تشعر وأنت تنتظر ..أو و أنت تراقب بنطلونك وهو ينشف على الحبل ..أنك خارج السرب ..! وتشعر وأنت تحاول اللحاق بالطابور أنك خارج الطوابير التي خلقت أصلاً على مقاسك ..! وتشعر وأنت تقف على ناصية الشارع الذي تعرفه بأن المارة لا تعرفهم وأنك خارج المكان الذي طالما تغزلتَ فيه ..!!
أنت تعاني من هذا الخروج كثيراً ..فأنت خارج الطعم القديم ..وخارج اللون الذي تربيتَ عليه ..وخارج رائحة الألفة وداخل بعمق طويل عريض في الغربة وسط الذين تربوا على لعب يديك و تدربوا على أفانين لسانك ..
هذا الخروج الذي يتلبسك و يجعلك تحدّق أكثر في عيون الناس و في عيون اللاناس أيضا ..فيحيلك هذا التحديق إلى خروج أكثر ..أحدهم يطلب منك موعدا لتقف إلى جانبه ولا يلتزم بالموعد و يعاتبك لأنك لم تذكّره بالموعد ..و آخر يؤيدك في كل كلامك وبعد أن يصبح له «سمّيعة» بلا ثقافة ارسال تصبح أنت في نظره مجرّد عبء تاريخي ووجودك يذكّره بعقد نقصه التي لا تنتهي ..وآخر ليس أخيرا ؛ يطلب منك النصيحة الخالصة فتطلب منه أن يعفيك لأنك لا تريد أن تُفهم خطأً ..فيستحلفك بالله العظيم إلا أن تقول ؛ فتقول و تنصحه ..فيقاطعك صارخاً : لا؛ هيك زوّدتها ..كنت أعرف أنك بتغار بس مش لهاي الدرجة ..ويختمها : الحقّ عليّ أنا اللي حكيت معك .. !
هذا بعض من الخروج ..و للحقيقة أكثر ..هذا بعض من إخراجك عن عمد من دائرتك التي خلقها الله لك ..وكل لهاثك اليوم هو للعودة للدائرة فقط ..كي تحدث فيها خرما و تدخل إليها ..كي تحقق معادلة حياتك في الخروج من حالة الخروج التي تعيشها باتقان ليس منك ..!!!
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي