لم تكن الانتخابات الأميركية النصفية الأخيرة عادية وروتينية. لقد كانت انتخابات على قدرة النظام الانتخابي الأميركي، وبالتالي منظومة الديمقراطية الأميركية، على الوقوف أمام سيل الشعبوية والتضليل الذي مارسه سياسيون بغية الحصول على الأصوات.اضافة اعلان
لم يفز الحزب الديمقراطي بالمعنى الانتخابي الحاسم، والنجاح هذه المرة لم يكن الفوز بالانتخابات، بل وقف سيل المد الأحمر الذي كان متوقعا أن يكتسح الانتخابات.
الناخبون الأميركيون قالوا لا لترامب ولا أنصاره ولا أفكاره ولا تضليله ولا شعبويته، أوقفوا العبث بديمقراطيتهم، وصوتوا لصالح منظومة التعددية وحماية قيم الديمقراطية الأميركية.
لقد كانت الانتخابات استفتاء على حماية الديمقراطية من المتغولين عليها، نتائجها تؤشر على أن المؤسسية الديمقراطية الأميركية والنظام الانتخابي يعملان ويحميان جوهر التعددية وتبادل السلطة اللذين يعدان ركنين أساسيين لأي نظام ديمقراطي.
نصر حماة الديمقراطية الأميركية أمام الشعبوية لم يكن كاسحا نهائيا، فالنزاع الأزلي بين الديمقراطية وسرطانها الشعبوي ما يزال محتدما، وإن كانت المعركة الأخيرة أخفقت فيها الشعبوية، فالحرب ما تزال مستمرة مستعرة.
السلاح الأهم لتعزيز الديمقراطية وحمايتها هو نشر ثقافة التعددية وقيم الديمقراطية، التي تعرف أنها الثقافة المدنية المختلطة، التي تحمي تداول السلطة وحقوق الأقليات والتعددية السياسية ودولة القانون.
دول ديمقراطية كثيرة أهملت تعزيز وتقوية الثقافة المدنية، راكنة أن نظامها مستقر راسخ، فكانت النتيجة فوز الشعبوية واستبدادها على الديمقراطية.
أشهر مثال على ذلك ألمانيا، التي فاز فيها النازيون بالانتخابات بالاستناد لخطاب شعبوي. بعدها أصبحت ألمانيا حريصة جدا على تعزيز الثقافة المدنية الديمقراطية، وكل حزب فيها لديه ذراع ثقافية فاعلة تحمي الثقافة المدنية الديمقراطية.
هناك أمثلة على ذلك في أميركا وهي ناجحة، مثل المعهد الوطني الديمقراطي والمعهد الجمهوري الدولي، وهما ذراعا الحزب الديمقراطي والجمهوري، ولكن واضح أن ثمة حاجة لجهود مضاعفة في هذا الاتجاه بعد الترامبية، التي بالمناسبة حتى الجمهوريون الحقيقيون يدركون خطورتها.
المستقبل للوسط السياسي، هذا ما تقوله نتائج الانتخابات الأميركية. لم ينتصر اليمين الشعبوي الترامبي، ولم ينتصر اليسار الراديكالي المعزول.
الغالبية من الهيئة الناخبة انحازت للوسط، الذي لا يريد تشددا من أي نوع، وإنما سياسات برامجية تحسن أحوال الناس. أهمية الوسط السياسي تتنامى في كل دول العالم التي تمارس حق الانتخاب، لأن ذلك هو الطريق الأكثر إقناعا للتعامل مع التحديات.
انتخاباتنا المقبلة نحن بالأردن متوقع أن ينحاز الناس فيها للوسط، فقد سئموا إيديولوجيات لا تسمن ولا تغني من جوع، وضاقوا ذرعا بتنظير إنشائي لا يقدم حلولا. الناس يريدون برامج وسياسات تتنافس.
الديمقراطية بأشكالها المتباينة أفضل نظام سياسي أنتجه العقل البشري، وهي حتمية سياسية، برأيي، ولكن هذا النظام ليس بلا عيوب، وأهم مثالبه الشعبوية التي قد تنحى لاتجاهات خطيرة، وتنتج قيادات تطيح بالديمقراطية وقيمها، من مثالبه أيضا، الاستكانة وعدم الاستمرار بحمايته من خلال منظومة قيم وثقافة تعددية مدنية تكون حامي الديمقراطية والضامن لاستمرارها.
تعزيز الثقافة المدنية التعددية الديمقراطية شرط لوجود واستمرار الديمقراطية، وهذا تحد كبير وأولوية على الساعين للديمقراطية الانتباه لها.
لم يفز الحزب الديمقراطي بالمعنى الانتخابي الحاسم، والنجاح هذه المرة لم يكن الفوز بالانتخابات، بل وقف سيل المد الأحمر الذي كان متوقعا أن يكتسح الانتخابات.
الناخبون الأميركيون قالوا لا لترامب ولا أنصاره ولا أفكاره ولا تضليله ولا شعبويته، أوقفوا العبث بديمقراطيتهم، وصوتوا لصالح منظومة التعددية وحماية قيم الديمقراطية الأميركية.
لقد كانت الانتخابات استفتاء على حماية الديمقراطية من المتغولين عليها، نتائجها تؤشر على أن المؤسسية الديمقراطية الأميركية والنظام الانتخابي يعملان ويحميان جوهر التعددية وتبادل السلطة اللذين يعدان ركنين أساسيين لأي نظام ديمقراطي.
نصر حماة الديمقراطية الأميركية أمام الشعبوية لم يكن كاسحا نهائيا، فالنزاع الأزلي بين الديمقراطية وسرطانها الشعبوي ما يزال محتدما، وإن كانت المعركة الأخيرة أخفقت فيها الشعبوية، فالحرب ما تزال مستمرة مستعرة.
السلاح الأهم لتعزيز الديمقراطية وحمايتها هو نشر ثقافة التعددية وقيم الديمقراطية، التي تعرف أنها الثقافة المدنية المختلطة، التي تحمي تداول السلطة وحقوق الأقليات والتعددية السياسية ودولة القانون.
دول ديمقراطية كثيرة أهملت تعزيز وتقوية الثقافة المدنية، راكنة أن نظامها مستقر راسخ، فكانت النتيجة فوز الشعبوية واستبدادها على الديمقراطية.
أشهر مثال على ذلك ألمانيا، التي فاز فيها النازيون بالانتخابات بالاستناد لخطاب شعبوي. بعدها أصبحت ألمانيا حريصة جدا على تعزيز الثقافة المدنية الديمقراطية، وكل حزب فيها لديه ذراع ثقافية فاعلة تحمي الثقافة المدنية الديمقراطية.
هناك أمثلة على ذلك في أميركا وهي ناجحة، مثل المعهد الوطني الديمقراطي والمعهد الجمهوري الدولي، وهما ذراعا الحزب الديمقراطي والجمهوري، ولكن واضح أن ثمة حاجة لجهود مضاعفة في هذا الاتجاه بعد الترامبية، التي بالمناسبة حتى الجمهوريون الحقيقيون يدركون خطورتها.
المستقبل للوسط السياسي، هذا ما تقوله نتائج الانتخابات الأميركية. لم ينتصر اليمين الشعبوي الترامبي، ولم ينتصر اليسار الراديكالي المعزول.
الغالبية من الهيئة الناخبة انحازت للوسط، الذي لا يريد تشددا من أي نوع، وإنما سياسات برامجية تحسن أحوال الناس. أهمية الوسط السياسي تتنامى في كل دول العالم التي تمارس حق الانتخاب، لأن ذلك هو الطريق الأكثر إقناعا للتعامل مع التحديات.
انتخاباتنا المقبلة نحن بالأردن متوقع أن ينحاز الناس فيها للوسط، فقد سئموا إيديولوجيات لا تسمن ولا تغني من جوع، وضاقوا ذرعا بتنظير إنشائي لا يقدم حلولا. الناس يريدون برامج وسياسات تتنافس.
الديمقراطية بأشكالها المتباينة أفضل نظام سياسي أنتجه العقل البشري، وهي حتمية سياسية، برأيي، ولكن هذا النظام ليس بلا عيوب، وأهم مثالبه الشعبوية التي قد تنحى لاتجاهات خطيرة، وتنتج قيادات تطيح بالديمقراطية وقيمها، من مثالبه أيضا، الاستكانة وعدم الاستمرار بحمايته من خلال منظومة قيم وثقافة تعددية مدنية تكون حامي الديمقراطية والضامن لاستمرارها.
تعزيز الثقافة المدنية التعددية الديمقراطية شرط لوجود واستمرار الديمقراطية، وهذا تحد كبير وأولوية على الساعين للديمقراطية الانتباه لها.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي