جھاز الأمن العام مصمم ھذه المرة على اجتثاث ظاھرة إطلاق العیارات الناریة في المناسبات من جذورھا. خطوة الأمن العام جاءت عقب توجیھ ملكي بمحاسبة ومساءلة المتسببین بحوادث إطلاق العیارات الناریة، وتطبیق القانون بحزم وعدالة.اضافة اعلان
لیست المرة الأولى التي یتناول فیھا جلالة الملك الموضوع، فلطالما عبر عن استیائھ من الظاھرة، وطالب المسؤولین بالتصدي لھا.
الأمن العام لم یقصر في التعامل مع المشكلة، وقد نجح وبالتعاون مع الأجھزة والدوائر المعنیة بحشد دعم الرأي العام لتجریم الظاھرة اجتماعیا، ما انعكس على إجراءات صارمة اتخذت بحق مطلقي العیارات الناریة دون غطاء اجتماعي كما كان الحال في السابق.
لكن علینا أن نقر بأن مھمة الأمن العام على ھذا الصعید شاقة جدا. في فصل الصیف تحدیدا حیث تزدحم أیام الأردنیین بالأفراح والمناسبات السعیدة، یكون من الصعب على دوریات الشرطة مراقبة ومتابعة كل سھرة عرس أو حفلة تخریج، إذا یتطلب الأمر نشر الآلاف من رجال الأمن في المدن والأریاف والبوادي، وھذا شيء مستحیل طبعا. ربما یكون الاعتماد على بلاغات المواطنین الموثقة بالصور والفیدیوھات أحد الوسائل المھمة لضبط حالات إطلاق العیارات الناریة وملاحقة مرتكبیھا أو المعنیین بالمناسبة الاجتماعیة.
ما یفاقم الظاھرة في بلادنا الانتشار الواسع للأسلحة في أیدي المواطنین، جراء الزیادة الملحوظة في عملیات التھریب رغم المتابعة الحثیثة من الجھات المعنیة، إذ لا یخلو بیت أردني حالیا من قطعة سلاح، وفي أحیان كثیرة عدة قطع من مختلف الأنواع، ومعظمھا غیر مرخصة. نأمل في ھذا الصدد أن یساھم مشروع قانون الأسلحة والذخائر المعروض على دورة ”النواب“ الاستثنائیة من معالجة ھذا الجانب المقلق لكل الأطراف، وتقنین حیازة وحمل الأسلحة الخفیفة بشروط مشددة.
لكن ھناك بعدا ثقافیا وموروثا اجتماعیا یلقي بظلالھ، فعلى مدار عقود طویلة ترسخت ثقافة تمجد إطلاق العیارات الناریة في الأفراح والمناسبات، ویعدھا الكثیرون تعبیرا عن الرجولة والاعتزاز بالذات العائلیة، وشكلا من أشكال التعبیر عن الفرح، یتساوى في ممارستھا المتعلمون مع غیرھم والمسؤولون مع المواطنین العادیین.
التعامل مع الظواھر والتقالید الاجتماعیة الموروثة وتغییرھا أمر في غایة الصعوبة ویتطلب عملا مثابرا لا تتحقق نتائجھ بالسرعة التي نتوقعھا. منذ سنوات طویلة ونحن نشتكي من ظاھرة المواكب في شوارع المدن، وقد نظمت الجھات الرسمیة حملات مكثفة للتوعیة والحد منھا، ودائما ما تقوم دوریات السیر بمخالفة المشاركین فیھا وتغریمھم. لكن بالرغم من ذلك ما تزال المواكب تجوب شوارعنا بلا انقطاع. والمفارقة ھنا، أن شبانا من أبناء الجیل الجدید الأكثر وعیا من خریجي الجامعات، ھم من یتمسكون بھذه الممارسة مع كل موسم جامعي.
المسألة إذا ثقافیة موروثة لم تفلح حملات التوعیة ولا القوانین في الحد منھا. لا أعلم على وجھ الدقة إن كان ھناك في مناھجنا الدراسیة فصول تشرح للطبلة في مراحل التعلیم المبكر مخاطر إطلاق العیارات الناریة في المناسبة، لكن من المناسب تأكید ذلك مصحوبا بعرض حي لحالات دفع فیھا أطفال وشبان حیاتھم جراء ھوس الأفراح وعیاراتھا الناریة.
ربما یساھم ذلك في زرع الوعي مبكرا في عقول الأجیال الجدیدة لعلھم یفلحون في مقاومة الموروث حین یكبرون.
لیست المرة الأولى التي یتناول فیھا جلالة الملك الموضوع، فلطالما عبر عن استیائھ من الظاھرة، وطالب المسؤولین بالتصدي لھا.
الأمن العام لم یقصر في التعامل مع المشكلة، وقد نجح وبالتعاون مع الأجھزة والدوائر المعنیة بحشد دعم الرأي العام لتجریم الظاھرة اجتماعیا، ما انعكس على إجراءات صارمة اتخذت بحق مطلقي العیارات الناریة دون غطاء اجتماعي كما كان الحال في السابق.
لكن علینا أن نقر بأن مھمة الأمن العام على ھذا الصعید شاقة جدا. في فصل الصیف تحدیدا حیث تزدحم أیام الأردنیین بالأفراح والمناسبات السعیدة، یكون من الصعب على دوریات الشرطة مراقبة ومتابعة كل سھرة عرس أو حفلة تخریج، إذا یتطلب الأمر نشر الآلاف من رجال الأمن في المدن والأریاف والبوادي، وھذا شيء مستحیل طبعا. ربما یكون الاعتماد على بلاغات المواطنین الموثقة بالصور والفیدیوھات أحد الوسائل المھمة لضبط حالات إطلاق العیارات الناریة وملاحقة مرتكبیھا أو المعنیین بالمناسبة الاجتماعیة.
ما یفاقم الظاھرة في بلادنا الانتشار الواسع للأسلحة في أیدي المواطنین، جراء الزیادة الملحوظة في عملیات التھریب رغم المتابعة الحثیثة من الجھات المعنیة، إذ لا یخلو بیت أردني حالیا من قطعة سلاح، وفي أحیان كثیرة عدة قطع من مختلف الأنواع، ومعظمھا غیر مرخصة. نأمل في ھذا الصدد أن یساھم مشروع قانون الأسلحة والذخائر المعروض على دورة ”النواب“ الاستثنائیة من معالجة ھذا الجانب المقلق لكل الأطراف، وتقنین حیازة وحمل الأسلحة الخفیفة بشروط مشددة.
لكن ھناك بعدا ثقافیا وموروثا اجتماعیا یلقي بظلالھ، فعلى مدار عقود طویلة ترسخت ثقافة تمجد إطلاق العیارات الناریة في الأفراح والمناسبات، ویعدھا الكثیرون تعبیرا عن الرجولة والاعتزاز بالذات العائلیة، وشكلا من أشكال التعبیر عن الفرح، یتساوى في ممارستھا المتعلمون مع غیرھم والمسؤولون مع المواطنین العادیین.
التعامل مع الظواھر والتقالید الاجتماعیة الموروثة وتغییرھا أمر في غایة الصعوبة ویتطلب عملا مثابرا لا تتحقق نتائجھ بالسرعة التي نتوقعھا. منذ سنوات طویلة ونحن نشتكي من ظاھرة المواكب في شوارع المدن، وقد نظمت الجھات الرسمیة حملات مكثفة للتوعیة والحد منھا، ودائما ما تقوم دوریات السیر بمخالفة المشاركین فیھا وتغریمھم. لكن بالرغم من ذلك ما تزال المواكب تجوب شوارعنا بلا انقطاع. والمفارقة ھنا، أن شبانا من أبناء الجیل الجدید الأكثر وعیا من خریجي الجامعات، ھم من یتمسكون بھذه الممارسة مع كل موسم جامعي.
المسألة إذا ثقافیة موروثة لم تفلح حملات التوعیة ولا القوانین في الحد منھا. لا أعلم على وجھ الدقة إن كان ھناك في مناھجنا الدراسیة فصول تشرح للطبلة في مراحل التعلیم المبكر مخاطر إطلاق العیارات الناریة في المناسبة، لكن من المناسب تأكید ذلك مصحوبا بعرض حي لحالات دفع فیھا أطفال وشبان حیاتھم جراء ھوس الأفراح وعیاراتھا الناریة.
ربما یساھم ذلك في زرع الوعي مبكرا في عقول الأجیال الجدیدة لعلھم یفلحون في مقاومة الموروث حین یكبرون.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي