، ولا شيء شخصيا يهمني حين أقول أنتم المخطئون أصلا، ومطلوب منكم إعادة دور الصحافة الوطنية والمؤسسات الاعلامية الرسمية المهمة، فهذه أول وأهم خطوة باتجاه احترام الصحافة ودورها وأهميتها في الدولة والمجتمع، وغير هذا فأنتم المسؤولون وعليكم تحمل عبء تقصيركم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو