ما زلنا نرى على وسائل التواصل فيضا من المواد التي تحذر من استخدام لقاحات كورونا ويتطوع كثيرون عندنا لإعادة تدويرها لاقتناعهم بها او لغرامهم بكل ما يستند لنظرية المؤامرة في اي مجال أو لمجرد الاثارة التي تصنعها. وشاهدت فيديو يقدم شهادات «علمية» من « أطباء « في الولايات المتحدة يحذرون بشدّة من اللقاحات ويشرحون كيف لهذا اللقاح الجهنمي أن يتلاعب بجينات البشر ويتحكم بها وهو حديث قد ينطلي على كثيرين لا يملكون خلفية علمية كافية في المجال وأنا لا اصدق ان هؤلاء أطباء ولا اعرف اي مصالح وغايات تقف وراء من ينتجون هكذا مواد او يشاركون بها لكن يوجد في هذا العالم الكثير من العصابيين والمفصومين والمهووسين بالفرضيات الخيالية والتآمرية ويبذلون كل جهد لترويجها.اضافة اعلان
التطعيم هو صيغة عملية بسيطة لمواجهة المرض قامت على الملاحظة العملية المباشرة والسابقة لاكتشاف الميكروبات والفيروسات والأدوية والعلاجات التي تقضي عليها وقبل اكتشاف تكوين جهاز المناعة والأجسام المضادة التي يحارب بها الجسم الكائنات الدقيقة الغريبة. وقد أستند للملاحظة البسيطة القديمة أن من يصاب بالمرض الوبائي وينجو منه لا يعود يصاب به. ويعود الى أبو الطب العربي الاسلامي ابو بكر الرازي تسجيل تلك الملاحظة بالنسبة لمرض الجدري واقتراح نقل العدوى قصدا الى شخص سليم ليكتسب المناعة. وفي طفولتنا كانت النسوة يتعمدن وضع الطفل في فراش آخر مصاب بالحصبة لكي يصاب ويكتسب المناعة. وبدأت الحقبة الحديثة لمواجهة الأوبئة بالتطعيم عام 1798 اذ لاحظ الطبيب الانجليزي أدوار جنر أن النساء الحلابات على احتكاك مع البقر المصاب بالجدري لا يصبن بالمرض فقام بأخذ عينة سائل من بثور البقر وحقنها لصبي وبعد فترة حقنه بسائل من بثور شخص مصاب بالجدري فلم تحدث العدوى وكرس الطبيب عيادته للتطعيم المجاني. وكان هذا بداية مفهوم اللقاحات في العصر الحديث أي استخدام نفس الجراثيم او الفيروسات الممرضه بعد اضعافها او قتلها أو باستخدام اجزاء منها لانتاج المطاعيم في المختبرات. وقد اصبح عرفا مكرسا مسؤولية الدولة عن التطعيم المجاني ضد الأمراض الوبائية. وقد انهى لقاح الجدري هذا المرض من على سطح الأرض والجدري كان مسؤولا عن وفاة ما بين 300 الى 500 مليون انسان منهم نصف السكان الأصليين في الأمريكيتين اللذين انتقل لهم الوباء من المستعمرين الأوروبيين.
ما زالت المطاعيم واللقاحات حتى الساعة هي الوسيلة الأفضل والأقل كلفة لمواجهة الأمراض الوبائية والوقاية منها وهي مكنت من إستئصال معظمها من على سطح الكوكب . وأذكر في طفولتنا ان مركزا صغيرا اسسه طبيب قسيس بريطاني وممرض من مطلع الخمسينات في المفرق بدأ بتطعيم الناس ضد السلّ وتمكن من استئصال المرض الذي كان منشرا ولا يفلت منه صغيرا أو كبيرا في البادية الشمالية في الاردن. والأمراض الفيروسية هي التحدي الأخير اليوم وقد قضت جائحة الانفلونزا الاسبانية عام 1918 على اكثر من ضعف من ماتوا في الحرب العالمية الأولى. واللقاحات هي الوسيلة الأنجع والأقل كلفة بكثير من العزل والحجر الذي يدمر الاقتصاد ولا يمكن الاستمرار به طويلا. والطريقة الجديدة لصنع اللقاح فتحت الأفق لاختراقات عظيمة واعدة.
يبدو منطقيا التفكير بأن يكون المطعوم الزاميا لأن غير المحصن باللقاح هو ناقل محتمل للمرض. لكن القرار عندنا اليوم هو الاكتفاء بحملات الاقناع لأخذ المطعوم والحال انه لا توجد اصلا كمية كافية للجميع في هذه المرحلة فيكفي استهداف الفئات الأكثر حاجة والفئات الأكثر عرضة للوباء. لكن ما لا يجوز التسامح معه هو نشر التضليل حول اللقاح والتحريض على عدم اخذه .
التطعيم هو صيغة عملية بسيطة لمواجهة المرض قامت على الملاحظة العملية المباشرة والسابقة لاكتشاف الميكروبات والفيروسات والأدوية والعلاجات التي تقضي عليها وقبل اكتشاف تكوين جهاز المناعة والأجسام المضادة التي يحارب بها الجسم الكائنات الدقيقة الغريبة. وقد أستند للملاحظة البسيطة القديمة أن من يصاب بالمرض الوبائي وينجو منه لا يعود يصاب به. ويعود الى أبو الطب العربي الاسلامي ابو بكر الرازي تسجيل تلك الملاحظة بالنسبة لمرض الجدري واقتراح نقل العدوى قصدا الى شخص سليم ليكتسب المناعة. وفي طفولتنا كانت النسوة يتعمدن وضع الطفل في فراش آخر مصاب بالحصبة لكي يصاب ويكتسب المناعة. وبدأت الحقبة الحديثة لمواجهة الأوبئة بالتطعيم عام 1798 اذ لاحظ الطبيب الانجليزي أدوار جنر أن النساء الحلابات على احتكاك مع البقر المصاب بالجدري لا يصبن بالمرض فقام بأخذ عينة سائل من بثور البقر وحقنها لصبي وبعد فترة حقنه بسائل من بثور شخص مصاب بالجدري فلم تحدث العدوى وكرس الطبيب عيادته للتطعيم المجاني. وكان هذا بداية مفهوم اللقاحات في العصر الحديث أي استخدام نفس الجراثيم او الفيروسات الممرضه بعد اضعافها او قتلها أو باستخدام اجزاء منها لانتاج المطاعيم في المختبرات. وقد اصبح عرفا مكرسا مسؤولية الدولة عن التطعيم المجاني ضد الأمراض الوبائية. وقد انهى لقاح الجدري هذا المرض من على سطح الأرض والجدري كان مسؤولا عن وفاة ما بين 300 الى 500 مليون انسان منهم نصف السكان الأصليين في الأمريكيتين اللذين انتقل لهم الوباء من المستعمرين الأوروبيين.
ما زالت المطاعيم واللقاحات حتى الساعة هي الوسيلة الأفضل والأقل كلفة لمواجهة الأمراض الوبائية والوقاية منها وهي مكنت من إستئصال معظمها من على سطح الكوكب . وأذكر في طفولتنا ان مركزا صغيرا اسسه طبيب قسيس بريطاني وممرض من مطلع الخمسينات في المفرق بدأ بتطعيم الناس ضد السلّ وتمكن من استئصال المرض الذي كان منشرا ولا يفلت منه صغيرا أو كبيرا في البادية الشمالية في الاردن. والأمراض الفيروسية هي التحدي الأخير اليوم وقد قضت جائحة الانفلونزا الاسبانية عام 1918 على اكثر من ضعف من ماتوا في الحرب العالمية الأولى. واللقاحات هي الوسيلة الأنجع والأقل كلفة بكثير من العزل والحجر الذي يدمر الاقتصاد ولا يمكن الاستمرار به طويلا. والطريقة الجديدة لصنع اللقاح فتحت الأفق لاختراقات عظيمة واعدة.
يبدو منطقيا التفكير بأن يكون المطعوم الزاميا لأن غير المحصن باللقاح هو ناقل محتمل للمرض. لكن القرار عندنا اليوم هو الاكتفاء بحملات الاقناع لأخذ المطعوم والحال انه لا توجد اصلا كمية كافية للجميع في هذه المرحلة فيكفي استهداف الفئات الأكثر حاجة والفئات الأكثر عرضة للوباء. لكن ما لا يجوز التسامح معه هو نشر التضليل حول اللقاح والتحريض على عدم اخذه .
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي