الرأي الآخر مفهوم له وقع ديمقراطي نستخدمه لوصف حالة التعددية التي نعيشها ومع ذلك من الصعب ان تجد لهذا المفهوم مكانا في القرارات التي نتخذها. الروح الفردية تسيطر على طريقة التفكير والشعور والتصرف العربية بالرغم من التظاهر بالتعددية، المساحات والمنابر المتاحة للتعبير والتغريد والنقد مظاهر مضللة يمكن ان تقود الملاحظ للاعتقاد بوجود حوار ومشاركة في صناعة القرار.اضافة اعلان
في الكثير من بلداننا ومجتمعاتنا يتحدث الناس في اشياء كثيرة ويدلي اصحاب الرأي والخبراء بأفكارهم ومقترحاتهم حول ما يجري وما ينبغي ان يتخذ من قرارات ومع ذلك لا يهتم من بأيديهم السلطة لما يقال، ويجري تصنيف الكثير منه على انه تشويش وشغب لا يستحق الاهتمام او التفكير.في حالات اخرى يجري ترتيب لقاءات تشاورية وحوارية دون تحديد أوجه واشكال معالجة المخرجات والافادة منها.
العديد من المجالس المنتخبة تعطل الصلاحيات والسلطات التي تملكها خشية الاختلاف مع الحكومة او السلطات التنفيذية المركزية او المحلية فتنشغل بكتابة المذكرات والبيانات للتعبير عن مواقفها اعلاميا عوضا عن تفعيل سلطتها في الرفض والتشريع او الاقتراح. حالة المجالس المنتخبة يمكن ان تجدها في المدارس والجامعات ولجان الادارة التي سرعان ما تتحول الى اجسام أحادية القطب وغير قادرة على الافادة من التنوع الذي قد يغني قراراتها ومسيرتها.
ايا كان الضجيج الذي نسمعه في الاجتماعات والمؤتمرات وعبر الشاشات والصحف والمواقع فإن ما يدخل ماكنة القرار ويؤثر على نوعيته محدود جدا إن لم يكن معدوما. في بلادنا ما يزال التشاور والحوار وتبادل الرأي محصورا في تفاعلات شكلية يصعب ان تجد لها آليات تصب في عمليات صناعة القرار على اي مستوى من المستويات.
في الانتخابات النيابية تتفجر المشاجرات وتنقسم القرى والبلدات والمناطق الى واجهات عشائرية على اسس القرابة والجهة والانتماء ولا يرى المرشحون في منافسيهم غير الخصوم. ولا تتوقف حالة التضاد عند الانتخابات بل تنتقل الى الميادين والمجالات الاخرى حيث ينقسم الموظفون والسكان والاهالي في كل مؤسسة او بناء او تنظيم وبلدة الى قسمين الاول يؤيد الوضع القائم والاخر ينتقد المجموعة القائمة على الادارة او المؤسسة سرا او علانية.
لتجنب الصدام مع من يملكون سلطة القرار يلجأ الكثير من الاشخاص الى المسايرة ويتفنون فيها.. اينما تذهب يخاطبك الاردني “اهلا سيدي” و “كيفك سيدي ” ويحاول الجميع التحلي بأخلاق فيها من اللطف والتصنع الكثير. اعرف العديد من الشخصيات الذين تقدموا في مواقع الادارة والسياسة باستخدام جملتين الاولى ” نعم صحيح ” يستخدمونها للتأكيد على صحة كل ما يقوله من هم في مواقع المسؤولية والثانية “لا يا أخي ما بصير” في التعليق على كل ما يقوم به المرؤوسون.
اختزال المواقف بهذه الحرفية يمكن الكثير من الناس من التقدم بسرعة ليصبح مناسبا لكل المراحل. العديد من العاملين في المؤسسات يطورون مناهج لا تختلف كثيرا مع الاساليب الارضائية التي تمكن الافراد من التكيف وتسهل هيمنة البعض على المؤسسات والمواقف. من بين الجمل الاكثر شيوعا في الحوارات الشكلية التي تجري من وقت لآخر عبارة” اسمح لي أن أختلف معاك”. في كل مرة أسمع هذه العبارة أشعر اني امام مشهد تمثيلي فيه الكثير من النفاق فالاختلاف لا يحتاج إلى اذن او رخصة من احد.
في الكثير من بلداننا ومجتمعاتنا يتحدث الناس في اشياء كثيرة ويدلي اصحاب الرأي والخبراء بأفكارهم ومقترحاتهم حول ما يجري وما ينبغي ان يتخذ من قرارات ومع ذلك لا يهتم من بأيديهم السلطة لما يقال، ويجري تصنيف الكثير منه على انه تشويش وشغب لا يستحق الاهتمام او التفكير.في حالات اخرى يجري ترتيب لقاءات تشاورية وحوارية دون تحديد أوجه واشكال معالجة المخرجات والافادة منها.
العديد من المجالس المنتخبة تعطل الصلاحيات والسلطات التي تملكها خشية الاختلاف مع الحكومة او السلطات التنفيذية المركزية او المحلية فتنشغل بكتابة المذكرات والبيانات للتعبير عن مواقفها اعلاميا عوضا عن تفعيل سلطتها في الرفض والتشريع او الاقتراح. حالة المجالس المنتخبة يمكن ان تجدها في المدارس والجامعات ولجان الادارة التي سرعان ما تتحول الى اجسام أحادية القطب وغير قادرة على الافادة من التنوع الذي قد يغني قراراتها ومسيرتها.
ايا كان الضجيج الذي نسمعه في الاجتماعات والمؤتمرات وعبر الشاشات والصحف والمواقع فإن ما يدخل ماكنة القرار ويؤثر على نوعيته محدود جدا إن لم يكن معدوما. في بلادنا ما يزال التشاور والحوار وتبادل الرأي محصورا في تفاعلات شكلية يصعب ان تجد لها آليات تصب في عمليات صناعة القرار على اي مستوى من المستويات.
في الانتخابات النيابية تتفجر المشاجرات وتنقسم القرى والبلدات والمناطق الى واجهات عشائرية على اسس القرابة والجهة والانتماء ولا يرى المرشحون في منافسيهم غير الخصوم. ولا تتوقف حالة التضاد عند الانتخابات بل تنتقل الى الميادين والمجالات الاخرى حيث ينقسم الموظفون والسكان والاهالي في كل مؤسسة او بناء او تنظيم وبلدة الى قسمين الاول يؤيد الوضع القائم والاخر ينتقد المجموعة القائمة على الادارة او المؤسسة سرا او علانية.
لتجنب الصدام مع من يملكون سلطة القرار يلجأ الكثير من الاشخاص الى المسايرة ويتفنون فيها.. اينما تذهب يخاطبك الاردني “اهلا سيدي” و “كيفك سيدي ” ويحاول الجميع التحلي بأخلاق فيها من اللطف والتصنع الكثير. اعرف العديد من الشخصيات الذين تقدموا في مواقع الادارة والسياسة باستخدام جملتين الاولى ” نعم صحيح ” يستخدمونها للتأكيد على صحة كل ما يقوله من هم في مواقع المسؤولية والثانية “لا يا أخي ما بصير” في التعليق على كل ما يقوم به المرؤوسون.
اختزال المواقف بهذه الحرفية يمكن الكثير من الناس من التقدم بسرعة ليصبح مناسبا لكل المراحل. العديد من العاملين في المؤسسات يطورون مناهج لا تختلف كثيرا مع الاساليب الارضائية التي تمكن الافراد من التكيف وتسهل هيمنة البعض على المؤسسات والمواقف. من بين الجمل الاكثر شيوعا في الحوارات الشكلية التي تجري من وقت لآخر عبارة” اسمح لي أن أختلف معاك”. في كل مرة أسمع هذه العبارة أشعر اني امام مشهد تمثيلي فيه الكثير من النفاق فالاختلاف لا يحتاج إلى اذن او رخصة من احد.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي