لا أحد سيناقش أو يعترض، لو قمنا بمقارنة سريعة بين قوتين كبيريين كأمريكا والصين، ومدى نفوذهما وتأثيرهما في الحياة على الكوكب، فأمريكا تفرض رأيها على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاما، وتشعل الحروب والصراعات وتحتفظ بخيوطها وتتحكم بنهاياتها ومآلاتها، وتتوسع بالسيطرة على الموارد حول العالم، وكذلك بالنسبة للاقتصاد والاستهلاك العالمي لصناعاتها وكل منتجاتها، ولم تكن لتحقق ما حققته لولا القوة العسكرية، والتحكم بأسواق السلاح وتفرض رأيها السياسي.. بينما الصين التي كانت ضعيفة وممزقة في اعقاب الحرب العالمية، بلغت هذه الدرجة من النفوذ والقوة الاقتصادية والعسكرية دون أن تطلق طلقة واحدة ! وفي هذه المقارنة البسيطة تكمن الفروق الجذرية بين القوتين.اضافة اعلان
بكلام انفعالي يمكننا أن نتمنى أن تتحقق مصالح منطقتنا العربية وأن تنتصر قضاياها، حتى لو اشتعل العالم خارجها بالحرائق والحروب، لكنها أمنية انفعالية عاطفية ليست موضوعية ولا منطقية، سيما ونحن الحلقة الأضعف والأفقر والأقل انتاجا والأكثر استهلاكا لمنتجات السوقين (الأمريكية والصينية).. فالسؤال الأكثر جدارة بالإجابة بالنسبة لنا: ما هو مصير منطقتنا ان اشتعلت الحرب الجديدة؟ وهل سيكون شكل هذه الحرب وآثارها عسكرية دموية كما في أوكرانيا، أم أنها ستنعكس اقتصاديا على منطقتنا وعلى كل العالم، ليعاني المزيد من الجوع وندرة الغذاء وارتفاع كلفة الانتاج والتصنيع؟.
الصراع الجديد الخطر في الشرق، تقوده أمريكا بشكل أكثر وضوحا مقارنة بدورها في صراعها مع روسيا بأوكرانيا وشرق أوروبا، وتعاني اوروبا من نتائجه أكثر مما تعانيه أمريكا، لكن فتيل الصراع مع الصين أكثر خطورة وتأثيرا، وتقف امريكا فيه كطرف رئيسي، ومنطقته هي تايوان، الجهاز بل الدماغ التصنيعي التكنولوجي الأكثر أهمية وحساسية في العالم، فتايوان هي الأولى في تصنيع الميكرو شيبس المستخدمة في كمبيوترات العالم كله، فهي بمعنى الكلمة التي تزود الآلة الانتاجية والتصنيعية وآلة السيطرة والتحكم التكنولوجي بما تحتاجه من الصناعات الميكروية التي تعتمد أشباه الموصلات، ومنتجاتها هي الأقوى والأكثر رواجا، وتوقف انتاجها من تايوان، يعني شللا واضطرابا في أجزاء كبيرة وقطاعات كثيرة حول العالم، وهذا أول دليل على صدق التصريحات الصينية بأن أمريكا تلعب بالنار وهي ستحترق بها، ويقولها الصينيون تحذيرا لأمريكا ومصالحها، بينما لم تذكر حجم وقوة مثل هذه النار على الدول والشعوب الأخرى، التي لا تشترك في هذه الحرب، ولا دور لها فيها أو مجرد رأي، فهي الدول التي ستحترق أكثر بنتائجها، وستعاني أزمات أكثر بكثير مما تعانيه جراء الحرب المشتعلة في أوكرانيا.
الحرب اشتعلت فعلا بين الصين وأمريكا، وهي ليست تقليدية كغيرها، بل هي حرب وصراع (اكثر فخامة)، فأدواته ليست أسلحة عسكرية، ولا قنابل أو تفجيرات، حتى وإن سمعنا عنها قصصا وتحذيرات وأحاديث، فهي مجرد أداة بسيطة في هذا الصراع الذي يتصاعد ويشتد يوما بعد يوم، هذا صراع كبير بين كبار، لا ذكر فيه أو مراعاة للآخرين الضعفاء الذين ستقتلهم آثاره ونيرانه الاقتصادية، ودون أن يتعرضوا لقذيفة أو طلقة واحدة.. سيموتون جوعا.
هذا صراع لن تتمكن أمريكا من إدارته على أسلوبها المعروف، وسيخرج عن سيطرتها إن اندلع مع المارد الصيني العجيب.
بكلام انفعالي يمكننا أن نتمنى أن تتحقق مصالح منطقتنا العربية وأن تنتصر قضاياها، حتى لو اشتعل العالم خارجها بالحرائق والحروب، لكنها أمنية انفعالية عاطفية ليست موضوعية ولا منطقية، سيما ونحن الحلقة الأضعف والأفقر والأقل انتاجا والأكثر استهلاكا لمنتجات السوقين (الأمريكية والصينية).. فالسؤال الأكثر جدارة بالإجابة بالنسبة لنا: ما هو مصير منطقتنا ان اشتعلت الحرب الجديدة؟ وهل سيكون شكل هذه الحرب وآثارها عسكرية دموية كما في أوكرانيا، أم أنها ستنعكس اقتصاديا على منطقتنا وعلى كل العالم، ليعاني المزيد من الجوع وندرة الغذاء وارتفاع كلفة الانتاج والتصنيع؟.
الصراع الجديد الخطر في الشرق، تقوده أمريكا بشكل أكثر وضوحا مقارنة بدورها في صراعها مع روسيا بأوكرانيا وشرق أوروبا، وتعاني اوروبا من نتائجه أكثر مما تعانيه أمريكا، لكن فتيل الصراع مع الصين أكثر خطورة وتأثيرا، وتقف امريكا فيه كطرف رئيسي، ومنطقته هي تايوان، الجهاز بل الدماغ التصنيعي التكنولوجي الأكثر أهمية وحساسية في العالم، فتايوان هي الأولى في تصنيع الميكرو شيبس المستخدمة في كمبيوترات العالم كله، فهي بمعنى الكلمة التي تزود الآلة الانتاجية والتصنيعية وآلة السيطرة والتحكم التكنولوجي بما تحتاجه من الصناعات الميكروية التي تعتمد أشباه الموصلات، ومنتجاتها هي الأقوى والأكثر رواجا، وتوقف انتاجها من تايوان، يعني شللا واضطرابا في أجزاء كبيرة وقطاعات كثيرة حول العالم، وهذا أول دليل على صدق التصريحات الصينية بأن أمريكا تلعب بالنار وهي ستحترق بها، ويقولها الصينيون تحذيرا لأمريكا ومصالحها، بينما لم تذكر حجم وقوة مثل هذه النار على الدول والشعوب الأخرى، التي لا تشترك في هذه الحرب، ولا دور لها فيها أو مجرد رأي، فهي الدول التي ستحترق أكثر بنتائجها، وستعاني أزمات أكثر بكثير مما تعانيه جراء الحرب المشتعلة في أوكرانيا.
الحرب اشتعلت فعلا بين الصين وأمريكا، وهي ليست تقليدية كغيرها، بل هي حرب وصراع (اكثر فخامة)، فأدواته ليست أسلحة عسكرية، ولا قنابل أو تفجيرات، حتى وإن سمعنا عنها قصصا وتحذيرات وأحاديث، فهي مجرد أداة بسيطة في هذا الصراع الذي يتصاعد ويشتد يوما بعد يوم، هذا صراع كبير بين كبار، لا ذكر فيه أو مراعاة للآخرين الضعفاء الذين ستقتلهم آثاره ونيرانه الاقتصادية، ودون أن يتعرضوا لقذيفة أو طلقة واحدة.. سيموتون جوعا.
هذا صراع لن تتمكن أمريكا من إدارته على أسلوبها المعروف، وسيخرج عن سيطرتها إن اندلع مع المارد الصيني العجيب.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي