لا يكاد يمضي يوم دون ان نسمع من يؤكد على أن الوظائف والمواقع التي يحتلونها والطريقة التي ينظرون بها لمراكزهم هي”تكليف لا تشريف”. في هذه الاشارة تذكير بأن الأدوار والاعمال التي نقوم بها والمراكز التي نحتلها قد تأتي لنا على إحدى هيئتين. الأولى تكليف أي أن المجتمع أو الجهة المخولة أسندت هذا الدور لشخص أو لأشخاص وهي على أتم ثقة بقدرتهم وكفاءتهم ونزاهتهم في حين ان التشريف اشارة الى حصول الفرد على الموقع كمكافأة أو اسناد شرفي دون ارتباطه بتوقعات وإنجازات كتلك التي يقدمها المكلفون.اضافة اعلان
المراتب والرتب والالقاب والرموز والأوسمة والميداليات وجميع ما يتعلق بها من طقوس واشارات والوان أمور تم انتاجها والتوافق عليها كجزء من ثقافة الطبقات الارستقراطية في محاولة لخلق نظام تراتبي داخل طبقة حاكمة يتساوى افرادها في الجاه والمكانة والامتيازات.
حتى اليوم وبالرغم من انتهاء عصر الاقطاع ودخول العالم الى العصر الرقمي وما بعد الصناعة ألا تجد هيمنة واسعة لأدبيات ماقبل النهضة على الالقاب والرتب والأوسمة . ففي معظم الدول الاوروبية يعتبر “وسام الفارس” من اعلى الدرجات التي تمنح لمستحقيها.
الثقافة الارستقراطية الاوروبية تسللت الى المؤسسات الحديثة على هيئة سيوف ودروع وشهادات تقدير لتصبح مظهرا مهما وبارزا من مظاهر الافتتاح والتخريج في كل مؤسسة من المؤسسات.
الجامعات والوزارات والبلديات والمدارس تستخدم في كل عام آلاف الدروع والجوائز التي تفتقر الى الدلالة والرمزية.
في زمن الحروب كان للسيوف والدروع رمزية عالية فهي تمنح للرجال والقادة والفرسان الذين اظهروا بطولات وشجاعة استثنائية وحققوا انتصارات مهمة ادت الى توسيع ممالك شعوبهم أو اختراق حصون واسوار مدن الأعداء.
اليوم لا أستطيع ان افهم المعنى أو الدلالة من منح الدرع لطفل أو لسيدة أجادت اعداد طبق أو اعدت كمية من المخللات وما القيمة أو الحافز الذي يحمله الدرع بالنسبة لها. في تاريخ المدارس الأردنية كانت المسابقات تنتهي بمنح الفائز قلما ثمينا أو مجموعة من الكتب التي تشير الى ارتباط المكافأة بنوع العمل.
الكثير من الشهادات والجوائز وشارات التقدير التي تعطى للأشخاص هذه الأيام تأتي من جهات ومؤسسات لا تملك القدرة والمكانة التي تجعل للشهادات والجوائز والاشارات معنى وقيمة يمكن الاعتداد بها واعتبارها جزءا من المؤهلات والوثائق التي تشير الى كفاءة وتأهيل وقدرة من حصل عليها.
في الاردن اليوم أصبحت الدروع والسيوف والهدايا التذكارية سلعا رائجة تقبل لجان العطاءات على شراء المئات ان لم يكن الآلاف منها دون تفكير أو توقف عند معنى ودلالات هذه الممارسة. في كل مرة اشارك فيها في مؤتمر أو ندوة أو محاضرة تأتي فقرة تسليم الهدايا والدروع التي يحرص المنظمون على الاعداد والتنسيق لها باعتبارها البعد البروتوكولي الاهم والطقس الذي يوفر الفرص لالتقاط الصور وشكر الرعاة وصياغة الاخبار التي تهم المؤسسة وتشهر أركانها.
الإسراف والتوسع في توزيع الدروع والميداليات والهدايا يفقد التكريم معانيه وغاياته. ففي كثير من المناسبات يطغى الجانب الاحتفالي على بقية الانشطة والفعاليات وتعطى الهدايا لأشخاص لا مساهمة فعلية لهم ناهيك عن ان افتقار الهدايا والدروع الى اي رمزية تضفيها الجهة المانحة على هديتها أو تكريمها.
ما الذي يمنع من ان تبتدع القطاعات هدايا رمزية وذات دلالة فيتلقى الطلبة كتبا وتتلقى النساء جوائز أو ميداليات ترتبط بالنشاط بدلا من الدروع والسيوف والأوسمة التي لا تناسب النشاط ولا ترتبط به.
المراتب والرتب والالقاب والرموز والأوسمة والميداليات وجميع ما يتعلق بها من طقوس واشارات والوان أمور تم انتاجها والتوافق عليها كجزء من ثقافة الطبقات الارستقراطية في محاولة لخلق نظام تراتبي داخل طبقة حاكمة يتساوى افرادها في الجاه والمكانة والامتيازات.
حتى اليوم وبالرغم من انتهاء عصر الاقطاع ودخول العالم الى العصر الرقمي وما بعد الصناعة ألا تجد هيمنة واسعة لأدبيات ماقبل النهضة على الالقاب والرتب والأوسمة . ففي معظم الدول الاوروبية يعتبر “وسام الفارس” من اعلى الدرجات التي تمنح لمستحقيها.
الثقافة الارستقراطية الاوروبية تسللت الى المؤسسات الحديثة على هيئة سيوف ودروع وشهادات تقدير لتصبح مظهرا مهما وبارزا من مظاهر الافتتاح والتخريج في كل مؤسسة من المؤسسات.
الجامعات والوزارات والبلديات والمدارس تستخدم في كل عام آلاف الدروع والجوائز التي تفتقر الى الدلالة والرمزية.
في زمن الحروب كان للسيوف والدروع رمزية عالية فهي تمنح للرجال والقادة والفرسان الذين اظهروا بطولات وشجاعة استثنائية وحققوا انتصارات مهمة ادت الى توسيع ممالك شعوبهم أو اختراق حصون واسوار مدن الأعداء.
اليوم لا أستطيع ان افهم المعنى أو الدلالة من منح الدرع لطفل أو لسيدة أجادت اعداد طبق أو اعدت كمية من المخللات وما القيمة أو الحافز الذي يحمله الدرع بالنسبة لها. في تاريخ المدارس الأردنية كانت المسابقات تنتهي بمنح الفائز قلما ثمينا أو مجموعة من الكتب التي تشير الى ارتباط المكافأة بنوع العمل.
الكثير من الشهادات والجوائز وشارات التقدير التي تعطى للأشخاص هذه الأيام تأتي من جهات ومؤسسات لا تملك القدرة والمكانة التي تجعل للشهادات والجوائز والاشارات معنى وقيمة يمكن الاعتداد بها واعتبارها جزءا من المؤهلات والوثائق التي تشير الى كفاءة وتأهيل وقدرة من حصل عليها.
في الاردن اليوم أصبحت الدروع والسيوف والهدايا التذكارية سلعا رائجة تقبل لجان العطاءات على شراء المئات ان لم يكن الآلاف منها دون تفكير أو توقف عند معنى ودلالات هذه الممارسة. في كل مرة اشارك فيها في مؤتمر أو ندوة أو محاضرة تأتي فقرة تسليم الهدايا والدروع التي يحرص المنظمون على الاعداد والتنسيق لها باعتبارها البعد البروتوكولي الاهم والطقس الذي يوفر الفرص لالتقاط الصور وشكر الرعاة وصياغة الاخبار التي تهم المؤسسة وتشهر أركانها.
الإسراف والتوسع في توزيع الدروع والميداليات والهدايا يفقد التكريم معانيه وغاياته. ففي كثير من المناسبات يطغى الجانب الاحتفالي على بقية الانشطة والفعاليات وتعطى الهدايا لأشخاص لا مساهمة فعلية لهم ناهيك عن ان افتقار الهدايا والدروع الى اي رمزية تضفيها الجهة المانحة على هديتها أو تكريمها.
ما الذي يمنع من ان تبتدع القطاعات هدايا رمزية وذات دلالة فيتلقى الطلبة كتبا وتتلقى النساء جوائز أو ميداليات ترتبط بالنشاط بدلا من الدروع والسيوف والأوسمة التي لا تناسب النشاط ولا ترتبط به.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي