الشعوب العربية التي ناضلت طويلا من اجل الاستقلال تعيش صدمة الفشل والتراجع. الاستعمار الذي حمله العرب أوزار معاناتهم من الاستبداد والحرمان والتخلف وكافة صور الاستغلال يعود الى العالم العربي بأشكال جديدة بعدما فشلت الأمة في تقديم مشروع متماسك لنهضتها. في العراق وسورية وليبيا واليمن تتصارع القوى العالمية من اجل الهيمنة والنفوذ على هذه البلدان وتشكيل كياناتها التي انهارت نتيجة الاحتلال والثورات التي حدثت خلال الالفية الثالثة.اضافة اعلان
دون كثير من الاعتراض والتحفظ عادت القوى والكيانات الاستعمارية الى الاقطار والانظمة العربية على هيئات وصور متنوعة. العلاقات التجارية والاحلاف العسكرية والتهديدات الفعلية والمفتعلة كانت الاسباب الرئيسة وراء الحضور اللافت للقوى الخارجية على الساحة العربية. في النماذج الجديدة للعلاقات توفر القوى الاجنبية الحماية والدعم للانظمة والدول الحليفة مقابل حفاظها على مصالح هذه القوى والانصياع لتوجيهها ورغباتها. على امتداد الفضاء العربي يشعر العرب بالخيبة والغضب والانكسار وهم يشهدون عودة القوى الاستعمارية الى بلدانهم بعدما اعتقدوا ان آباءهم نجحوا في تحريرها وتدعيم استقلالها.
اليوم وأينما اتجهت انظارنا نجد الاميركيين والانجليز والفرنسيين والروس وحتى الايرانيين والاتراك يشغلون الفضاء العربي ويتحكمون في ادارة الصراع وإشعال وإطفاء الحرائق في جنبات الشرق الاوسط. العديد من الاقطار العربية فقد القدرة على ادارة اوضاعه وتسيير شؤونه بعدما تفجرت فيها الثورات وانهارت البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية. في سورية والعراق استبيحت الاراضي ودخلت لها الجيوش والمليشيات وتشكلت الكيانات المرتبطة بقوى عالمية واقليمية استفادت من حالة الفرقة والنزاع. في السنوات الاخيرة اصبحت الاراضي العربية مسرحا للصراعات العالمية وميدانا للتدريب والاختبار للاسلحة واستعراض القوة واالنفوذ.
في العراق وخلال الايام القليلة الماضية لقي الجنرال قاسم سليماني مصرعه بالقرب من مطار بغداد على ايدي القوات الاميركية وبقرار اتخذ في واشنطن من قبل الرئيس الاميركي ترامب. بالتزامن مع ذلك اتخذ البرلمان التركي قرارا يتيح للقيادة ارسال قوات عسكرية الى ليبيا. الى جانب ما يحدث في العراق وليبيا ما تزال سورية مسرحا للقتال الذي تموله وتشارك فيه القوى الروسية والايرانية والاميركية بمشاركة بعض الانظمة العربية.
الاستجابات العربية للاشتباك الاميركي الايراني انحسرت في التهليل لمقتل سليماني والاسترسال في تعداد المجازر والتعديات التي ارتكبها طوال العقود الماضية. ما بين الادانات والشتائم التي يكيلها العرب للنظام الاميركي والايراني والاعتراضات التي يبديها العرب على القرار التركي بإرسال قوات تركية الى ليبيا تغيب عن الساحة الشرق اوسطية والعالمية اي مشروعات نهوض عربي. المنتجون للنفط يستمتعون بعوائد تجارتهم والاحزاب والنخب السياسية في الدول الفاشلة يسعون على ادامة الترتيبات التي تسمح لهم بتقاسم الثروات وتهريب الاموال من البلدان التي يعاني اهلها من الجوع والفقر والعري وتدهور الاوضاع الصحية. والزعامات العربية منشغلة بمناكفات وثارات قديمة وجديدة والجامعة العربية هيكل بلا حياة.
مقتل قاسم سليماني على الارض العراقية بصواريخ اميركية مشهد يعبر عن ما آلت اليه الأمة العربية فالأميركيون يقاتلون الايرانيين على ارض العراق كما يتصارع الروس مع الاميركان من خلال الفصائل الممولة والمدعومة اميركيا ويتفاوض الاسرائيليون مع الروس في غياب الدولة السورية. لا يستطيع من يتابع هذه الاحداث الا ان يتذكر المأمون والمعتصم والرشيد يوم كانت بغداد عاصمة الارض ولا يمكن لعربي يرى ويتابع ما يدور في سورية الا ان يسأل حول ماذا دهى هذا العالم؟ وما الذي اصاب هذه الامة؟ اظن انه الاستبداد والتبعية والاستعمار بأشكاله الجديدة. لا ولن تنهض هذه الامة دون ان تنفض عن نفسها غبار التبعية وتؤسس لديمقراطية كاملة وتفعيل حقيقي لإرادتها المكبلة.
دون كثير من الاعتراض والتحفظ عادت القوى والكيانات الاستعمارية الى الاقطار والانظمة العربية على هيئات وصور متنوعة. العلاقات التجارية والاحلاف العسكرية والتهديدات الفعلية والمفتعلة كانت الاسباب الرئيسة وراء الحضور اللافت للقوى الخارجية على الساحة العربية. في النماذج الجديدة للعلاقات توفر القوى الاجنبية الحماية والدعم للانظمة والدول الحليفة مقابل حفاظها على مصالح هذه القوى والانصياع لتوجيهها ورغباتها. على امتداد الفضاء العربي يشعر العرب بالخيبة والغضب والانكسار وهم يشهدون عودة القوى الاستعمارية الى بلدانهم بعدما اعتقدوا ان آباءهم نجحوا في تحريرها وتدعيم استقلالها.
اليوم وأينما اتجهت انظارنا نجد الاميركيين والانجليز والفرنسيين والروس وحتى الايرانيين والاتراك يشغلون الفضاء العربي ويتحكمون في ادارة الصراع وإشعال وإطفاء الحرائق في جنبات الشرق الاوسط. العديد من الاقطار العربية فقد القدرة على ادارة اوضاعه وتسيير شؤونه بعدما تفجرت فيها الثورات وانهارت البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية. في سورية والعراق استبيحت الاراضي ودخلت لها الجيوش والمليشيات وتشكلت الكيانات المرتبطة بقوى عالمية واقليمية استفادت من حالة الفرقة والنزاع. في السنوات الاخيرة اصبحت الاراضي العربية مسرحا للصراعات العالمية وميدانا للتدريب والاختبار للاسلحة واستعراض القوة واالنفوذ.
في العراق وخلال الايام القليلة الماضية لقي الجنرال قاسم سليماني مصرعه بالقرب من مطار بغداد على ايدي القوات الاميركية وبقرار اتخذ في واشنطن من قبل الرئيس الاميركي ترامب. بالتزامن مع ذلك اتخذ البرلمان التركي قرارا يتيح للقيادة ارسال قوات عسكرية الى ليبيا. الى جانب ما يحدث في العراق وليبيا ما تزال سورية مسرحا للقتال الذي تموله وتشارك فيه القوى الروسية والايرانية والاميركية بمشاركة بعض الانظمة العربية.
الاستجابات العربية للاشتباك الاميركي الايراني انحسرت في التهليل لمقتل سليماني والاسترسال في تعداد المجازر والتعديات التي ارتكبها طوال العقود الماضية. ما بين الادانات والشتائم التي يكيلها العرب للنظام الاميركي والايراني والاعتراضات التي يبديها العرب على القرار التركي بإرسال قوات تركية الى ليبيا تغيب عن الساحة الشرق اوسطية والعالمية اي مشروعات نهوض عربي. المنتجون للنفط يستمتعون بعوائد تجارتهم والاحزاب والنخب السياسية في الدول الفاشلة يسعون على ادامة الترتيبات التي تسمح لهم بتقاسم الثروات وتهريب الاموال من البلدان التي يعاني اهلها من الجوع والفقر والعري وتدهور الاوضاع الصحية. والزعامات العربية منشغلة بمناكفات وثارات قديمة وجديدة والجامعة العربية هيكل بلا حياة.
مقتل قاسم سليماني على الارض العراقية بصواريخ اميركية مشهد يعبر عن ما آلت اليه الأمة العربية فالأميركيون يقاتلون الايرانيين على ارض العراق كما يتصارع الروس مع الاميركان من خلال الفصائل الممولة والمدعومة اميركيا ويتفاوض الاسرائيليون مع الروس في غياب الدولة السورية. لا يستطيع من يتابع هذه الاحداث الا ان يتذكر المأمون والمعتصم والرشيد يوم كانت بغداد عاصمة الارض ولا يمكن لعربي يرى ويتابع ما يدور في سورية الا ان يسأل حول ماذا دهى هذا العالم؟ وما الذي اصاب هذه الامة؟ اظن انه الاستبداد والتبعية والاستعمار بأشكاله الجديدة. لا ولن تنهض هذه الامة دون ان تنفض عن نفسها غبار التبعية وتؤسس لديمقراطية كاملة وتفعيل حقيقي لإرادتها المكبلة.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي