ما الذي يجري في الأردن؟ قد يكون هذا السؤال جاء متأخرا بعد سنوات من حالة التراجع المتراكمة التي نعيشها في معظم الجوانب؛ رسميا وشعبيا، لكنه لا بد وأن يفكر به كل مسؤول أردني ومواطن، ويضيف إليه سؤالا آخر، وهو: هل هذا هو الأردن الذي نريد؟اضافة اعلان
بالإجماع، حتما ستكون الإجابة على السؤال الثاني أننا نريد أردنا أكثر حضارة ونهضة واستقرارا. لكننا، وللأسف، نريد ذلك من دون أن نعكس هذه الرغبة بالعمل والجهد والصبر، وبالإيمان بأننا قادرون على تحقيقه.
أما السؤال الأول، فلا شك أن الذي يجري في البلد هو انزلاق إلى مرحلة خطيرة قاوم الجميع فكرة بلوغها، لكنها كانت مقاومة على الورق، ومن دون عمل أو إرادة، فبتنا نتخبط في جميع الملفات، وعلى كل الصعد، وبات تعاطينا مع الشأن العام نابع من سلبية طاغية، تحيلنا إلى عدم الثقة بأي شيء. والمسؤولية هنا لا بد أن يتحملها الجميع.
ما هي النتائج التي كنا ننتظرها جراء سوء إدارة الملفات من قبل الحكومات المتعاقبة! وما هي النتائج التي كنا ننتظرها مع حالة من الرفض المطلق التي يعيشها الشارع الأردني تجاه كل ما هو رسمي، ومن دون أن يترك مساحة للأمل، فاستسلم لليأس بشكل أثر سلبا على بلد بات ملاذه الشعبوي كلمة، اعتذر للقارئ عن اضطراري لكتابتها، وهي “طز”، سيطرت العشوائية وغاب الإنجاز والعطاء، وبات الناس ينصبون رموزا هم بمثابة تماثيل من شمع تذوب مع حرارة الشمس إذا اشتدت.
ونحن نحتفل بمئوية الدولة وعيد استقلالها، نكتشف بأنها دولة، رغم كل ما أنجزته وحققته وقاومته من تحديات وصعوبات محلية وإقليمية ودولية، ما تزال تصارع من أجل وضع مثالي. دولة ما تزال تبحث عن آلية لتحقيق الإصلاح السياسي. وما تزال غير قادرة على خلق بيئة اقتصادية تقودنا إلى دولة الإنتاج، بدلا من أن تظل مرهونة باعتمادها على المساعدات، وهي تدير الشأن العام تبعا لنظرية “يوم بيوم”، فهي لم تتمكن حتى الآن من العمل وفق استراتيجيات تقوم على العمل المؤسسي لا على أفكار وقناعات الأفراد ممن يتبوأون المواقع القيادية، فكثرت الخطط التي لا تطبق، أو التي تندثر مع اندثار صاحبها.
دولة ما يزال أغلب سكانها حبيسي هواتفهم وما يبث به من شعارات أبطالها إما شعبويون، أو أصحاب أجندات، أو قد يبيعون كل مبادئهم من أجل منصب هنا أو هناك، والتجارب في هذا الإطار عديدة وواضحة للعيان، فكم لدينا من أشخاص لا يتوانون عن شغل الرأي العام لأيام متواصلة في أمور سطحية، بينما هم يحاولون تكبيرها على غرار نظرية كرة الثلج المتدحرجة. لا أقول أن على الناس عدم الرفض وإبداء الرأي، لكن عليهم فعل ذلك في الأمور الجوهرية التي تخدم البلد.
دولة ما يزال مسؤولوها أو بعضهم رهنا للتفاعل غير الواعي أو المدروس، والذي لا يرقى لمسؤولية الدور الذي يناط بهم، لذلك فهم يلجأون إلى استقصاء البحث عن ردود فعل لحظية تخلع عنا ثوب دولة القانون والمؤسسات، وتعود بنا إلى الوراء حقبا طويلة نحو “جاهلية” تضر وتخدش وجه دولتنا المدنية.
“ما الذي يجري في الأردن؟” سؤال يحتاج إلى جسم مؤسسي استراتيجي يضم في كنفه جميع الشركاء، ويعمد إلى تحليل الكثير من الظواهر التي كنا نقول إنها غريبة علينا، بينما أصبحت اليوم هي ما يلون فضاءنا جميعه.
علينا أن نقوم بتحليل الواقع الذي نعيشه اليوم، وأن نخلص إلى نتائج وآليات للتحول والتغيير والنهضة، مع توفير جميع سبل النجاح. علينا أن نصل لإجابة واقعية بشأن ما هو “الأردن الذي نريد”، ومن دون ذلك ستواصل العبثية سيطرتها على حياتنا. متى سنرى الإصلاح واقعا، ومتى يمكننا المراهنة على وعي الناس وإدراكهم أننا نقف على مفترق طرق، ولا نقوى على مغادرة المنطقة الرمادية؟
بالإجماع، حتما ستكون الإجابة على السؤال الثاني أننا نريد أردنا أكثر حضارة ونهضة واستقرارا. لكننا، وللأسف، نريد ذلك من دون أن نعكس هذه الرغبة بالعمل والجهد والصبر، وبالإيمان بأننا قادرون على تحقيقه.
أما السؤال الأول، فلا شك أن الذي يجري في البلد هو انزلاق إلى مرحلة خطيرة قاوم الجميع فكرة بلوغها، لكنها كانت مقاومة على الورق، ومن دون عمل أو إرادة، فبتنا نتخبط في جميع الملفات، وعلى كل الصعد، وبات تعاطينا مع الشأن العام نابع من سلبية طاغية، تحيلنا إلى عدم الثقة بأي شيء. والمسؤولية هنا لا بد أن يتحملها الجميع.
ما هي النتائج التي كنا ننتظرها جراء سوء إدارة الملفات من قبل الحكومات المتعاقبة! وما هي النتائج التي كنا ننتظرها مع حالة من الرفض المطلق التي يعيشها الشارع الأردني تجاه كل ما هو رسمي، ومن دون أن يترك مساحة للأمل، فاستسلم لليأس بشكل أثر سلبا على بلد بات ملاذه الشعبوي كلمة، اعتذر للقارئ عن اضطراري لكتابتها، وهي “طز”، سيطرت العشوائية وغاب الإنجاز والعطاء، وبات الناس ينصبون رموزا هم بمثابة تماثيل من شمع تذوب مع حرارة الشمس إذا اشتدت.
ونحن نحتفل بمئوية الدولة وعيد استقلالها، نكتشف بأنها دولة، رغم كل ما أنجزته وحققته وقاومته من تحديات وصعوبات محلية وإقليمية ودولية، ما تزال تصارع من أجل وضع مثالي. دولة ما تزال تبحث عن آلية لتحقيق الإصلاح السياسي. وما تزال غير قادرة على خلق بيئة اقتصادية تقودنا إلى دولة الإنتاج، بدلا من أن تظل مرهونة باعتمادها على المساعدات، وهي تدير الشأن العام تبعا لنظرية “يوم بيوم”، فهي لم تتمكن حتى الآن من العمل وفق استراتيجيات تقوم على العمل المؤسسي لا على أفكار وقناعات الأفراد ممن يتبوأون المواقع القيادية، فكثرت الخطط التي لا تطبق، أو التي تندثر مع اندثار صاحبها.
دولة ما يزال أغلب سكانها حبيسي هواتفهم وما يبث به من شعارات أبطالها إما شعبويون، أو أصحاب أجندات، أو قد يبيعون كل مبادئهم من أجل منصب هنا أو هناك، والتجارب في هذا الإطار عديدة وواضحة للعيان، فكم لدينا من أشخاص لا يتوانون عن شغل الرأي العام لأيام متواصلة في أمور سطحية، بينما هم يحاولون تكبيرها على غرار نظرية كرة الثلج المتدحرجة. لا أقول أن على الناس عدم الرفض وإبداء الرأي، لكن عليهم فعل ذلك في الأمور الجوهرية التي تخدم البلد.
دولة ما يزال مسؤولوها أو بعضهم رهنا للتفاعل غير الواعي أو المدروس، والذي لا يرقى لمسؤولية الدور الذي يناط بهم، لذلك فهم يلجأون إلى استقصاء البحث عن ردود فعل لحظية تخلع عنا ثوب دولة القانون والمؤسسات، وتعود بنا إلى الوراء حقبا طويلة نحو “جاهلية” تضر وتخدش وجه دولتنا المدنية.
“ما الذي يجري في الأردن؟” سؤال يحتاج إلى جسم مؤسسي استراتيجي يضم في كنفه جميع الشركاء، ويعمد إلى تحليل الكثير من الظواهر التي كنا نقول إنها غريبة علينا، بينما أصبحت اليوم هي ما يلون فضاءنا جميعه.
علينا أن نقوم بتحليل الواقع الذي نعيشه اليوم، وأن نخلص إلى نتائج وآليات للتحول والتغيير والنهضة، مع توفير جميع سبل النجاح. علينا أن نصل لإجابة واقعية بشأن ما هو “الأردن الذي نريد”، ومن دون ذلك ستواصل العبثية سيطرتها على حياتنا. متى سنرى الإصلاح واقعا، ومتى يمكننا المراهنة على وعي الناس وإدراكهم أننا نقف على مفترق طرق، ولا نقوى على مغادرة المنطقة الرمادية؟
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي