قصة أننا نلدغ من الجحر (أو الحجر) الواحد آلاف المرات دون أن يرف لنا جفن أو قلب أو ضمير .... هذا متفق عليه، حتى أننا لم نعد نكلف أنفسنا عناء الخروج من دائرة المصائب هذه، واعتدنا على عدم التعلم وعدم استخدام الخبرات.
كانت أفضل انواع الفطابل في الزمانان هي من نوع (برّاني جوّاني)، ثم انقرضت تلك النوعية، أما نحن فما زلنا نتصرف براني جواني بذات الطريقة.
حوالي منتصف القرن الماضي مر من مدينتي «مادبا» (قفل) كما كانوا يسمونه آنذاك، مكون من عدة بغال محملة بالطحين وأغراض اخرى. وقد قرروا النوم في ساحة مفتوحة في المدينة ...فتجمعوا في مكان واحد وكان لديهم قرد – سعدان تحديدا-لممارسة الألعاب البهلوانية، وقد أوكلت مهمة حراسة القافلة خلال الليل إلى ذلك القرد.
في الهزيع الأخير من الليل جاء رجل ذكي إلى محيط القافلة بقصد السرقة.... ولفت انتباه السعدان إلى وجوده أولا ثم شرع يتثاءب ويتمطى، فصار القرد يتثاءب ويتمطى بالعدوى ظل الرجل يتثاءب والقرد يتمطى، الرجل يتمطى والقرد يتثاءب، حتى نام القرد مرغما.
دخل الرجل وسرق ما استطاع حمله، وهرب !!
في الصباح اكتشف اصحاب القافلة السرقة، وعرفوا أن القرد لم ينبههم لأنه كان نائما، فحمل صاحبه خيزرانة طويلة وقوية، وشرع يضرب بالقرد حتى (نهنهه) ضربا موجعا على كافة اجزاء جسمه.
في الليلة التالية وضعوا القرد في الحراسة وناموا. فجاء اللص الذكي مرة ثانية، وصار يتثاءب ويتمطى أمام القرد لعله ينجح في تنويمه، ويعاود السرقة من موجودات القافلة.
لكن القرد، وما تزال الام الخيزرانات تنخر عظامه، تذكر (نكبته) ووضع أصابعه تحت جفنيه السفليين وأشار إلى اللص إشارة تعني أنه لن ينام وستظل عيونه مفتوحة. حتى لا تتكرر النكبة.
أما القرد، فقد تذكر جراح نكبته وظل صاحيا حتى لا تتكرر، أما نحن فقد نمنا ونمنا بدون ان يتثاءب أحد أمامنا، فتكررت النكبة والنكسة والهزائم الصغيرة والكبيرة ....!!
وتلولحي يا دالية
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي