لن نفيق في صباح ربيعي مشرق هذا الشهر أو الذي يليه على خبر عن الوباء يقول إن كل شيء انتهى فنتوكل ونعود إلى أعمالنا وحياتنا العادية كما كانت من قبل. الأمور لن تسير هكذا. نحن لا نعرف كيف سيتراجع الوباء.اضافة اعلان
أول من أمس كان الإعلان عن صفر إصابات جديدة، ثم في اليوم التالي تسع إصابات، وفي أي يوم قادم لا يعلن فيه عن إصابات جديدة لا نجزم بوجود إصابات لم تكتشف ولا يحمل أصحابها مظاهر المرض لكنهم سيعدون غيرهم في تمدد خفي جديد للمرض. سنذهب بالضرورة لإنهاء التعطيل والحظر بالتزامن المأمول مع تراجع الإصابات أو توقفها، لكن وفي كل الأحوال بخطوات متدرجة يتحدد محتواها أولا بأول وفي وقته.
الخطة تتمثل بصورة رئيسية بالعودة الحذرة والتدريجية للحياة العامة والأعمال وتدرس الحكومة هذا الأسبوع كثيرا من التفاصيل التي يرجح أن تصدر بقرارات وربما على دفعات ابتداء من الأسبوع القادم. لكن لن يوضع خط نهاية محدد وبعض التغييرات سترافقنا إلى الأمام وربما دائما، ويجب أن نتكيف معها وهي لا تتصل فقط بأشكال الوقاية الصحية والتباعد ولكن أيضا بالآثار الاقتصادية القاسية للوباء التي ستخلق أزمة اقتصادية عالمية نتأثر بها أيضا، ويتوقع الخبراء أن تكون أوسع وأعمق وأبعد مدى من أزمة العام 2008، وستشهد مخاضات تؤثر على نوع العولمة كما عرفناها وتوازن القوى والأنماط الاقتصادية والتموضع الجيوسياسي لجميع البلدان والأقاليم.
لكن لنبق الآن في موضوعنا عن التكيف الدائم والعودة التدريجية للحياة العامة والأعمال وسنبدأ من الجانب الاجتماعي. إن استمرار التباعد الاجتماعي هو أول ما يجب التكيف معه وهو سيستمر بصورة ما في العادات فلا عودة للتعبيط والتقبيل، وحتى المصافحة في مرحلة أولى قد تستبدل بوضع اليد على الصدر أو الرأس وسيتم الإبقاء على التباعد في الصف والطوابير، وتجنب التراص والازدحام في أي مكان أو مناسبة. وسنميل لعدم الذهاب ابتداء إلى أي مكان يتوقع أن يشهد اكتضاضا وازدحاما بما في ذلك المولات والسينمات، وقد تنشأ أعراف جديدة للحفلات والمناسبات بتحديد أدنى لسقف الحضور والإبلاغ المسبق عن المشاركة والمباعدة في الجلوس وفي كثير من الأحيان استبدال الحضور الجسدي بالمشاركة عبر وسائل الاتصال والكثير من اللقاءات والندوات يمكن وضعها على منصة شبكية لتمكين الجميع من المشاهدة والمشاركة. وقد شاركت خلال الأيام الفائتة في لقاءين بمشاركة عشرات الأفراد عبر تطبيق “زووم” وكان الأمر مريحا وعمليا وفعالا وربما أفضل من اللقاءات الفيزيائية.
إن ما فعلناه خلال فترة التعطيل من لجوء إلى الاتصال الإلكتروني في الأعمال والمعاملات والتعليم والتسوق سيستمر جزئيا كصيغة للتباعد الاجتماعي واحتياطا لاحتمالات عودة الفيروس ولكنه سيدوم ويتكرس كأسلوب متقدم لتوفير الوقت والجهد والكلف، والحياة كانت تتجه بكل الأحوال إلى هذا، لكن كورونا سرّعت هذه العملية وهي تقتضي من كل فرد تطوير مهاراته في هذا المجال. إن استخدام التكنولوجيا الاتصالية سيكون جزءا أساسيا من برنامج التكيف على إنفاق واستهلاك أقل واختصار كل العمليات والمعاملات في مرحلة الهبوط الحاد في الاقتصاد والدخول حيث سيخرج الناس من بيوتهم أقل وينفقون أقل وينتجون وينجزون كثيرا من الأعمال بأنفسهم ولأنفسهم وستتغير النظرة إلى المستوى المعيشي من حيث اقتناء الأشياء واستبدال الرفاه الاستهلاكي بالرفاه المعرفي والجمالي وخصوصا بالنسبة للطبقة الوسطى التي تلهث وراء تحسين مستوى معيشتها أو الحفاظ عليه. وللحديث صلة عن اقتصاد ما بعد كورونا.
أول من أمس كان الإعلان عن صفر إصابات جديدة، ثم في اليوم التالي تسع إصابات، وفي أي يوم قادم لا يعلن فيه عن إصابات جديدة لا نجزم بوجود إصابات لم تكتشف ولا يحمل أصحابها مظاهر المرض لكنهم سيعدون غيرهم في تمدد خفي جديد للمرض. سنذهب بالضرورة لإنهاء التعطيل والحظر بالتزامن المأمول مع تراجع الإصابات أو توقفها، لكن وفي كل الأحوال بخطوات متدرجة يتحدد محتواها أولا بأول وفي وقته.
الخطة تتمثل بصورة رئيسية بالعودة الحذرة والتدريجية للحياة العامة والأعمال وتدرس الحكومة هذا الأسبوع كثيرا من التفاصيل التي يرجح أن تصدر بقرارات وربما على دفعات ابتداء من الأسبوع القادم. لكن لن يوضع خط نهاية محدد وبعض التغييرات سترافقنا إلى الأمام وربما دائما، ويجب أن نتكيف معها وهي لا تتصل فقط بأشكال الوقاية الصحية والتباعد ولكن أيضا بالآثار الاقتصادية القاسية للوباء التي ستخلق أزمة اقتصادية عالمية نتأثر بها أيضا، ويتوقع الخبراء أن تكون أوسع وأعمق وأبعد مدى من أزمة العام 2008، وستشهد مخاضات تؤثر على نوع العولمة كما عرفناها وتوازن القوى والأنماط الاقتصادية والتموضع الجيوسياسي لجميع البلدان والأقاليم.
لكن لنبق الآن في موضوعنا عن التكيف الدائم والعودة التدريجية للحياة العامة والأعمال وسنبدأ من الجانب الاجتماعي. إن استمرار التباعد الاجتماعي هو أول ما يجب التكيف معه وهو سيستمر بصورة ما في العادات فلا عودة للتعبيط والتقبيل، وحتى المصافحة في مرحلة أولى قد تستبدل بوضع اليد على الصدر أو الرأس وسيتم الإبقاء على التباعد في الصف والطوابير، وتجنب التراص والازدحام في أي مكان أو مناسبة. وسنميل لعدم الذهاب ابتداء إلى أي مكان يتوقع أن يشهد اكتضاضا وازدحاما بما في ذلك المولات والسينمات، وقد تنشأ أعراف جديدة للحفلات والمناسبات بتحديد أدنى لسقف الحضور والإبلاغ المسبق عن المشاركة والمباعدة في الجلوس وفي كثير من الأحيان استبدال الحضور الجسدي بالمشاركة عبر وسائل الاتصال والكثير من اللقاءات والندوات يمكن وضعها على منصة شبكية لتمكين الجميع من المشاهدة والمشاركة. وقد شاركت خلال الأيام الفائتة في لقاءين بمشاركة عشرات الأفراد عبر تطبيق “زووم” وكان الأمر مريحا وعمليا وفعالا وربما أفضل من اللقاءات الفيزيائية.
إن ما فعلناه خلال فترة التعطيل من لجوء إلى الاتصال الإلكتروني في الأعمال والمعاملات والتعليم والتسوق سيستمر جزئيا كصيغة للتباعد الاجتماعي واحتياطا لاحتمالات عودة الفيروس ولكنه سيدوم ويتكرس كأسلوب متقدم لتوفير الوقت والجهد والكلف، والحياة كانت تتجه بكل الأحوال إلى هذا، لكن كورونا سرّعت هذه العملية وهي تقتضي من كل فرد تطوير مهاراته في هذا المجال. إن استخدام التكنولوجيا الاتصالية سيكون جزءا أساسيا من برنامج التكيف على إنفاق واستهلاك أقل واختصار كل العمليات والمعاملات في مرحلة الهبوط الحاد في الاقتصاد والدخول حيث سيخرج الناس من بيوتهم أقل وينفقون أقل وينتجون وينجزون كثيرا من الأعمال بأنفسهم ولأنفسهم وستتغير النظرة إلى المستوى المعيشي من حيث اقتناء الأشياء واستبدال الرفاه الاستهلاكي بالرفاه المعرفي والجمالي وخصوصا بالنسبة للطبقة الوسطى التي تلهث وراء تحسين مستوى معيشتها أو الحفاظ عليه. وللحديث صلة عن اقتصاد ما بعد كورونا.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي