يؤشر البعض إلى قناعاته ان حربا كونية باردة على وشك ان تستعر. الحرب الجديدة ستكون اما بين اميركا وروسيا على خلفية حرب اوكرانيا، او بين الصين واميركا على خلفية زيارة نانسي بيلوسي لتايوان، التي تعتبرها الصين جزءا منها ضمن سياسة الصين الواحدة، فيما تخالفها اميركا والغرب بذلك.اضافة اعلان
الاجواء الدولية المشحونة هي ما يدفع البعض لاستحضار مواجهات الحرب الباردة ليتوقع حدوث مواجهات بين اقطاب العالم، لذلك فمهم أن تقرأ الدول ما يحدث بعلمية وموضوعية لأنه بغير ذلك سترتكب شتى الاخطاء في مقارباتها وقراراتها في السياسة الخارجية.
الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي ووريثته روسيا حسمت بعد ان حققت اميركا تقدما نوعيا مطردا في مواجهتها الشاملة مع الاتحاد السوفيتي، وهذا الاخير لم يعد يقوى على المنافسة والاستمرار فانهار.
محاولات التقدم والتفوق العسكري لم تنته بين البلدين ومستمرة الى يومنا هذا، ولكن الغلبة فيها واضحة بائنة لصالح اميركا.
اما بالنسبة للصين فالوضع مختلف، لأن زيارة نكسون لها عام 1973 احدثت تحولا استراتيجيا دفع الصين للحياد بشأن الحرب الباردة، وجعلها تتبنى سياسة راسخة تتمثل “بالنمو السلمي” في البناء والتقدم، بعيدا عن المواجهة العسكرية او الدولية مع اي كان.
كان هذا التوجه الصيني وما يزال عنوانا يفسر كل سلوكياتها، لذلك فإن ما حدث من ردة فعل لها حول زيارة بيلوسي لتايوان لا يتسق مع هذا التوجه الاستراتيجي، الذي يقول ان تايوان ستعود لحضن الصين لكن دون مواجهات مسلحة، وكتحصيل حاصل لاستمرار التقدم الصيني بالنمو والتكنولوجيا.
بالإضافة إلى أعلاه، فإن الحسابات العقلانية البراغماتية التي تستخدم موازين الربح والخسارة، تشير بوضوح إلى أن لا أميركا ولا الصين ولا روسيا اصحاب مصلحة بمواجهات ساخنة كانت أم باردة، فتكلفة ذلك باهظة عليهم وهم متضررون اساسيون منها.
العالم تعلم الكثير من دروس الحرب الباردة في القرن الماضي والتي من اهمها ان تقدم الدول الاقتصادي والتقني والتكنولوجي هو عنوان التفوق، وليس المواجهات العسكرية واستنزاف الموارد بغير حكمة.
المواجهة اليوم والغلبة والسيطرة في المستقبل ستكون للدول التي تستطيع ان تبني وتتقدم تقنيا، لا تلك التي ما تزال تفكر بعقلية الماضي من مواجهة عسكرية او حروب باردة.
العالم يتجه نحو نهج التنافس لا المواجهة، والكل مستفيد من ذلك وصاحب مصلحة في هكذا نهج، لأن البشرية ستنعم من خيرات التنافس وما سيترتب عليه من تقدم تقني يحسن حياة البشر.
مر الكون بدورات عديدة لقياس قوة الدول التي سيطرت وسادت، فكان أولى تلك المقاييس عدد الجنود وتسليحهم الجيد، ثم استخدمنا عدد الاحصنة والحيوانات التي تحمل الجند، ثم عدد الدبابات والطائرات، ثم الكميات المستخدمة من الحديد، وتلك المستخدمة من الطاقة.
اما الآن، فقد وصلنا لمرحلة من التقدم البشري أننا نقيس قوة الدول بقوتها وتقدمها التقني التكنولوجي وليس اي شيء مما سبق، فحتى لو امتلك سلاحا نوويا ولا يعرف صناعة ما يحمله او يوجهه بالليزر فهو سلاح عديم الفائدة.
التكنولوجيا والتفوق فيها هو اساس السيطرة بالعالم وليس حروبا باردة او ساخنة وهذا ما يساعد على فهم والتنبؤ بسلوك العلاقات الدولية.
الاجواء الدولية المشحونة هي ما يدفع البعض لاستحضار مواجهات الحرب الباردة ليتوقع حدوث مواجهات بين اقطاب العالم، لذلك فمهم أن تقرأ الدول ما يحدث بعلمية وموضوعية لأنه بغير ذلك سترتكب شتى الاخطاء في مقارباتها وقراراتها في السياسة الخارجية.
الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي ووريثته روسيا حسمت بعد ان حققت اميركا تقدما نوعيا مطردا في مواجهتها الشاملة مع الاتحاد السوفيتي، وهذا الاخير لم يعد يقوى على المنافسة والاستمرار فانهار.
محاولات التقدم والتفوق العسكري لم تنته بين البلدين ومستمرة الى يومنا هذا، ولكن الغلبة فيها واضحة بائنة لصالح اميركا.
اما بالنسبة للصين فالوضع مختلف، لأن زيارة نكسون لها عام 1973 احدثت تحولا استراتيجيا دفع الصين للحياد بشأن الحرب الباردة، وجعلها تتبنى سياسة راسخة تتمثل “بالنمو السلمي” في البناء والتقدم، بعيدا عن المواجهة العسكرية او الدولية مع اي كان.
كان هذا التوجه الصيني وما يزال عنوانا يفسر كل سلوكياتها، لذلك فإن ما حدث من ردة فعل لها حول زيارة بيلوسي لتايوان لا يتسق مع هذا التوجه الاستراتيجي، الذي يقول ان تايوان ستعود لحضن الصين لكن دون مواجهات مسلحة، وكتحصيل حاصل لاستمرار التقدم الصيني بالنمو والتكنولوجيا.
بالإضافة إلى أعلاه، فإن الحسابات العقلانية البراغماتية التي تستخدم موازين الربح والخسارة، تشير بوضوح إلى أن لا أميركا ولا الصين ولا روسيا اصحاب مصلحة بمواجهات ساخنة كانت أم باردة، فتكلفة ذلك باهظة عليهم وهم متضررون اساسيون منها.
العالم تعلم الكثير من دروس الحرب الباردة في القرن الماضي والتي من اهمها ان تقدم الدول الاقتصادي والتقني والتكنولوجي هو عنوان التفوق، وليس المواجهات العسكرية واستنزاف الموارد بغير حكمة.
المواجهة اليوم والغلبة والسيطرة في المستقبل ستكون للدول التي تستطيع ان تبني وتتقدم تقنيا، لا تلك التي ما تزال تفكر بعقلية الماضي من مواجهة عسكرية او حروب باردة.
العالم يتجه نحو نهج التنافس لا المواجهة، والكل مستفيد من ذلك وصاحب مصلحة في هكذا نهج، لأن البشرية ستنعم من خيرات التنافس وما سيترتب عليه من تقدم تقني يحسن حياة البشر.
مر الكون بدورات عديدة لقياس قوة الدول التي سيطرت وسادت، فكان أولى تلك المقاييس عدد الجنود وتسليحهم الجيد، ثم استخدمنا عدد الاحصنة والحيوانات التي تحمل الجند، ثم عدد الدبابات والطائرات، ثم الكميات المستخدمة من الحديد، وتلك المستخدمة من الطاقة.
اما الآن، فقد وصلنا لمرحلة من التقدم البشري أننا نقيس قوة الدول بقوتها وتقدمها التقني التكنولوجي وليس اي شيء مما سبق، فحتى لو امتلك سلاحا نوويا ولا يعرف صناعة ما يحمله او يوجهه بالليزر فهو سلاح عديم الفائدة.
التكنولوجيا والتفوق فيها هو اساس السيطرة بالعالم وليس حروبا باردة او ساخنة وهذا ما يساعد على فهم والتنبؤ بسلوك العلاقات الدولية.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي