أجواء فرح مبهجة سادت موسم الأعياد بعد أن عاد الناس للاحتفال في ضوء تراجع إجراءات الحجر التي صاحبت كورونا. الناس وعلى مدى عامين من الحجر مسها الضرر، وضاق حالها الاقتصادي، وكان مبهجا وجميلا أن نرى الأسواق وقد اكتظت والمتاجر وقد امتلأت بالمتسوقين، وعاد الناس لكسب أرزاقهم ودارت عجلة الاقتصاد. في رمضان أيضا مارس الناس طقوسه، فتجمعت العائلات حول موائد الإفطار، وفرح الناس بوصل أرحامهم في هذا الشهر الفضيل، وعادت الإفطارات الجماعية الكبيرة والسهرات الرمضانية التي كانت تبهج الناس وتعطي رمضان معنى وطعما مختلفين.
ومع نهايات رمضان عاد الملك من رحلة علاج سالما معافى بحمد الله ما أبهج أبناء شعبه فهو رمزهم ومظلتهم وقائد جندهم وحامي دستورهم والذائد عن قيمهم.
كان هناك منغصات، منها ارتفاع بعض الأسعار وجشع بعض التجار، تعامل الجميع معها بما يستطيع، فالسلطات الرسمية كثفت الرقابة وأعلنت سقوفا سعرية، لكنها قالت إنها لن تستطيع وضع مراقب عند كل بائع، فبادر كثيرون من أبناء المجتمع بمقاطعة السلع مرتفعة السعر لتقليل الطلب ودفع الأسعار للانخفاض وهذا سلوك حضاري ضروري في بلد يعتمد مبدأ السوق الحر القائم على حرية العرض والطلب.
أحداث الأقصى الحرم القدسي الشريف ألقت بضلالها علينا أيضا، فكان العنف الذي طالما حذر منه الأردن، وقال بشكل مستمر وحثيث إن عدم الحفاظ على الاوضاع التاريخية والقانونية للمدينة المقدسة سوف يؤدي للعنف والصدام.
هجمت اسرائيل على الموقف الاردني اعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا، وعلى عكس ما نعتت به موقفنا أنه مدفوع بسبب أزماتنا الاقتصادية الداخلية، فقد كان موقف حكومة إسرائيل هو المدفوع بالحسابات الداخلية فهي حكومة يتربص بها يمين نتنياهو وتريد أن تظهر بعض التشدد لكي تفوت الفرص على نجاح اليمين بإسقاطها.
تداعيات الأزمة لا زالت مستمرة وجلالة الملك في واشنطن يخوض اشتباكا سياسيا إستراتيجيا للدفاع عن مصالح الأردن والقضية الفلسطينية، وليدفع باتجاه إحقاق الحق وإقامة الدولة الفلسطينية والحفاظ على القدس بأوضاعها التاريخية والقانونية لأن ذلك هو السبيل الوحيد لترسيخ الهدوء وتحقيق الأمن والاستقرار.
معركة الملك في واشنطن عميقة واستراتيجية وغاية في الأهمية، فهو يحاول استمالة العقلاء والمؤسسة الأميركية لمنطق الأمور ويضع رؤيته ذات المصداقية لمجريات الاحداث وكيفية التعامل معها. الأردن يتحدث مع الولايات المتحدة حديث الصديق للآخر وكيف أننا معا يجب أن نسير باتجاه يصب في صالح ترسيخ الأمن والهدوء الذي بدوره يوفر البيئة الحاضنة لإعادة الحياة لعملية السلام. موقف الأردن قوي ومنطقي يستند لقوة الحق، مصلحته باستمرار الحكومة الإسرائيلية الحالية لأن بديلها حكومة يمين يقودها نتنياهو، وبذات الوقت الأردن ومعه الفلسطينيون والعالم العربي والإسلامي لا يمكن لهم أن يسمحوا بالمساس بالأوضاع التاريخية والقانونية للقدس فذاك سيؤدي لانهيار كامل منظومة السلام ويعيدنا لحالة اللاحرب واللاسلم التي تعد وصفة للتطرف والعنف واللااستقرار.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي