تحدثت مع د. يوسف القسوس وأعطاني تطمينات معقولة عن طريقة عملهم لتوحيد القطاع الصحي العام وفق تصور مدروس وخطة تنفيذية تمتد لسنوات وطلب أن اتمهل بالكتابة لحين اطلاعي على التفاصيل وهي ما زالت قيد الدرس. لكن خبر لقاء اللجنة المكلفة بالخطة مع رئيس الوزراء وبعض ما نشر من تفاصيل دفعاني لكتابة هذا التعليق الأولي.اضافة اعلان
المقصود بتوحيد القطاع الصحي العام ليس الرعاية الأولية والمراكز الصحية فهذه ستبقى مع وزارة الصحة بل فقط مستشفيات الحكومة والخدمات الطبية الملكية والجامعات التي سوف تستقل في اطار موحد. والفكرة ليست جديدة ففي نهاية الثمانينات ظهر مشروع «المؤسسة الطبية العلاجية» وبوشر التنفيذ بتعيين قيادة لها وإستئجار بناية ومكاتب وأثاث حتى قبل اتضاح برنامج الدمج وخطته التنفيذية. وفي حينه قدمت دراسة لمؤتمر صيدلاني حول المشروع متوقعا فشل الدمج لأن أمامه تحديات ومعيقات عاينتها بالارقام والمعلومات لم يقدم المشروع اجابة عليها. وبالفعل كان هناك مقاومة وتعثر وفشل المشروع.
يبدو ان اللجنة المكلفة تضع في الحسبان دروس التجربة السابقة. ورئيس اللجنة الباشا والعين د.يوسف القسوس طبيب القلب الشهير ومدير الخدمات الطبية الملكية السابق عاصر ذلك المشروع ويعرف لماذا اخفق. ولذلك كما يبدو ستكون الخطة متدرجة تراعي الفروقات بين القطاعات المدنية والعسكرية والجامعية ويتم تطبيقها على مراحل لسنوات، ونحن ننتظر التفاصيل ويثير فضولنا الاطلاع على الخطة الذكية لتوحيد قطاعات لها مرجعيات وتقاليد وتتبع أنظمة مختلفة للرواتب والترقيات والامتيازات وللتعيينات والاقامة والتدريب.
مهما يكن فإن واقع قطاع المستشفيات والتشتت والتباين والازدواجية والهدر الى جانب إشكالية التأمين الصحي الشامل وإعفاءات الديوان والتحويلات والكلف كلها الزمت بإعادة فكرة التوحيد الى الطاولة. ولا ادري بالمناسبة اذا تم بحث توحيد الحوسبة ! فوزارة الصحة قطعت شوطا في برنامج « حكيم « ولا اعرف اذا شمل ايضا الخدمات الطبية والجامعات. لقد مشت حوسبة القطاع الصحي الحكومي وسط تعثر وصعوبات هائلة - وأيضا إشاعات عن هدر وفساد – وقد كتبت عن ذلك لكن المسؤولين في حكيم شرحوا لي كم هي الاشاعات ظالمة وخاطئة بحق عمل «وطني» جنبنا الارتهان لشركات اجنبية ستحتكر ادارة البرنامج والمعلومات الى الأبد وبكلف هائلة، وحملوا الترهل الاداري والفني في الوزارة مسؤولية التأخير والتعثر. وقالوا أنهم خارج برنامج وزارة الصحة مستمرون في تطوير قدراتهم وخدماتهم وهي تتوسع لخارج البلد. المهم أن توحيد الحوسبة وشموليتها عملية معقدة ومريرة ومكلفة لكنها عامل حاسم لنجاح التوحيد الى جانب الإرتقاء بالتنظيم والادارة والخدمة وخفض الهدر والجهد والوقت على الجميع.
لكن لم افهم معنى استثناء مركز السرطان ومركز السكري والغدد الصماء من المشروع كونها – كما جاء في الخبر –»مراكز متميزة وذات خصوصية» ؟! هذا التبرير وحده يبعث برسالة خطيرة ان توحيد القطاعات سيهبط بمستوى المتميز منها ؟! ونحن نعرف أن حجّة الحفاظ على التميز تبطن أسبابا أخرى ولنقل صراحة انها الامتيازات! ألا يمكن الحفاظ على المظهر البرّاق والرقي والكفاءة إلا بإمتيازات فادحة؟ ألا يمكن الاتفاق على نظام مالي وإداري خاص تحت المظلة الموحدة للمؤسسة؟! نريد مركز السرطان ومركز السكري جزءا من منظومة المراكز والمستشفيات العامة يشملها نفس نظام التحويل والخدمة لجميع المؤمنين وبالاسعار المقررة. والأفضل أن تدرس اللجنة أسسا يمكن بموجبها اختيار اي مستشفى او مركز لوضعه تحت نظام خاص. إنما استثناء اي مستشفى أو مركز عام من مشروع التوحيد هو ضربة مسبقة لمصداقيتة نرجو تجنبها.
المقصود بتوحيد القطاع الصحي العام ليس الرعاية الأولية والمراكز الصحية فهذه ستبقى مع وزارة الصحة بل فقط مستشفيات الحكومة والخدمات الطبية الملكية والجامعات التي سوف تستقل في اطار موحد. والفكرة ليست جديدة ففي نهاية الثمانينات ظهر مشروع «المؤسسة الطبية العلاجية» وبوشر التنفيذ بتعيين قيادة لها وإستئجار بناية ومكاتب وأثاث حتى قبل اتضاح برنامج الدمج وخطته التنفيذية. وفي حينه قدمت دراسة لمؤتمر صيدلاني حول المشروع متوقعا فشل الدمج لأن أمامه تحديات ومعيقات عاينتها بالارقام والمعلومات لم يقدم المشروع اجابة عليها. وبالفعل كان هناك مقاومة وتعثر وفشل المشروع.
يبدو ان اللجنة المكلفة تضع في الحسبان دروس التجربة السابقة. ورئيس اللجنة الباشا والعين د.يوسف القسوس طبيب القلب الشهير ومدير الخدمات الطبية الملكية السابق عاصر ذلك المشروع ويعرف لماذا اخفق. ولذلك كما يبدو ستكون الخطة متدرجة تراعي الفروقات بين القطاعات المدنية والعسكرية والجامعية ويتم تطبيقها على مراحل لسنوات، ونحن ننتظر التفاصيل ويثير فضولنا الاطلاع على الخطة الذكية لتوحيد قطاعات لها مرجعيات وتقاليد وتتبع أنظمة مختلفة للرواتب والترقيات والامتيازات وللتعيينات والاقامة والتدريب.
مهما يكن فإن واقع قطاع المستشفيات والتشتت والتباين والازدواجية والهدر الى جانب إشكالية التأمين الصحي الشامل وإعفاءات الديوان والتحويلات والكلف كلها الزمت بإعادة فكرة التوحيد الى الطاولة. ولا ادري بالمناسبة اذا تم بحث توحيد الحوسبة ! فوزارة الصحة قطعت شوطا في برنامج « حكيم « ولا اعرف اذا شمل ايضا الخدمات الطبية والجامعات. لقد مشت حوسبة القطاع الصحي الحكومي وسط تعثر وصعوبات هائلة - وأيضا إشاعات عن هدر وفساد – وقد كتبت عن ذلك لكن المسؤولين في حكيم شرحوا لي كم هي الاشاعات ظالمة وخاطئة بحق عمل «وطني» جنبنا الارتهان لشركات اجنبية ستحتكر ادارة البرنامج والمعلومات الى الأبد وبكلف هائلة، وحملوا الترهل الاداري والفني في الوزارة مسؤولية التأخير والتعثر. وقالوا أنهم خارج برنامج وزارة الصحة مستمرون في تطوير قدراتهم وخدماتهم وهي تتوسع لخارج البلد. المهم أن توحيد الحوسبة وشموليتها عملية معقدة ومريرة ومكلفة لكنها عامل حاسم لنجاح التوحيد الى جانب الإرتقاء بالتنظيم والادارة والخدمة وخفض الهدر والجهد والوقت على الجميع.
لكن لم افهم معنى استثناء مركز السرطان ومركز السكري والغدد الصماء من المشروع كونها – كما جاء في الخبر –»مراكز متميزة وذات خصوصية» ؟! هذا التبرير وحده يبعث برسالة خطيرة ان توحيد القطاعات سيهبط بمستوى المتميز منها ؟! ونحن نعرف أن حجّة الحفاظ على التميز تبطن أسبابا أخرى ولنقل صراحة انها الامتيازات! ألا يمكن الحفاظ على المظهر البرّاق والرقي والكفاءة إلا بإمتيازات فادحة؟ ألا يمكن الاتفاق على نظام مالي وإداري خاص تحت المظلة الموحدة للمؤسسة؟! نريد مركز السرطان ومركز السكري جزءا من منظومة المراكز والمستشفيات العامة يشملها نفس نظام التحويل والخدمة لجميع المؤمنين وبالاسعار المقررة. والأفضل أن تدرس اللجنة أسسا يمكن بموجبها اختيار اي مستشفى او مركز لوضعه تحت نظام خاص. إنما استثناء اي مستشفى أو مركز عام من مشروع التوحيد هو ضربة مسبقة لمصداقيتة نرجو تجنبها.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي