إذا جالست أي رئيس حكومة، او اي وزير حالي او سابق، يشكو لك الكل من سوداوية الناس، وعدم تفهمهم لما تفعله الحكومات من أجلهم، وهذه حالة غالبة بين هذه الطبقة من المسؤولين، فهم يعتقدون بشكل حاسم، ان الناس لا يريدون ان يتفهموا ابدا.اضافة اعلان
في المقابل اذا جالست اي مواطن، من عائلتك، او الاصدقاء او الجيران، او قرأت التعليقات هنا وهناك، سوف تكتشف ان هناك حالة غضب متدرجة، وان الكل يشكو ويتذمر، ومستوى الرضا على الرسميين منخفض جدا، وان الشكوك هي السائدة، والمتزايدة يوما بعد يوم.
لا تجد الحكومات او من فيها، حلا لهذه الفجوة سوى هجمات التواصل وزيادة المعلومات، ومحاولة التواصل مع الراي العام في الأردن، بطرق مختلفة، والمفارقة هنا، ان هذه الحملات لا تأتي بنتيجة ابدا، بل ان الكل يبقى في معسكره، فلا المسؤول يتفهم الذي يريده المواطن، ولا هذا المواطن يريد ان يسمع، او ان يصدق، او ان يخفض شكوكه وسوداويته قليلا.
السر في ذلك بسيط جدا، والكل يعرفه، لكن الكل يتهرب من الاشارة اليه، فالناس يريدون نهاية المطاف رؤية النتائج عن الأرض، وقد تعبوا من الاستراتيجيتين الرسميتين، حيث إن الاستراتيجية الاولى تقوم على الشفافية وشرح المعلومات عن الوضع الصعب والمعقد الذي نمر فيه، وهذه الشفافية تعني للناس، التهيئة لما هو اصعب، والقول ضمنيا ان لا معجزات سوف تحدث، فيما الاستراتيجية الثانية تقوم على اساس الوعود وجدولة الاحلام، والقول ضمنيا ان الحلول المتوفرة تكاد تكون مستحيلة، او قليلة، واننا جميعا غرقنا في الواقع الذي لا يمكن تغييره اليوم.
الاردني يسمع كلاما رسميا، منذ ان خلقه الله، وكله يركز على ان المشاكل تتزايد، والازمات تكبر، والحلول منعدمة، فيما يتم اشباعه بالشعارات التي لا تؤدي الى خلق وظيفة واحدة جديدة.
لهذا كله سوف تبقى الفجوة قائمة بين الخطاب الرسمي، وما ينتظره الناس، فكل هذا الاسترسال في شرح المشاكل، في قطاعات مثل المياه، الطاقة، وضع البطالة، والديون، وغير ذلك، يرتد سلبا على المواطن الذي سيوجه الاتهامات عما نحن فيه يمينا ويسارا، ولسان حاله يقول ان كل هذه الشفافية التي تأتي متأخرة لن تخفض سعر سلعة، ولن تفتح بابا لوظيفة جديدة.
الذي يخفف من الغضب في الاردن، ويجعله محكوما في سياق من الوعي حتى الآن، يرتبط برؤية الأردنيين لكل هذه التراجعات في دول اقوى منا، وبعضها دول عظمى، فوق ان الاقليم يحترق، ويستعد لحرائق اكبر، عما قريب، وفي المقابل فإن على الحكومات الا تمد قدميها باسترخاء على اساس ان حالنا من حال العالم، لأن دورها هو ايجاد الحلول، وليس الركون الى وعي الأردنيين.
دور الحكومات، ليس التفاخر بجدولة المشاكل التي ورثتها عن حكومات سابقة، فقط، بل بإيجاد الحلول، وفي بلد تبلغ نسبة الفقر فيه 24 بالمائة، ونسبة البطالة بين الشباب تصل إلى 50 بالمائة، وربما نسبة جدوى الرواتب لمن يعملون تبلغ صفرا بسبب انخفاضها، او قلة قوتها الشرائية، لا بد من حلول بطريقة مختلفة.
من حقنا ان نسأل عن هذه الحياة حين تصل الى حد الا تجد ماء للشرب، ولا مالا لدفع الكهرباء، او وقود السيارة، او قسط الجامعة لابنك، ودون الحلول الاقتصادية التي ترتد على احتياجات الناس، سوف تبقى كل مكاشفات الحكومة، مشكوك به بنظر الناس، لانها في هذه الحالة تعني ضمنيا التبرؤ من المسؤولية عبر إلصاقها بمن سبقوا، وتعني التهيئة لظروف اصعب.
أسوأ رسالة تصل للرأي العام في الأردن، منذ سنوات، وما تزال تصل الى يومنا هذا، ان هذا هو الذي لدينا، وهذه هي امكاناتنا، وان امراضنا المزمنة لا حلول لها، وان الافق لا يبشر بحلول، وهي رسالة تصل عبر المكاشفات الرسمية، وما يلمسه الناس على ارض الواقع.
لكل ما سبق تتفشى السوداوية، وسوف تتفشى اكثر، والمكاشفات من باب ابراء الذمة هي المسببة لهذا الوضع، مالم يتم ارفاقها بحلول جذرية، فتشخيص الازمات دون دواء، امر مللنا منه.
في المقابل اذا جالست اي مواطن، من عائلتك، او الاصدقاء او الجيران، او قرأت التعليقات هنا وهناك، سوف تكتشف ان هناك حالة غضب متدرجة، وان الكل يشكو ويتذمر، ومستوى الرضا على الرسميين منخفض جدا، وان الشكوك هي السائدة، والمتزايدة يوما بعد يوم.
لا تجد الحكومات او من فيها، حلا لهذه الفجوة سوى هجمات التواصل وزيادة المعلومات، ومحاولة التواصل مع الراي العام في الأردن، بطرق مختلفة، والمفارقة هنا، ان هذه الحملات لا تأتي بنتيجة ابدا، بل ان الكل يبقى في معسكره، فلا المسؤول يتفهم الذي يريده المواطن، ولا هذا المواطن يريد ان يسمع، او ان يصدق، او ان يخفض شكوكه وسوداويته قليلا.
السر في ذلك بسيط جدا، والكل يعرفه، لكن الكل يتهرب من الاشارة اليه، فالناس يريدون نهاية المطاف رؤية النتائج عن الأرض، وقد تعبوا من الاستراتيجيتين الرسميتين، حيث إن الاستراتيجية الاولى تقوم على الشفافية وشرح المعلومات عن الوضع الصعب والمعقد الذي نمر فيه، وهذه الشفافية تعني للناس، التهيئة لما هو اصعب، والقول ضمنيا ان لا معجزات سوف تحدث، فيما الاستراتيجية الثانية تقوم على اساس الوعود وجدولة الاحلام، والقول ضمنيا ان الحلول المتوفرة تكاد تكون مستحيلة، او قليلة، واننا جميعا غرقنا في الواقع الذي لا يمكن تغييره اليوم.
الاردني يسمع كلاما رسميا، منذ ان خلقه الله، وكله يركز على ان المشاكل تتزايد، والازمات تكبر، والحلول منعدمة، فيما يتم اشباعه بالشعارات التي لا تؤدي الى خلق وظيفة واحدة جديدة.
لهذا كله سوف تبقى الفجوة قائمة بين الخطاب الرسمي، وما ينتظره الناس، فكل هذا الاسترسال في شرح المشاكل، في قطاعات مثل المياه، الطاقة، وضع البطالة، والديون، وغير ذلك، يرتد سلبا على المواطن الذي سيوجه الاتهامات عما نحن فيه يمينا ويسارا، ولسان حاله يقول ان كل هذه الشفافية التي تأتي متأخرة لن تخفض سعر سلعة، ولن تفتح بابا لوظيفة جديدة.
الذي يخفف من الغضب في الاردن، ويجعله محكوما في سياق من الوعي حتى الآن، يرتبط برؤية الأردنيين لكل هذه التراجعات في دول اقوى منا، وبعضها دول عظمى، فوق ان الاقليم يحترق، ويستعد لحرائق اكبر، عما قريب، وفي المقابل فإن على الحكومات الا تمد قدميها باسترخاء على اساس ان حالنا من حال العالم، لأن دورها هو ايجاد الحلول، وليس الركون الى وعي الأردنيين.
دور الحكومات، ليس التفاخر بجدولة المشاكل التي ورثتها عن حكومات سابقة، فقط، بل بإيجاد الحلول، وفي بلد تبلغ نسبة الفقر فيه 24 بالمائة، ونسبة البطالة بين الشباب تصل إلى 50 بالمائة، وربما نسبة جدوى الرواتب لمن يعملون تبلغ صفرا بسبب انخفاضها، او قلة قوتها الشرائية، لا بد من حلول بطريقة مختلفة.
من حقنا ان نسأل عن هذه الحياة حين تصل الى حد الا تجد ماء للشرب، ولا مالا لدفع الكهرباء، او وقود السيارة، او قسط الجامعة لابنك، ودون الحلول الاقتصادية التي ترتد على احتياجات الناس، سوف تبقى كل مكاشفات الحكومة، مشكوك به بنظر الناس، لانها في هذه الحالة تعني ضمنيا التبرؤ من المسؤولية عبر إلصاقها بمن سبقوا، وتعني التهيئة لظروف اصعب.
أسوأ رسالة تصل للرأي العام في الأردن، منذ سنوات، وما تزال تصل الى يومنا هذا، ان هذا هو الذي لدينا، وهذه هي امكاناتنا، وان امراضنا المزمنة لا حلول لها، وان الافق لا يبشر بحلول، وهي رسالة تصل عبر المكاشفات الرسمية، وما يلمسه الناس على ارض الواقع.
لكل ما سبق تتفشى السوداوية، وسوف تتفشى اكثر، والمكاشفات من باب ابراء الذمة هي المسببة لهذا الوضع، مالم يتم ارفاقها بحلول جذرية، فتشخيص الازمات دون دواء، امر مللنا منه.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي