حافظ فارس النابلسي على تقاليد الصالون السياسي الذي انشأه والده المرحوم سليمان النابلسي (1908-1976) رئيس اول وزارة حزبية اردنية (1956-1957)، لا تزال من المؤشرات الدالة على انفتاح وبنية النظام السياسي الأردني.
حافظ فارس على هذا الصالون السياسي اليومي مشرعا طيلة نحو 40 عاما، كان خلالها يجمع في جنباته اطياف التعددية السياسية المختلفة المتناقضة، التي كانت ربما الحالة التفاعلية الودية الوحيدة في الأردن.
والتي كما يرى الأستاذ مازن الساكت «ما كانت لتجتمع في غير صالون الجاموع فارس النابلسي، لما يمثل من قيم النزاهة والزهد والإرث النبيل».
كانت يومية الصالون تمتد من الساعة السابعة حتى التاسعة صباحا، فتشمل قراءة الصحف والمعلومة والطرفة وتبادل الرأي في احداث الساعة وبالطبع تناول القهوة والشاي (والتين والعنب والتمر حسب الموسم).
كان النقاش يقود احيانا الى دعوة القوى السياسية الى اتخاذ موقف على شكل بيان او نداء او دعوة الى لقاء.
مرت على صالون النائب المحامي ونائب رئيس الوزراء فارس النابلسي صاحب الابتسامة الجميلة الدائمة، والاستقبال الفريد الدافئ، معظم شخصيات الأردن مثل مروان الحمود ورجائي المعشر وجودت السبول ومحمود الكايد.
اما الشخصيات التي واظبت على الحضور شبه اليومي فهم:
ممدوح العبادي وعبد الكريم الدغمي ومازن الساكت وسمير حباشنة وغالب الزعبي وعبدالرحيم العكور وخالد محادين وصالح وريكات وعرفات الأشهب واحمد لطّوف وخالد عرار ومحمد كعوش وممدوح حوامدة ومحمود الشياب وسعيد الكايد ومحمد وحابس العبد اللات ومحمد داودية.
ارتبطت ظاهرة الصالونات السياسية اليومية بالرعيل الأول: سليمان النابلسي، ابراهيم بكر، صلاح ابو زيد، شاهر ابو شحوت ومحمود الموسى العبيدات.
وتنشط الان صالونات سياسية اسبوعية: صالونات مازن الساكت وغالب الزعبي وفهد الريماوي وسهام الخفش ومهدي العلمي وغيرها.
ويمكن التنويه الى دور مكاتب رؤساء مجالس الأعيان والنواب ومكاتب الأحزاب ومقار الجمعيات الثقافية ومكاتب رؤساء تحرير الصحف.
نتوق الى الصالون السياسي الذي يعادل المنتدى الفكري، بالمواصفات الوطنية الوازنة الجاموعية التي حافظ عليها فارس النابلسي (1946-2020).
يرحم الله الوطني النبيل ابو سليمان الذي كان نسيج وحدة.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي