من أسوأ ما فعلناه بأنفسنا، وبلدنا، أننا افتقدنا ” الحس الوطني” الحقيقي تجاه الأرض والإنسان، بصفتهما الأردنية والإنسانية والإنتاجية (لا تسأل لماذا)، وبالتالي وقعنا في “فخ” أسطورة أن بلدنا فقير الموارد، وأن اعتمادنا على المساعدات قدرنا المكتوب، وأن مجتمعنا “مجدب” وغير قادر على انتاج طبقة سياسية وطنية، ولا كفاءات قائدة، فاجتمعت علينا الخيبتان: خيبة الأرض الفقيرة، وخيبة الأردني العاجز.اضافة اعلان
هل نحن بلد فقير الموارد حقا؟
منذ أن كنا تلاميذ على مقاعد الدراسة ترسخت بأذهاننا فكرة الفقر هذه، ثم تحولت الى “لازمة” يرددها المسؤولون، صدقناها – بالطبع- دون أن يدفعنا حسنا الوطني أو “عوزنا” المشهود للبحث، مجرد البحث، عن صحتها من خطئها، الآن لا بد أن يتحرك العقل الأردني الذي انشغل بالجدل حول الإصلاح بالقطعة والتقسيط، لكي يتحرر من هذه الأسطورة، إذا كنا نريد حقا أن نتجاوز “بازار” اللطميات التي نمارسها، ووصفات الإنقاذ التي ننتظرها من الخارج.
لست خبيرا اقتصاديا، لكنني قرأت عشرات البحوث والمقالات التي تؤكد أن ارضنا “حبلى” بالمواد الطبيعية والخيرات، لدينا بترول وغاز طبيعي، فوسفات وبوتاس، يورانيوم وصخر زيتي، ذهب ونحاس، حجر جير نقي ورمل سيلكا، وهذه الثروات وغيرها ما تزال خاماتها مدفونة في الأرض تبحث عن إدارة وطنية ناجحة لاكتشافها، وعمل مؤسسي ممنهج للاستثمار فيها.
آخر ملفين (نكتتين: أدق) وصلا إلينا في مجال الطاقة تناوب عليهما وزيران، الأول فتح ملف التنقيب عن الذهب قبل نحو أربع سنوات، ثم غادر الوزارة وجاءت وزيرة جديدة فأغلقته، عاد الوزير السابق نفسه للوزارة فوجد أن الوزيرة فتحت ملف التنقيب عن البترول (مشروع السرحان) وأكملت مستلزمات إحالة عطائه على أحدى الشركات العالمية، فأدرج الملف في خزانة الأرشيف، وفق هذه الآليات الإدارية تعاملنا مع ملف اليورانيوم والنحاس والصخر الزيتي، لا تسأل بالطبع عن الفساد الذي تسلل لبعض هذه الملفات، ولا عن الغبن الذي ورطنا فيه جهابذة مكاتب الاستشارات القانونية، فتلك قصص أصبح يعرفها الجميع.
لدينا، أيضا موارد حيوية واستراتيجية، السياحة التاريخية والدينية والعلاجية، يمكن أن تدر علينا عشرات المليارات، المياه التي ذكر أحد وزراء المياه السابقين أن مخزونها يكفينا لـ500 سنة مقبلة، لدينا، أيضا، موارد مهدورة كالتهرب الضريبي والاستثناءات الجمركية، التي تقدر بأكثر من ملياري دينار سنويا، وموارد استثمارية تراجعت كالتعليم العالي الذي يمكن ان يستقطب آلاف الطلبة من الخارج، ناهيك عما يدفعه الأردنيون من ضرائب وما يحوله أبناؤنا المغتربون، كل هذه الخيرات تكفينا وزيادة.
نحن، إذا، لسنا فقراء، بلدنا زاخر بالثروات البشرية ( آلاف الأدمغة الأردنية المهاجرة يعملون، في الخارج، وجاهزون للعودة لو أحسنا استقبالهم)، لكن ثمة من يريد أن يقنعنا بأننا نعيش في بلد شحيح الموارد، ومن يريد أن يغرقنا في دوامة الحاجة والفقر والبطالة لكي نبقى نمد أيدينا، وننتظر من “يدعمنا”، ليس لوجه الله وإنما لأسباب نعرفها، هؤلاء الذين أفسدوا الإدارة العامة وعبثوا فيها، هم المسؤولون عن عدم اعتمادنا على ذاتنا، وعن إخفاء ثرواتنا وتهجير كفاءاتنا، وعن إيهامنا أننا مع نعمة الأمن لا نحتاج إلى أي نعمة أخرى.
الآن، حان الوقت لكي يخرج الأردنيون من حالة العوز التي أورثتهم ما يعانونه من سوداوية وقلق وفقدان للأمل، أما كيف؟ فبالعودة للأرض والبحث في جوهر الأردني الأصيل، لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك الا إذا امتلكنا الحس الوطني لاستدعاء هذين المرتكزين، باعتبارهما الطريق للإصلاح والنهضة والاستقلال، والتحرر من الخوف والتبعية.
صدقوني، الأرض الأردنية مليئة بالموارد والخيرات، والانسان الأردني الحر والكفء قادر على اكتشاف هذه الموارد والاستثمار فيها، ماذا ينقصنا إذا؟ أترك الإجابة للقارئ الكريم.
هل نحن بلد فقير الموارد حقا؟
منذ أن كنا تلاميذ على مقاعد الدراسة ترسخت بأذهاننا فكرة الفقر هذه، ثم تحولت الى “لازمة” يرددها المسؤولون، صدقناها – بالطبع- دون أن يدفعنا حسنا الوطني أو “عوزنا” المشهود للبحث، مجرد البحث، عن صحتها من خطئها، الآن لا بد أن يتحرك العقل الأردني الذي انشغل بالجدل حول الإصلاح بالقطعة والتقسيط، لكي يتحرر من هذه الأسطورة، إذا كنا نريد حقا أن نتجاوز “بازار” اللطميات التي نمارسها، ووصفات الإنقاذ التي ننتظرها من الخارج.
لست خبيرا اقتصاديا، لكنني قرأت عشرات البحوث والمقالات التي تؤكد أن ارضنا “حبلى” بالمواد الطبيعية والخيرات، لدينا بترول وغاز طبيعي، فوسفات وبوتاس، يورانيوم وصخر زيتي، ذهب ونحاس، حجر جير نقي ورمل سيلكا، وهذه الثروات وغيرها ما تزال خاماتها مدفونة في الأرض تبحث عن إدارة وطنية ناجحة لاكتشافها، وعمل مؤسسي ممنهج للاستثمار فيها.
آخر ملفين (نكتتين: أدق) وصلا إلينا في مجال الطاقة تناوب عليهما وزيران، الأول فتح ملف التنقيب عن الذهب قبل نحو أربع سنوات، ثم غادر الوزارة وجاءت وزيرة جديدة فأغلقته، عاد الوزير السابق نفسه للوزارة فوجد أن الوزيرة فتحت ملف التنقيب عن البترول (مشروع السرحان) وأكملت مستلزمات إحالة عطائه على أحدى الشركات العالمية، فأدرج الملف في خزانة الأرشيف، وفق هذه الآليات الإدارية تعاملنا مع ملف اليورانيوم والنحاس والصخر الزيتي، لا تسأل بالطبع عن الفساد الذي تسلل لبعض هذه الملفات، ولا عن الغبن الذي ورطنا فيه جهابذة مكاتب الاستشارات القانونية، فتلك قصص أصبح يعرفها الجميع.
لدينا، أيضا موارد حيوية واستراتيجية، السياحة التاريخية والدينية والعلاجية، يمكن أن تدر علينا عشرات المليارات، المياه التي ذكر أحد وزراء المياه السابقين أن مخزونها يكفينا لـ500 سنة مقبلة، لدينا، أيضا، موارد مهدورة كالتهرب الضريبي والاستثناءات الجمركية، التي تقدر بأكثر من ملياري دينار سنويا، وموارد استثمارية تراجعت كالتعليم العالي الذي يمكن ان يستقطب آلاف الطلبة من الخارج، ناهيك عما يدفعه الأردنيون من ضرائب وما يحوله أبناؤنا المغتربون، كل هذه الخيرات تكفينا وزيادة.
نحن، إذا، لسنا فقراء، بلدنا زاخر بالثروات البشرية ( آلاف الأدمغة الأردنية المهاجرة يعملون، في الخارج، وجاهزون للعودة لو أحسنا استقبالهم)، لكن ثمة من يريد أن يقنعنا بأننا نعيش في بلد شحيح الموارد، ومن يريد أن يغرقنا في دوامة الحاجة والفقر والبطالة لكي نبقى نمد أيدينا، وننتظر من “يدعمنا”، ليس لوجه الله وإنما لأسباب نعرفها، هؤلاء الذين أفسدوا الإدارة العامة وعبثوا فيها، هم المسؤولون عن عدم اعتمادنا على ذاتنا، وعن إخفاء ثرواتنا وتهجير كفاءاتنا، وعن إيهامنا أننا مع نعمة الأمن لا نحتاج إلى أي نعمة أخرى.
الآن، حان الوقت لكي يخرج الأردنيون من حالة العوز التي أورثتهم ما يعانونه من سوداوية وقلق وفقدان للأمل، أما كيف؟ فبالعودة للأرض والبحث في جوهر الأردني الأصيل، لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك الا إذا امتلكنا الحس الوطني لاستدعاء هذين المرتكزين، باعتبارهما الطريق للإصلاح والنهضة والاستقلال، والتحرر من الخوف والتبعية.
صدقوني، الأرض الأردنية مليئة بالموارد والخيرات، والانسان الأردني الحر والكفء قادر على اكتشاف هذه الموارد والاستثمار فيها، ماذا ينقصنا إذا؟ أترك الإجابة للقارئ الكريم.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي