الخميس 2024-12-12 20:17 م

" وصفي " .. ما زِلتَ داليةً فينا

04:38 م

' وصفي ' ... من تل إربد نهض فتىً أردني النشأة عربي الهوية يحمل هموم الوطن ، يردد أهازيج الفلاحين في بيادر المواسم مدركاً بأن الفلاحة والحراثة هي سنابل الوطن المائلات ومخازن المجد للوطن والأمة .


' وصفي ' ... حمل محراثه وركب حصانه وفلح الأرض فهو يدرك أن الأرض لا تحرثها إلا سواعد أبنائها ، حمل هم الوطن وخاض غمار السياسة فكان عربياً مخلصاً لعروبته وأمته ، حمل على أكفه روحه الطاهرة في سبيل الوطن والأمة ومواقفه المشرفة التي ما كان يقبل ضيماً ولا ويقبل تدنيساً ، ولا يؤمن إلا بالوطن وأمجاده لكي يبقى الأردن شامخاً مصاناً عزيزاً ، إمتدت له يد الغدر والخيانة لتغتال بسمتنا وتدفن عروبتنا وهم بفعلتهم الجبانة لا يدركون بأن ' وصفي ' حيٌ فينا وفرحٌ ومستبشر ، وهم بفعلتهم الخسيسة لا يدركون بأنهم بإغتيال ' وصفي ' نصبوا للوطن هامةً عاليةً على مدى الزمن وهم لا يدركون بأن ' وصفي ' ما زال هنا حاضراً في ذاكرة الوطن وذاكرة الأردنيين ، تحدثنا الأمهات بنبوءات الحر ' وصفي ' ورأياه ومواقفه الشجاعة ، وهم لا يدركون بأنهم وإن غيبوا الجسد فإن ' وصفي ' حاضراً في الذاكرة والوجدان.

'وصفي ' ... سلام عليك يا من حملت روحك على أكفك وذهبت إلى القاهرة لتنادى بوحدة العرب وتحثهم على تحرير الأرض بعيداً عن الذل والاستسلام والركوع ، سلام لك يا ' وصفي ' من بيادر إربد والكرك والبلقاء ، سلام لك من بيادر وسهول الوطن على امتدادها ، سلام لك من حرائر الوطن ، سلام لك من نشامى الأردن المخلصين ، سلام لك وسلام عليك فأنت ما زلت بيننا عزيزاً شامخ الرأس .
' وصفي ' ... صورتك البهية ما زالت وستبقى تزين جدار الوطن وقسماً لك ما زالت صورتك البهية تزين ديوان والدي ، يسلم عليك كل صباح ويقرأ فاتحة الكتاب على روحك الطاهرة وهو مؤمن بأن روحك معلقةٌ مع أرواح الشهداء في قناديل حول العرش ، حاله كحال الأردنيين المخلصين لوطنهم ، وأمي التي تتوكأ على عصاها ما زالت تتمتم أبجدياتها وتغني مغازلةً الوطن ' حَطـن رفــوف الحَجل رف ورا رفي , وخيل الاصايل لفت صف ورا صفي , ويا مهدبات الهدب غنن على وصفي '.
' وصفي '... سلامٌ عليك يا شيخ شهدائنا .. أما نحن فسنظل نقرأ مجد الشهداء ونقرأ اسم ' وصفي ' في عليائه وسنبقى نسلم عليك كل صباح وستبقى لنا نحن الأردنيون خيط العطر والنور الممتد على مساحات الوطن ، فلقد كانت الأرض جرداء حتى ثويت في ثراها فأينعتْ أرض الأردن خيراً وفاكهة ومياهاً ، قطفنا الحياة لأنك علمتنا عشق الوطن يا 'وصفي' ، وعشقناك يا وطن الشهداء وفي كل ركن زرعنا بأرضك زيتونةً وشهيداً ، فما نبتت فيك زيتونةٌ ولا تهدلَ من بين أغصانها الحب إلا لأن 'وصفي' عندما شحَ عن جذعها الماءُ صبَ لها دمهُ وسقاه.

'وصفي' ... ما زلتَ داليةً فينا نَفيءُ الى ظِلالِها و بنَدى الأُردن نَسْقيها.. يا سيفنا المسلول ويا رايتنا العالية ... لا .. لم تمت ، بل جُزْتَ الصراط خطوتين ، سبقتنا على الطريق يا حبيبنا ، سبقتنا على الطريق ... الدمع في عيوننا ... وفي قلوبنا الحريق.

نبيل ناصر الجراح
nabeeljarrah@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة