نشرت جريدة الغد عنوانا رئيسا على صدر صفحتها الأولى “النفط.. هل تأتي البشرى من السرحان والأزرق”، في إشارة إلى معلومات مبشرة عن اكتشاف النفط بما يكفي الأردن، وربما يكون واعدا بكميات تجارية.اضافة اعلان
أعدت نشر “مانشيت” الغد، وعلقت ساخرا أن أسعار البنزين ستصبح عندنا أرخص من دول الخليج، فنعيش حالة الرفاه، وقلت “أجمل الأيام لم تأتِ بعد”، وهو الشعار الذي يُركز عليه رئيس الحكومة، بشر الخصاونة.
طبعا الأمر لا يتعلق بصدقية هذه المعلومات، ونتمنى أن تصدق لأن ذلك ينقذ البلاد من أزمة اقتصادية صعبة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، وتفاقم أزمة الطاقة، وما صدمني حجم التعليقات اليائسة من التغيير، والتي تكذب الحكومة، ولا تثق بها، أو بوعودها.
وأعاد المعلقون على صفحتي على الفيسبوك نشر مانشيتات قديمة لصحف تقول إن عام 1984 عام النفط في الأردن، وذهب آخرون للاتكاء على نظرية المؤامرة التي تمنع الأردن من استغلال النفط المخزن في أراضيه، وبعضهم استرجع ساخرا صورة للأردنيين بعد اكتشاف النفط وهو يلبسون “دشاديش” على غرار الخليجين، وهناك من قال لو تدفق النفط أنهارا، فإن الحكومة لن تستخدمه، وجيب المواطن الأردني أهم، وأفضل من أي نفط وغاز.
بالتأكيد لم أعرض ما يكتبه الناس لأنني أؤمن به، ولو وجدت الحكومة النفط فإنه فرج لها من علم الغيب، ولكن ما نشر يؤشر على رؤى، وموقف الناس، وقطيعة الشارع مع الحكومة، وانعدام الثقة.
لم أفاجأ بهذه التوجهات، فقبل ذلك قيل لهم عندنا يورانيوم يكفي لإضاءة الأردن لعقود، وصخر زيتي يُشكل ثروة لا تقدر، وكل هذا الكلام لم ينعكس على حياتهم، وكان أقرب لفقاعات الهواء.
أطلقت في الأردن الرؤية الاقتصادية، وفي السياق النظري فيها توصيف للأزمات، وخريطة طريق للحلول، وهي تهدف إلى جلب الازدهار للبلاد، وتحسين حياة الناس.
كنت أريد أن احتفي مع الجميع بهذه الوثيقة المهمة، وأن أتفاءل بالخروج من النفق، ولكن الحكومة تُصر أن تبقينا أسرى للإحباط حين تبشرنا بعد أيام من إطلاقها برفع متتابع لأسعار المشتقات النفطية قبل نهاية العام، وتسود المخاوف من ارتفاع على المواد الغذائية.
ربما قيل للحكومة بعد كلامها أنكم تقطعون الطريق على رؤية الإصلاح الاقتصادي حين تتحدثون عن الصعاب القادمة، فعادوا لتسريب معلومات عن أخبار مفرحة مثل النفط المكتشف، وبناء الصوامع الجديدة لتطمئن الناس إلى كفاية احتياطنا من القمح، ولكن الناس تُعاين كل ذلك على أنها إبر تخدير ليس أكثر.
طالعت رؤية التحديث الاقتصادي، وأعجبتني الرغبة بزيادة دخل الأردنيين والأردنيات 3 % كل عام، وتوفير مليون فرصة عمل في العقد القادم للشباب والشابات، وتحسين وضعنا في المؤشرات الدولية لتصبح متقدمة، ومنافسة.
كل ما قيل، وشُخص، واعد، وملهم، ومشكلتنا في التنفيذ، وتحويل الأقوال إلى أفعال، فالمجتمع تعب من الوعود البراقة التي لم يجنِ منها شيئا.
بحذر استقبل الناس رؤية التحديث الاقتصادي ليس لأنهم يختلفون معها، ولكنهم جربوا من قبل مبادرات كانت حينها خلابة، وحفظت بعد أشهر، أو سنوات في الأدراج، رغم كل قصائد المديح التي قيلت بها.
وقبل أشهر انتظروا لجنة التحديث السياسي ونتائجها على أرض الواقع، فكانت أولى ثمارها اعتقالات تنسف مرتكزات الإصلاح السياسي، وتخرج به عن السكة.
يدعو الأردنيون ليل نهار أن تمر هذه الأزمات بردا وسلاما على بلادهم، فهم أكثر من يخاف عليها، ويريدون أن تظل بأمان في إقليم يشتعل بالحرائق، ولكنهم يتمنون حكومات تأتيهم بحلول خلاقة غير الجباية، والاستهتار بحقوقهم، والعصف بها.
أعدت نشر “مانشيت” الغد، وعلقت ساخرا أن أسعار البنزين ستصبح عندنا أرخص من دول الخليج، فنعيش حالة الرفاه، وقلت “أجمل الأيام لم تأتِ بعد”، وهو الشعار الذي يُركز عليه رئيس الحكومة، بشر الخصاونة.
طبعا الأمر لا يتعلق بصدقية هذه المعلومات، ونتمنى أن تصدق لأن ذلك ينقذ البلاد من أزمة اقتصادية صعبة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، وتفاقم أزمة الطاقة، وما صدمني حجم التعليقات اليائسة من التغيير، والتي تكذب الحكومة، ولا تثق بها، أو بوعودها.
وأعاد المعلقون على صفحتي على الفيسبوك نشر مانشيتات قديمة لصحف تقول إن عام 1984 عام النفط في الأردن، وذهب آخرون للاتكاء على نظرية المؤامرة التي تمنع الأردن من استغلال النفط المخزن في أراضيه، وبعضهم استرجع ساخرا صورة للأردنيين بعد اكتشاف النفط وهو يلبسون “دشاديش” على غرار الخليجين، وهناك من قال لو تدفق النفط أنهارا، فإن الحكومة لن تستخدمه، وجيب المواطن الأردني أهم، وأفضل من أي نفط وغاز.
بالتأكيد لم أعرض ما يكتبه الناس لأنني أؤمن به، ولو وجدت الحكومة النفط فإنه فرج لها من علم الغيب، ولكن ما نشر يؤشر على رؤى، وموقف الناس، وقطيعة الشارع مع الحكومة، وانعدام الثقة.
لم أفاجأ بهذه التوجهات، فقبل ذلك قيل لهم عندنا يورانيوم يكفي لإضاءة الأردن لعقود، وصخر زيتي يُشكل ثروة لا تقدر، وكل هذا الكلام لم ينعكس على حياتهم، وكان أقرب لفقاعات الهواء.
أطلقت في الأردن الرؤية الاقتصادية، وفي السياق النظري فيها توصيف للأزمات، وخريطة طريق للحلول، وهي تهدف إلى جلب الازدهار للبلاد، وتحسين حياة الناس.
كنت أريد أن احتفي مع الجميع بهذه الوثيقة المهمة، وأن أتفاءل بالخروج من النفق، ولكن الحكومة تُصر أن تبقينا أسرى للإحباط حين تبشرنا بعد أيام من إطلاقها برفع متتابع لأسعار المشتقات النفطية قبل نهاية العام، وتسود المخاوف من ارتفاع على المواد الغذائية.
ربما قيل للحكومة بعد كلامها أنكم تقطعون الطريق على رؤية الإصلاح الاقتصادي حين تتحدثون عن الصعاب القادمة، فعادوا لتسريب معلومات عن أخبار مفرحة مثل النفط المكتشف، وبناء الصوامع الجديدة لتطمئن الناس إلى كفاية احتياطنا من القمح، ولكن الناس تُعاين كل ذلك على أنها إبر تخدير ليس أكثر.
طالعت رؤية التحديث الاقتصادي، وأعجبتني الرغبة بزيادة دخل الأردنيين والأردنيات 3 % كل عام، وتوفير مليون فرصة عمل في العقد القادم للشباب والشابات، وتحسين وضعنا في المؤشرات الدولية لتصبح متقدمة، ومنافسة.
كل ما قيل، وشُخص، واعد، وملهم، ومشكلتنا في التنفيذ، وتحويل الأقوال إلى أفعال، فالمجتمع تعب من الوعود البراقة التي لم يجنِ منها شيئا.
بحذر استقبل الناس رؤية التحديث الاقتصادي ليس لأنهم يختلفون معها، ولكنهم جربوا من قبل مبادرات كانت حينها خلابة، وحفظت بعد أشهر، أو سنوات في الأدراج، رغم كل قصائد المديح التي قيلت بها.
وقبل أشهر انتظروا لجنة التحديث السياسي ونتائجها على أرض الواقع، فكانت أولى ثمارها اعتقالات تنسف مرتكزات الإصلاح السياسي، وتخرج به عن السكة.
يدعو الأردنيون ليل نهار أن تمر هذه الأزمات بردا وسلاما على بلادهم، فهم أكثر من يخاف عليها، ويريدون أن تظل بأمان في إقليم يشتعل بالحرائق، ولكنهم يتمنون حكومات تأتيهم بحلول خلاقة غير الجباية، والاستهتار بحقوقهم، والعصف بها.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي