الجمعة 2024-11-15 04:51 م
 

الأردن يخوض ثلاث حروب

03:43 م
الحرب الاولى تلك التي تحدثنا عنها في المقال السابق، حيث الأردن ثالث اكثر دولة بالعالم للتعرض للهجمات الرقمية السيبرانية، بعد الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الروسي، وذلك بالاستناد لمعلومات موثقة من خبيرة دولية معتبرة، السيدة ايفانا هو (Evanna Hu, CEO of Omelas AI company)، حاضرت في شومان الاسبوع الماضي وكانت هي مصعوقة اكثر منا من جراء هذه الحقيقة. إن هذه الحرب حقيقية وخطيرة، تعني الكثير من حيث استهداف الأردن جراء مواقفه، ومن حيث طبيعة الاقليم الذي نعيش فيه والحروب المخفية المستمرة بين دوله. المؤسف أن الرأي العام لا يعرف هذه المعلومات المهمة والخطيرة، والإعلام لا يكترث لها رغم انها في غاية الحساسية، وان قلة يخوضون بهذا الشأن امام الرأي العام الذي يمتلك حق معرفة هذه المعلومة ومعانيها السياسية والاستراتيجية، وان يقولوا للناس كيف أن الأردن الصلب استطاع بحمد الله أن يقف امام تلك الحرب ويتغلب عليها.اضافة اعلان


الحرب الثانية تلك التي نخوضها على حدودنا الشمالية والشمالية الشرقية. تلك ايضا حرب مستعرة، واضح من كلام خبرائنا وعسكريينا المحترمين المهابين انها باتت حربا منظمة تقف خلفها مليشيات لا يمكن الا ان تكون مدعومة من دول. تلك حرب ضروس تجاوزت ظاهرة التهريب التي خبرها جندنا لعقود من الزمان. نحن نتحدث عن ظاهرة جديدة خطيرة تعني الكثير امنيا واستراتيجيا. مجرد بدء الحديث العلني عن الظاهرة، ومن اولئك الذين يعرفون ويخبرون الميدان، يعني اننا نريد ان نوصل رسالة فحواها ان خططكم مكشوفة لدينا، فتراجعوا واعقلوا، لان الأردن لن يسمح ان يمس امنه وحدوده، وانه اثبت عبر عقود ان شراره حارق اذا ما اتى الامر لأمن مجتمعه ومصالحه. لا نريد حربا على حدودنا الشمالية الشرقية، ومواقفنا وقواعد اشتباكنا المحترفة هناك باتت تدرس بأرقى المعاهد الاستراتيجية العالمية، ولكن الأردن لا يمكن له بحال من الاحوال ان يسمح بتدنيس ترابه، فعند هذا الحد سترون وجها آخر للأردن فيه الشرار يتقادح في كل اتجاه.

اما الحرب الثالثة فهي حرب الشعبوية الداخلية التي تمعن بإشاعة السواد والسلبية، وتغذية الحرب الاولى اعلاه. تلك ايضا حرب خطيرة مستعرة لأن معناها عميق ومؤذ، فهي تحبط الروح المعنوية، وتمس منظومة القيم، وتجعل الناس يتداولون السلبية وينحون لها، فيحيدون عن جهود بناء الوطن بل هدم معنويات ابنائه، وقد وصل الحد ان قلة باتت تسول لها نفسها الخطأ والتجاوز والفساد لأن كل ما يسمعونه ان البلد متداع متهاو عم الفساد فيه وطم. هذه حرب علينا خوضها لأنها خطيرة تمسنا جميعا، وعلينا ترشيد خطاب النقد وعقلنته، بأن يستند للمعلومة الصحيحة، وأن نؤكد جميعا ان التجاوزات وإن وجدت فهي لا تزال من قلة قليلة مجرمة معزولة، وان الأردن فيه الكثير من الخير. حربنا مع الشعبويين حرب لا هواده فيها لأنهم لا يدركون خطورة ما يفعلون، وعلينا حماية الأردن منهم ومن حبهم للتصفيق.
هذه حروبنا التي يجب ان نعيها ونحاربها كل حسب موقعه. انها حروب حقيقية هدفها دنيء وهو النيل من الوطن الذي كان وما يزال صوان يقدح شرارا كلما امتحن.
 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة