الوكيل الإخباري- لم يعد مفهوم التنمية المستدامة مقتصراً على النمو الاقتصادي ، وإنما أصبح يقصد به «التنمية البشرية» وبدأ يأخذ بُعداً أكثر شمولية وترابطاً بالانتقال من رأس المال البشري إلى رأس المال الاجتماعي، وصولاً إلى التنمية الإنسانية الشاملة وهو ما اصطلح عليه ب (التنمية المستدامة).
ان أغلب نصوص واعمال الدراما من مسلسلات وأفلام حصرت المرأة في صورة نمطيّة سلبية فلم تبرز إمكاناتها الكبيرة ولم تعكس دورها كشريكة في التنمية . بل قدمت صورة غير متوازنة عن حياة النساء وخبراتهنّ، وإنجازاتهنّ المتنوعة في المجتمع . كما وتُركّز بعض وسائل الإعلام على دور النساء في الاهتمام بمظهرهن فقط دون مسؤولياتهن العظيمة تجاه المجتمع ، وقد يكون هدف اظهار الجمال الخارجي للمرأة لأغراض التسويق والانتشار وتحقيق الربح المادي وجذب المشاهدين لهذه الاعمال. و تستفيض بعض الأعمال بتجذير الصور النمطية للمرأة وتعرضها للظلم والعنف والبقاء في دور الضحية و تقديم صورة منقوصة لها متعارضة مع مصالحها ومصالح المجتمع بشكل عام . قلة فقط من الأعمال تحاول إحداث تغيير حقيقي في المنظومة المجتمعية.
الدراما لها قدرة كبيرة على الانتشار السريع وترك الأثر في نفوس الجماهير وممكن استخدامها لخدمة أهداف التنمية المستدامة فيما يخص تمكين المرأة . لذا اعتقد أنه من المهم اتخاذ خطوات تساعد في انصاف المرأة وصورتها الحقيقية عن طريق:
- رسم ووضع سياسات توضح الطريق لشركات الانتاج والمحطات الفضائية و وسائل الإعلام بإدخال سياسات وقواعد تُساهم في إظهار الصورة الحقيقية والواقعية للمرأة، حتى تُستغل أدوات الدراما الفاعلة في تغيير السلوكيات والمعتقدات المجتمعيّة السلبية حول المرأة.مع حفظ مسافة حرية التعبير عن هذه الفنون .
- وضع
مبادئ توجيهية ومدونات سلوك واخلاقيات مهنية وغيرها من أشكال التنظيم الذاتي لتعزيز عرض
الصور غير النمطية للمرأة. وتغيير صورة المرأة السلبية التي تعكسها الدراما التليفزيونية بوضع معايير وكود إعلامي
واخلاقي لمعالجة قضايا المرأة المراد
تسليط الضوء عليها بالاعلانات والأعمال الدرامية .
- توفير
تدريب مستمر للعاملين في مجال معاهد الاخراج والفنون و الإعلانات والميديا وشركات الانتاج ، حول اهداف التنمية
المستدامة فيما يخص قضايا المرأة.
_تقديم مجموعة من الدورات التدريبية رفيعة المستوى
تستهدف العاملين بمجال الدراما بوجه عام، والكتاب
والكاتبات بوجه خاص، لمساعدتهم على
التعامل الإبداعي والرصين مع العمل الإعلامي المتعلق بشؤون المرأة في عصر
المعلومات.
-
العمل على تقليل صور العنف والحد من التمييز ضد المرأة في وسائل
الإعلام بشكل عشوائي .
-
توفير المعلومات المتعلقة باهداف التنمية المستدامة للمختصين بهذا المجال وتوفير
المعطيات ودعم الافكار التي تنتج عن ذلك والتمكن من مضمونها ومنهجيتها ليكونوا العاملين فيها اداة ضغط وتأثير ومراقبة لأداء الحكومات في سبيل
تحقيق هذه الاهداف لأن العاملين بمجال الدراما والاعلام يعتبروا قيادات محلية تملك تأثير مجتمعي كبير .
- دعم المشاريع الدرامية والاعلامية التي تركز على منظومة حقوق الانسان، و على تكوين معرفة وثقافة عامة تساهم في بناء ثقافة التنمية وفي تعميم قيم حقوق الإنسان والسلم والتضامن والعدل .
وبالرغم من جميع الدعوات العالمية إلى تمكين المرأة بوسائل متعددة، ومنها أخذ حيز مؤثر في الدراما والافلام إلا أنّ الأمر لايزال إشكالاً لغاية الآن ففي دراسة لجامعة سان دييغو تعنى بالأفلام والنساء، نشرتها صحيفة «نيويرك تايمز» خلصت إلى أنّ عدد النساء اللواتي يحصلن على الادوار الأولى كشخصيات رئيسية في الأفلام نسبة قليله مقارنة بالرجال ،فما بالكم بمجال الكتابة والاخراج والمونتاج والعمليات الفنية الأخرى ؟
وعليه يجب اعطاء مجال لابداعات المرأة في مجال الفنون والدراما وعدم منع الفتيات والشابات من دراسة هذه التخصصات من قبل ذويهم .فما زالت بعض العائلات تعارض وجود وانتماء الشابات لهذه التخصصات ، فوجود المرأة في هذه المواقع يعطيها الفرصة لإحداث تغيير حقيقي فعلي لدفع عجلة الدراما وتحقيق اهداف التنمية المستدامة فيما يخص قضايا المرأة في كل مكان جنبا إلى جنب مع الرجل .
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي