من معارك كانت تدور رحاها من اجل بسط النفوذ على الارض والمقدرات بالمجابهة المباشرة والمواجهة الفظة الى معارك تتاخذ من الاقتصاد مكانا للاستحواذ على الخيرات من خلال الشركات والبنوك الدولية ذات العلامة التجارية حيث تعمل على الاستحواذ بواسطة شراء الاسهم والسندات وامتلاك شركات البنية التحية المؤثرة على العصب الحامل للاقتصاديات المجتمعات النامية فكان ان خلقت ادوات وظيفية لها فى اغلب القطاعات الخدماتية وحواضن استهلاكية لصناعاتها .
حتى دخلت البشرية فى طور آخر من النفوذ بواسطة امتلاك التكنولوجيا المعرفية بشكل حصري ومن هلال استباحتها لفضاء المجتمعات فتقوم بتغيير انماط سلوكها ومحتواها الثقافي بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال اسقاطتة اعلامية اخذت تأثر الى درجة السيطرة على المجتمع ووتقوم بتغير انطباعاته وتعمل على احتلال محتواه الثقافي باحلال نماذج بديلة تدخله الى العالم الافتراضي بواسطة ضمن مسلكيات عمل تبعده عن مجتمعه الواقعي وتدخله بادبيات جديدة تقوم على الحرية المطلقة وفردية الاستقطاب فى وعاء ثقافي افتراضي يلامس رغبة الفرد ويغير هواياته باهواء لكنه يبعده عن الواقعية والوجاهية وثقافة المجتمع التى كان يكتسب منها ثقافته وعلومة المعرفية وهذا ما جعل المجتمعات الوجاهية اسرى للفضاء الافتراصى وشتاة العاصف وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لامن المجتمعات ويقوض من وزارع الثقة ويخلخل من درجة المنعة ويضعف استقرارها .
فان بسط النفوذ الثقافي هو اخطر بكثير من التقنيات التى كانت تستخدم فى احتلال الارض او استعمار المقدار لما يشكله هذا الاستهداف من تداعيات ستنعكس على مناخات المجتمعات وطبيعة الروابط التى تربط نسيج روابطها الاجتماعية والثقافية وعلى ذلك الوازع الوطني والقيمي الذى يربط المجتمع مع الاطار الناظم الذى تشكل الدولة عنوانه كونه يؤثر بشكل مباشر على عامل الثقة بين المؤسسات الرسمية والحواضن الاجتماعية .
من هنا كان عامل الثقة من العوامل المهمة التى يستدعي الحفاظ عليها والحفاظ على روافدها من خلال ايجاد روادع منعة للمحتوى الثقافي الذى يحمي الدولة ويصون المجتمع من مغبة الانزلاق الى ميادين تبعده عن مسارات رسالة البناء الوطني او تحرفه عن بوصلة التوجه الوطني فان المناخات الانطباعية يسهل تكوينها وتشكيل اجوائها من خلال سحب العالم الافتراضي وعند امطارها دون مظلات رادعة ستشكل حقائق زائفة سيصعب بعد اذن ازالتها اذا ما ترسبت دون ردود تردها او تضعف من مقدار تاثيرها وهذا ما يجعل من المجتمعات التى لا تمتلك روادع ثقافية يحؤول بينها وبين السحب الافتراضية كونها لا تمتلك جيوشا ردعية تردع عنها الغزو الوجاهي فان تلبد غيوم العالم الافتراضي على المجتمعات سيجعلها محطة يمكن احتواؤها والسيطرة عليها من خلال احلال المحتوى الثقافي .
ان السيطرة على البنوك من خلال بنوك عالمية والسيطرة على الاسواق عبر صناعات تجارية والسيطرة على الاسحلة بواسطة صناعات عسكرية حصرية قد امكن التعامل معها لكن هل لدينا منظومة روادع ونظام منعة قادر على التحصين الذاتي من مغبة الاختراق وسحب التشكيل التى يمكنها اختراق فضاء المجتمعات النامية وهذا بتقظيرى بحاجة الى مؤتمر يقوم على ايجاد استخلاصات تحدد كيفية التعامل وقنوات الاستجابة وحدودها وهذا ما تعمل على اعداده جامعة الزيتونة من خلال تنظيمها للمؤتمر الدولي للصناعة المعرفية والادارة المستندة للذكاء الاصطناعي والعلوم المعرفية فى اطار الاقتصاد الرقمي وتحليل الاعمال .
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي