الخميس 2024-12-12 11:29 ص

"وسواس" التوطين!

06:28 ص

تبالغ نخبةٌ من الس?اس??ن في مخاوفھا وھواجسھا من قض?ة 'التوط?ن الس?اسي'، كما حدث مؤخّراً في الموقف من ا?نباء عن توجھ

حكومي بمنح أبناء ا?ردن?ات المتزوجات من غ?ر أردن??ن حقوقھم المدن?ة؛ مثل الصحة والتعل?م والعمل وا?قامة والتملك، من دون
الحقوق الس?اس?ة، والذي جاء في س?اق الحوار ب?ن الحكومة ومجموعة المبادرة الن?اب?ة، و?مثّل الحدّ ا?دنى المقبول ?نصاف ا?ردن?ات
.وأبنائھن
و?حظوا أن الحد?ث ھنا ل?س عن الجنس?ة أو عن الحقوق الس?اس?ة (ا?نتخاب، والترشح، وتشك?ل ا?حزاب، وممارسة العمل الس?اسي)،
.برغم أنّ كث?راً من القوان?ن في دول العالم تعتبر ذلك حقّاً للمرأة، مثل الرجل
وجھ الغرابة ?تبدى في عدم إدراك الجوھر في ا?عتراض على ذلك، طالما أن الموضوع متصل بحقوق مدن?ة ? س?اس?ة، و? توجد ف?ھ
أي شبھة للتوط?ن أو 'تغ??ر' الھو?ة الد?مغراف?ة؛ وطالما أنّ النت?جة ستتمثل في تحق?ق الحدّ ا?دنى من العدالة الحقوق?ة وا?نسان?ة. فھل
من المقبول أن نمنح حق ا?قامة والعمل والتملك لكث?ر من ا?جانب، ونمنعھ عن 'أبناء ا?ردن?ات'، خش?ة من التوط?ن، وكأننا نعاقبھم
!ونعاقب أمھاتھم معھم؟
الموضوع الذي حظي بنص?ب أكبر من القلق والتخو?ف ھو قرار مجلس الوزراء بتعد?ل قانون جوازات السفر بما ?منح تفو?ضا لوز?ر
الداخل?ة بإصدار جوازات سفر لحا?ت إنسان?ة وخاصة، وھو ما قُرئ، من قبل ھذا الت?ار، بتھو?ل كب?ر، برغم أنّھ كان معمو?ً بھ لما
!?ز?د على عشرة أعوام
وتؤكّد مصادر حكوم?ة أنّ ذلك ترتّب على لقاء مع المستثمر?ن العراق??ن بالحكومة، لبحث مسألة تشج?ع ا?ستثمار، فكانت أغلب
م?حظات المستثمر?ن العراق??ن، تتحدث عن الصعوبات التي ?جدونھا في السفر وا?قامة، وفي عدم وضوح التعل?مات والشروط المتعلقة
بالحصول على ھذه الوثائق التي تسھّل عملھم، مثل المبلغ المطلوب، وعدد العامل?ن ا?ردن??ن، با?ضافة إلى مطالبات بأن تتجاوز مدة
!الجوازات عاماً واحداً، إلى مدد أكبر من ذلك
بالطبع، ا?مر ? ?رتبط بالجنس?ة، وإنّما بجوازات مؤقتة، ب? أرقام وطن?ة، ومشروطة، وواضحة، و?ھداف استثمار?ة وإنسان?ة، وفق
.مشروع القانون المعدّل لقانون جوازات السفر 2013
القلق الذي ?بد?ھ الت?ار المتخوف ?كمن من عبارة 'لغا?ات إنسان?ة'؛ فھي مطّاطة وعامة، و?رى أنّھا تنطبق على مل?ون من حملة البطاقات
الخضراء، ونصف مل?ون غزّي مق?م?ن في ا?ردن، و400 ألف امرأة متزوجة من غ?ر أردن??ن، ومئات ا??ف من ال?جئ?ن الذ?ن
!'حصلوا على ھذه الوث?قة 'لغا?ات مال?ة وس?اس?ة
إ?ّ أنّ ذلك التخوّف، برأ?ي، مبالغ ف?ھ جداً، وغ?ر واقعي، بل و?نطوي على تناقض في منطقھ الداخلي. وبع?داً عن مدى صواب?ة ا?رقام،
فأصحاب البطاقات الخضراء ?ملكون أص?ً جوازات سفر ب? أرقام وطن?ة، ب?نما ھواجس التوط?ن تتعلّق بمن ?متلكون أص?ً جوازات
سفر، بطاقات خضراء، وجوازات مؤقتة، خش?ة أن ?تم منحھم ا?رقام الوطن?ة والبطاقات الصفراء، أي إنّنا نتحدث عن موضوع?ن
!منفصل?ن تماماً، وعن ھواجس ? أساس لھا من الصحّة ف?ما ?تعلّق بھذا التوجھ
ھذا وذاك ? ?نفي مشروع?ة القلق والخش?ة من إسرائ?ل ومخططاتھا الرام?ة إلى التخلص من عبء القنبلة الد?مغراف?ة الفلسط?ن?ة، وإقامة
'ص?غة ما' للوطن البد?ل. لكن طرح ذلك التھد?د ? بد أن ?أتي ضمن س?اق وطني جامع، وحوار عق?ني، ورؤ?ة موضوع?ة علم?ة،
مبن?ة على تصوّرات واقع?ة؛ أمّا ما نقرأه مؤخّراً من خطابات، ف?تجاوز الحدّ المنطقي إلى حالة 'الفوب?ا' الحق?ق?ة، ولغة مسكونة بالمبالغة،
!'عبر تصو?ر كل ما ?حدث ضمن ھذا المنظور الذي أصبح بمثابة 'الوسواس
ب?ت القص?د أنّ ھذا الخطاب ?ضر بالقض?ة التي ?جعلھا اتجاه س?اسي على رأس أولو?اتھ؛ إذ ?ظھر دوماً في خندق معادٍ للحقوق المدن?ة
والقانون?ة، ول?عتبارات ا?نسان?ة، وضد تسھ?ل ا?ستثمارات، ومتحفظ على مصطلح المواطنة، ومحافظ في ا?ص?ح الس?اسي، من
!دون تقد?م خطاب بد?ل مقنع ومتقدم


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة