ضجة شعبية كبيرة في تونس هذه الأيام بعد معلومات صادمة عن ثروات طائلة لزعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي. أبناء رجل تونس القوي وصهره- وما أشبه اليوم بأيام بن علي وأصهاره-يحوزون على شبكة ضخمة من شركات الأعمال والحسابات البنكية الطائلة.اضافة اعلان
الغنوشي عاد لتونس بعد سنوات طويلة من الإبعاد القسري وساهم مع الرئيس الراحل باجي قايد السبسي في عبور تونس أخطر مراحل ثوراتها التي شكلت أيقونة الربيع العربي.
على الصعيد الشخصي بدا الرجل زاهدا في السلطة، لكن تياره العريض الذي حقق في الجولة الانتخابية الأولى نتائج متقدمة، ارتكب أخطاء فادحة في الحكم ومقاربات العلاقات مع تيارات سياسية خارجية. واتهمته أطراف تونسية بالتورط في تحفيز ودعم جماعات متطرفة ارتكبت أعمالا إرهابية في تونس، وجندت المئات للحرب في صفوف جماعات متطرفة في سورية والعراق.
مضت تونس في طريقها، وتموضعت حركة النهضة في المشهد السياسي بمساحة أقل مما كانت عليه في البدايات رغم تحقيقها نتائج جيدة جدا في الانتخابات التشريعية الأخيرة وخسارتها الفادحة لانتخابات الرئاسة.
لكن الغنوشي الشخصية والظاهرة، يذكرنا بداء السلطة في العالم العربي منذ زمن طويل، وبنماذج مشابهة لشخصيات وأحزاب قومية ويسارية وإسلامية، لم تكتف بالاستبداد في سلطتها، إنما اقترنت بعلاقة وثيقة مع الفساد واستغلال السلطة على نحو فادح وفاضح.
الضباط الذين ركبوا موجة التغيير الثوري في أكثر من بلد عربي وباستثناء شخصي وحيد يخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، غرقوا جميعا في ثنائية الاستبداد والفساد. عبد الناصر لم يكن ديمقراطيا أبدا لكنه ظل طاهرا من إثم الفساد. أما البقية الباقية فقد غرقت حتى أذنيها في حكم العائلات والأبناء والأصهار، واستحواذ غير شرعي على الثروات واستغلال للنفوذ قارب الجنون في تحديه لمشاعر الناس وظروفهم.
الغنوشي ومثله رموز عديدة في تونس وسواها من بلدان الثورات، عاد بعد انتصار الثورة وهو “على قد الحال” لا ثروة ولا أطيان، ثم ها هو بعد أقل من عقد من الزمن يتحول إلى إمبراطورية اقتصادية ترعى شؤون العائلة والمقربين.
لماذا في بلادنا دون سواها يمكن للثوريين وأصحاب الأفكار الإصلاحية الكبرى أن يغرقوا بالفساد ويتخلوا عن أحلام شعوبهم بالعدالة والحرية؟
تحطم هذه النماذج الآمال في التغيير عند شعوبنا، وهي تشهد السقوط الأخلاقي لرموز الثورات، وقادتها، وتتساءل بمرارة كيف لزعيم مثل نلسون مانديلا أن يقاوم إغراء السلطة بعد عذابات السجن الطويلة ويقود شعبه للحرية، ويغادر الحكم طواعية دون أن تدنس سيرته؟
ومصيبتنا العربية أشد وانكى، فحتى قادة الثورات أو من يزعمون ذلك يتحولون إلى أثرياء حتى قبل أن تطأ أقدامهم قصور الرئاسة. الثورة بحد ذاتها تتحول إلى تجارة. انظروا إلى بعض النماذج في المعارضة السورية أين كانوا وكيف أصبحوا. لعلها مفارقة عجيبة أن ينافس الثوري الحاكم المستبد على الثروة قبل أن يبلغ السلطة، ويحاكي نموذجه في الفساد، حتى لو لم تنتصر الثورة.
الغنوشي عاد لتونس بعد سنوات طويلة من الإبعاد القسري وساهم مع الرئيس الراحل باجي قايد السبسي في عبور تونس أخطر مراحل ثوراتها التي شكلت أيقونة الربيع العربي.
على الصعيد الشخصي بدا الرجل زاهدا في السلطة، لكن تياره العريض الذي حقق في الجولة الانتخابية الأولى نتائج متقدمة، ارتكب أخطاء فادحة في الحكم ومقاربات العلاقات مع تيارات سياسية خارجية. واتهمته أطراف تونسية بالتورط في تحفيز ودعم جماعات متطرفة ارتكبت أعمالا إرهابية في تونس، وجندت المئات للحرب في صفوف جماعات متطرفة في سورية والعراق.
مضت تونس في طريقها، وتموضعت حركة النهضة في المشهد السياسي بمساحة أقل مما كانت عليه في البدايات رغم تحقيقها نتائج جيدة جدا في الانتخابات التشريعية الأخيرة وخسارتها الفادحة لانتخابات الرئاسة.
لكن الغنوشي الشخصية والظاهرة، يذكرنا بداء السلطة في العالم العربي منذ زمن طويل، وبنماذج مشابهة لشخصيات وأحزاب قومية ويسارية وإسلامية، لم تكتف بالاستبداد في سلطتها، إنما اقترنت بعلاقة وثيقة مع الفساد واستغلال السلطة على نحو فادح وفاضح.
الضباط الذين ركبوا موجة التغيير الثوري في أكثر من بلد عربي وباستثناء شخصي وحيد يخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، غرقوا جميعا في ثنائية الاستبداد والفساد. عبد الناصر لم يكن ديمقراطيا أبدا لكنه ظل طاهرا من إثم الفساد. أما البقية الباقية فقد غرقت حتى أذنيها في حكم العائلات والأبناء والأصهار، واستحواذ غير شرعي على الثروات واستغلال للنفوذ قارب الجنون في تحديه لمشاعر الناس وظروفهم.
الغنوشي ومثله رموز عديدة في تونس وسواها من بلدان الثورات، عاد بعد انتصار الثورة وهو “على قد الحال” لا ثروة ولا أطيان، ثم ها هو بعد أقل من عقد من الزمن يتحول إلى إمبراطورية اقتصادية ترعى شؤون العائلة والمقربين.
لماذا في بلادنا دون سواها يمكن للثوريين وأصحاب الأفكار الإصلاحية الكبرى أن يغرقوا بالفساد ويتخلوا عن أحلام شعوبهم بالعدالة والحرية؟
تحطم هذه النماذج الآمال في التغيير عند شعوبنا، وهي تشهد السقوط الأخلاقي لرموز الثورات، وقادتها، وتتساءل بمرارة كيف لزعيم مثل نلسون مانديلا أن يقاوم إغراء السلطة بعد عذابات السجن الطويلة ويقود شعبه للحرية، ويغادر الحكم طواعية دون أن تدنس سيرته؟
ومصيبتنا العربية أشد وانكى، فحتى قادة الثورات أو من يزعمون ذلك يتحولون إلى أثرياء حتى قبل أن تطأ أقدامهم قصور الرئاسة. الثورة بحد ذاتها تتحول إلى تجارة. انظروا إلى بعض النماذج في المعارضة السورية أين كانوا وكيف أصبحوا. لعلها مفارقة عجيبة أن ينافس الثوري الحاكم المستبد على الثروة قبل أن يبلغ السلطة، ويحاكي نموذجه في الفساد، حتى لو لم تنتصر الثورة.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي