تمكن مخترع شاب من ابتكار جهاز الكتروميكانيكي كهرومغناطيسي جيوفيزيائي أنثروبولوجي قادر على تحديد وتخصيص وتعيين الشخص المناسب في المكان المناسب، بكل نزاهة وعلمية وبدون أية انحيازات أو انزياحات إقليمية أو عشائرية أو مناطقية أو خنفشارية.اضافة اعلان
أعلنت الأفراح والليالي الملاح بين الناس والعباد بعد أن وصلهم كتالوج الجهاز الذي تم توزيعه بواسطة الطائرات العمودية والسمتيات.
الوالدة الرؤوم تنبأت بأن يتم تعييني – حسب الجهاز-مديرا لدائرة الرقابة والتفتيش , على الأقل ، على اعتبار أنني ، حسب اعتقادها، أتميز بالنزاهة ونظافة اليد والجيب، وكل شيء عدا اللسان . أما أخي الأصغر الذي يمتاز بالأناقة المفرطة، ويغتسل يوميا ويرتدي ربطات العنق فاقعة الألوان، فلم تقبل له أقل من منصب وزير الشؤون الاجتماعية، وربما كانت تطمع في أن يدبرها براتب من صندوق المعونة الوطنية.
الوالدة الرؤوم، عينها، وزعت – رغم بخلها التاريخي – الحلقوم والحلويات البيتية على نسوان الحارة، وشاركت الوطن أفراحه الكبرى في تركيب هذا الجهاز المحوري العملاق، وكم زغردت حتى التهب لسانها وشحط صوتها حينما أعلنوا عن تشكيل هيئة عليا للأشراف على الجهاز وتشغيله.
بعد إعلان أسماء الكادر الإداري، اشتغلت الوساطات والهواتف والخليوية، وانتشرت الزيارات والأوراق الموقعة من الوجهاء، وتفجر الكرم الحاتمي فجأة، فكثرت الولائم والعزائم والحفلات لأعضاء لجان تشغيل الجهاز وأقاربهم ومن(يمون) عليهم لغايات (المساهمة) في تشكيل الكادر الوظيفي لهيئة تشغيل الجهاز (ما غيره).
هكذا اشتغل الجهاز بهذا الكادر الوظيفي كامل الدسم، وتفاجأت أمي وتفاجأ معظم المواطنين، بأن الجهاز أكد بما لا يدع مجالا للشك بأن كل موظف معين سابقا هو بالضبط الكائن المناسب في المكان المناسب تماما، وأن الذين تم رفضهم هم ممن يمتازون جميعا بعدم الكفاءة وعدم النزاهة وعدم الأحقية، وان العاطلين عن العمل هم عاطلون فعلا ولا يستحقون.
(من كتابي الجديد «البالون رقم10»)
أعلنت الأفراح والليالي الملاح بين الناس والعباد بعد أن وصلهم كتالوج الجهاز الذي تم توزيعه بواسطة الطائرات العمودية والسمتيات.
الوالدة الرؤوم تنبأت بأن يتم تعييني – حسب الجهاز-مديرا لدائرة الرقابة والتفتيش , على الأقل ، على اعتبار أنني ، حسب اعتقادها، أتميز بالنزاهة ونظافة اليد والجيب، وكل شيء عدا اللسان . أما أخي الأصغر الذي يمتاز بالأناقة المفرطة، ويغتسل يوميا ويرتدي ربطات العنق فاقعة الألوان، فلم تقبل له أقل من منصب وزير الشؤون الاجتماعية، وربما كانت تطمع في أن يدبرها براتب من صندوق المعونة الوطنية.
الوالدة الرؤوم، عينها، وزعت – رغم بخلها التاريخي – الحلقوم والحلويات البيتية على نسوان الحارة، وشاركت الوطن أفراحه الكبرى في تركيب هذا الجهاز المحوري العملاق، وكم زغردت حتى التهب لسانها وشحط صوتها حينما أعلنوا عن تشكيل هيئة عليا للأشراف على الجهاز وتشغيله.
بعد إعلان أسماء الكادر الإداري، اشتغلت الوساطات والهواتف والخليوية، وانتشرت الزيارات والأوراق الموقعة من الوجهاء، وتفجر الكرم الحاتمي فجأة، فكثرت الولائم والعزائم والحفلات لأعضاء لجان تشغيل الجهاز وأقاربهم ومن(يمون) عليهم لغايات (المساهمة) في تشكيل الكادر الوظيفي لهيئة تشغيل الجهاز (ما غيره).
هكذا اشتغل الجهاز بهذا الكادر الوظيفي كامل الدسم، وتفاجأت أمي وتفاجأ معظم المواطنين، بأن الجهاز أكد بما لا يدع مجالا للشك بأن كل موظف معين سابقا هو بالضبط الكائن المناسب في المكان المناسب تماما، وأن الذين تم رفضهم هم ممن يمتازون جميعا بعدم الكفاءة وعدم النزاهة وعدم الأحقية، وان العاطلين عن العمل هم عاطلون فعلا ولا يستحقون.
(من كتابي الجديد «البالون رقم10»)
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي