الإثنين 2024-11-18 08:54 ص
 

ذكرياتي العزيزة في القدس والخليل وغزة

06:26 م

1 - ضغط إسرائيلي لمنعي من زيارة بيت الشرق في القدس

اتصل بي دولة رئيس الوزراء عبد الكريم الكباريتي قبل سفري في زيارة رسمية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، بدعوة من وزير الشباب الفلسطيني، قال: «يضغط الإسرائيليون من أجل شطب زيارة بيت الشرق من برنامجك»،اضافة اعلان


كان الصديق فيصل الحسيني رئيس بيت الشرق في القدس المحتلة، قد اتصل بي مُرحِّباً بطلبي زيارة بيت الشرق، الذي تضغط السلطات الإسرائيلية من أجل منع زيارته؛ للتأكيد على أنَّ القدس المحتلة يهودية وإسرائيلية.

وأضاف دولة الرئيس: القرار لك.

قلت: «دولة أبي عون، عندما تقول لي إنَّ القرار لي، فهذا قرارٌ منك»، وأضفتُ: «إذن سأنقل تحيات سيدنا وتحياتك إلى الأخ فيصل الحسيني، وإلى فخامة الرئيس ياسر عرفات، وسنصلّي معاً في الأقصى بعون الله».

لم يزر وزير قبلي بيت الشرق، كان يزوره الدبلوماسيون فقط، تـمَّ وضع العلمين الأردني والفلسطيني على طاولة المباحثات، وحظيتِ الزيارةُ باهتمامٍ إعلاميّ واسع.

واصلتُ زيارتي مع وفد رياضي مكوّن من 14 عضواً، فزرنا رام الله، والخليل، وزرنا فخامة الرئيس ياسر عرفات في مقـرّه بغزة،كان ذلك في تشرين الأول عام 1996.

أغلق الإسرائيليون بيت الشرق سنة 2001.

 

2 - احتفال حاشد في الخليل

 

كانت الحركةُ السياسية الأردنية منشغلةً بصراعات دونكيشوتية، تتمثل في خوض انتخابات النقابات المهنية والعمالية، والجامعية، ورابطة الكتّاب وما ماثلها.

كم مقعداً لتنظيم فتح في نقابة المهندسين؟

كم مقعدا للإخوان المسلمين؟

كم مقعداً للحزب الشيوعي؟

كم مقعداً للجبهة الديمقراطية؟

وكم مقعداً للجبهة الشعبية؟

ألقيتُ كلمةً في الاحتفال الكبير الذي أقامه لي المهندس مصطفى عبد النبي النتشة، رئيس بلدية الخليل في قاعة البلدية، حييتُ فيها المناضلين الذين عادوا إلى أرض الوطن المحتل، وخاصة المناضلينِ الصديقين: محمد أمين الجعبري ابن فتح، ومحمد سعيد مضية ابن الحزب الشيوعي الأردني، اللذينِ طلبت أن يحضرا.

قلتُ في قاعة بلدي الخليل: «إنّني أُحيّي المناضلين العائدين إلى أرض الوطن، فالنضالُ يكون هنا في مواجهة الاحتلال، ولو فازت فتح بكلّ مقاعد نقابة المهندسين الأردنيين، فلن يقرّبها ذلك الفوزُ بوصةً واحدةً من فلسطين، ولو فاز تحالف المقاومة الفلسطينية بكلّ مقاعد نقابة الأطباء الأردنيين، فلن يضمّد ذلك الفوز جرحاً فلسطينياً واحداً، ولن يحرّر أسيراً واحداً، ولن يمسح على شعر طفل ابن شهيد أو ابن أسير».

 

3 - أول من زار 

ياسر عرفات في غزة

بعد زيارة بيت الشرق في القدس، واللقاء الجماهيري الحاشد في بلدية الخليل، توجّهتُ إلى قطاع غزة المحتلّ، الذي كان الزعيم الفلسطيني الكبير ياسر عرفات يتّخذه مقـراً للسلطة الوطنية الحديثة النشأة.

عَـقَدتُ ندوةٌ جماهيريّةٌ حاشدة في جامعة الأزهر، تحدّثت فيها عن أهمية وصعوبة بناء السلطة، وشروط الانتقال من الثورة إلى الدولة، وأهمية الوحدة الوطنية باعتبارها أول شروط القدرة على المواجهة.

في غزّة استقبلنا فخامةُ الزعيم الفلسطيني استقبالاً مدهشاً، كان استقبالاً أبويّاً، عـبّر فيه أبو عمّار عن فرحته بالأردنيين، الذين أسماهم «شِق التوم».

حملتُ له هدية، لوحةَ المدينة الأردنية العربية العريقة البترا، التي أعلن أنّه سيعلّقها في غرفة نومه، ظلّ الختيار يلفُّ حولنا خلال مأدبة العشاء التي أقامها لنا في مقـرّ إقامته، يطعمنا بيده قائلاً بلهجته المصرية الغزيّة المحببة: «دوء هاي، دي أكلتي المفضلة، كان العشاء متنوعاً بسيطاً، نموذجاً للعشاء المنزلي الأردني الفلسطيني».

قال وهو يودّعنا بتواضعِ الكبارِ على بوابة العمارة من الخارج:

«سلمولي على الملك حسين، وعلى الكباريتي، وعلى الحبايب في الأردن»، وأضاف:

«بكرا حتفطروا سمك على الشاطئ، وحيعجبكم، فسمك غزة فاخر».

كانت أول مرّة وآخر مرة أفطرُ فيها سمكاً، بالرغم من أنّه كان سمكاً رئاسياً فاخراً لذيذاً.

كانت شوارع غزة، بسبب إهمال الاحتلال المقصود، مثل شوارع بلدة المفرق في الخمسينات، حُفرٌ ومطباتٌ، وأتربة وغبار.

 

- مقتطفات من كتابي «مِن الكسّارة الى الوزارة» الصفحات من 223-225.
 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة