الوكيل الاخباري- يعد الانتحار عاشر الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم ، حيث أن ما يقارب المليون شخص في العالم ينتحرون في كل عام ، و10 إلى 20 مليون لديهم محاولات فاشلة بالانتحار . لكن ما الذي يدفع هؤلاء الأشخاص للتفكير بهذه الطريقة ؟
إن درجة الحزن والقهر وانقطاع الشعور بالسعادة وضياع الأمل بالحياة يوصل هؤلاء لطريق واحد وهي الافكار الانتحارية التي قد تراود أي شخص وبأي مرحلة عمرية . ليس كل مريض نفسيا يصل لمرحلة الانتحار ، والبعض في مرضه لا يفرق بين الموت والحياة أصلا بسبب عدم ادراكه لما يدور حوله من أحداث ، بنظرهم يبدو أن لا طريقة للنجاة من الحياة وتحقيق الراحة سوى هذه الطريقة لقد وصل الألم حده ولا يمكن تحمله ولا يمكن انهاؤه أو الخلاص منه إلا بالانتحار ،
في بعض الأحيان تكون هنالك اشارات تحذيرية تصدر من الأشخاص الذين يودون الخلاص من الحياة يرسلونها لمن حولهم وللعالم لعلهم يتلقون الدعم والمساندة النفسية والتدخل لإنقاذ هم في آخر لحظات حياتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، قد يكونوا حولنا ولا ندري أنهم يرسمون طريقا مأساويا للموت .
قد يرسلون رسائل لفظية وغير لفظية ولكننا لا نلتفت لها ولا نعيرها أهمية وقد نعتبرها تغيرات عادية لأن الناس يتغيرون دائما ، هنالك أمور قد يفعلونها تهيأ للسلوك الانتحاري الذي يخططون له ولكننا لا نعلم ولا نتوقع جدية هذه الأمور ، علينا الآن أخذها على محمل الجد والتفكير بها وتحليلها ، علنا ننقذهم قبل وقوع النهاية المأساوية ومن هذه الإشارات على سبيل المثال :
•تطرأ عليهم تغييرات بالأفكار والمشاعر والتصرفات يلاحظها من حولهم .
•الانسحاب من الحياة الاجتماعية والعائلية و الأصدقاء و من كل النشاطات الي كانت تسبب لهم الشعور بالفرح أو المتعة.
•ذكر عبارات تخص الانتحار و الموت والخلاص من الحياة وفقدان الأمل بشكل متكرر مثل : ( لم يعد لي أي أهمية ، الحياة بلا معنى ، أشعر أن الحياة تخنقني ، لا بد من الموت ، أصبحت عبئا على الآخرين ....الخ )
•تطرأ تغييرات ملحوظة بأسلوب حياتهم: ( العزلة ، ترك الوظيفة ، فقدان الشهية ، الأرق وتغيير في أنماط النوم ، اهمال المظهر ، نظرات وتعابير الوجه الحزينة ، اللامبالاة ......الخ ).
•يهملوا علاجاتهم النفسية اذا كانوا ممن يتناولون مضادات الاكتئاب .ويستغنوا عن مراجعة الطبيب الخاص بهم .وقد يكون هذا مؤشر للطبيب النفسي لمتابعة مرضاه في حال غيابهم الغير مبرر عن متابعة مواعيدهم .
•قد يفكرون بالتصرف بممتلكاتهم الخاصة الثمينة كالبيع والتوزيع الغير مبرر .
•يبحثون عن طرق متنوعة للانتحار عبر الانترنت فيختارون إما الأسهل أو الأكثر درامية ليرسلوا رسالة قوية للعالم .
•تظهر عليهم تغييرات بالمزاج وشعور بالتعب والاجهاد والملل.
علينا الانتباه لهذه التغييرات التي تحدث لمن حولنا خاصة عند الأشخاص الذين تزيد لديهم عوامل الخطورة للتفكير بالسلوك الانتحاري كالمرضى المصابين بالأمراض النفسية أو الأمراض الجسدية التي تسبب ألم شديد لا يمكن تحمله ، او ممن لديهم تاريخ عائلي سابق بمحاولات الإنتحار ،أو ممن تعرضوا لصدمات نفسية ولم يستطيعوا التعامل معها كفقدان عزيز أو عنف جنسي أو جسدي ونفسي ،أو شعروا أنهم بلا قيمة ممن حولهم ، أو تعرضوا لكارثة مالية وفقدوا أغلى ممتلكاتهم . أو ممن يستخدموا الأدوية النفسية دون متابعة طبية والتي قد يكون لبعضها آثارا جانبية تولد أفكار انتحارية . أو مدمني المخدرات والكحول .
الأسباب كثيرة ومتعددة ومتنوعة وتختلف من حالة لأخرى ، ومن شخصية لأخرى ، ومن مجتمع لآخر ، ومن ثقافة لثقافة ، فما يؤثر بأحدهم لدرجة الانتحار قد لا يؤثر بغيره ، ولكن بالمحصلة تجتمع كل هذه الأسباب تحت عنوان فقدان الدعم و الأمل واليأس من الحياة .
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي