الجمعة 2024-11-22 09:48 ص
 

قرار جريء ننتظره منك أيها الوزير

12:00 ص
لقد آن الأوان أن يتم اتخاذ قرار بتأجيل العودة إلى المدارس لمدة من أسبوعين إلى ثلاثة، فكورونا تتمدد في هذه البلاد، والخطر فوق الرؤوس، سواء اعترف بعضنا بهذه الحقيقة أو لم يعترف.اضافة اعلان

نعم الحل بتأجيل الفصل الدراسي الثاني للمدارس، كما في الجامعات، والوزير هنا هو وزير للتعليم العالي، مثلما هو وزير للتربية والتعليم، والقرار سيكون متطابقا بين المدارس والجامعات، وهذا التأجيل لن يضر أحدا، على الرغم من معرفتنا أصلا، أن الإجازة بين الفصلين تمت إطالتها، ولا يضر تمديدها أيضا في ظل ما نراه بشأن الوضع الوبائي الخطير والصعب والحساس، في كل دول العالم، وليس الأردن التي كان تأثير الوباء عليها، ألطف بكثير من دول ثانية تضررت.
هذا التمديد للإجازة، أو تأجيل العودة للمدارس من بداية شباط الى منتصف شباط لن يضر أحدا، فهو سيحمي الطلبة، من الاختلاط في ظل وجود الوباء، وهو أيضا سيحمي الطلبة خصوصا في ظل فصل الشتاء البارد، كما أن هناك مساحة كافية من فصل الصيف المقبل، يمكن الدخول إليها، دون أن يتضرر طلبة الثانوية العامة، الذين يمكن امتحانهم مطلع شهر 7 وبحيث تظهر النتائج في شهر 8، ويكون القبول في الجامعات ممكنا، دون أن يتضرر أحد.

هذه مجرد اقتراحات قد يؤخذ بها وقد لا يؤخذ، حتى برغم صياح أولياء أمور الطلبة في المدارس الخاصة، الذين يربطون كل شيء بالرسوم، ودفعها، وقد يظنون لاحقا أن هذا الكلام قد يؤدي إلى العودة إلى التعليم الوجاهي، أو أنه توطئة لهكذا قرار، وهذا غير صحيح، فالتعليم الوجاهي لا تراجع عنه حتى الآن، بعد غياب عامين، والاقتراح بتأجيل العودة هو الحل الوسط، بدلا من الحلول الثانية التي قد يرفضها البعض، أو يشكك في جدواها البعض الآخر في هذا البلد.

هناك مشاكل كبيرة من جانب الأهالي في بعض المدارس الحكومية، وحين يتم اكتشاف طالب مصاب، كان أهالي أغلب بقية طلاب الصف المدرسي، يرفضون إجراء فحوصات لأبنائهم من باب الحيطة والحذر، وقد تم اكتشاف حالات ايضا، لطلبة مصابين تم إرسالهم الى المدارس، وبعض الأهالي يهونون من كل القصة، ويظنونها مجرد رشح عادي، وبعضهم يريد التخلص من عبء بقاء الابن في البيت، مسببا الإزعاج، بعد عامين من المكوث في المنازل، وهو مكوث تسبب بآثار جانبية كثيرة على شخصية الطالب وتعليمه، لكنه كان خيارا وحيدا، في فترة ما مرت علينا.

هناك بؤر وتجمعات أدت إلى تمدد الوباء، مثل الحفلات والتجمعات الغنائية، وغير ذلك، وكل تجمع هو خطر، وفي ظل سيطرة نسخة أوميكرون، سريعة الانتشار جدا، فمن المتوقع ان نشهد تغيرا في الوضع الوبائي، وهذا يفرض علينا جميعا أن ننتبه الى أنفسنا، والقصة ليست بحاجة الى توجيه نصائح من هنا أو هناك، فهذه هي حياة الإنسان، ومسؤوليته أيضا في هذه الظروف.

إذا تم صد هذا الاقتراح لسبب أو آخر، فمن سوف يتحمل مسؤولية تفشي الوباء بين الطلبة والمعلمين، خصوصا، كما أسلفت مع وجود نسخة كورونا سريعة العدوى والانتشار، والسؤال هنا ليس على محمل تخويف أحد، بل لأننا نريد التخفيف من الكلف السياسية، لأي قرار، في بلد تتناقض فيه اتجاهات الرأي العام وتتصادم، وليس أدل على ذلك من أن كل الذين سيرفضون تأجيل العودة الى المدارس، إلى منتصف شباط، مثلا، هم ذاتهم من سيهاجمون الحكومة إذا أعادت الطلبة للمدارس، وتفشت العدوى بينهم، وعلى هذا لا بد من قرار جريء، يحسب حسابا فقط لصحة الطلبة وحياتهم، خصوصا، أن الطالب إذا أصيب سينقل العدوى لعائلة كاملة، وقد شهدنا الفصل الدراسي الماضي، كيف كانت المدارس تغرق بالعدوى بين الطلبة والمدرسين.

الحصول على اللقاحات أمر ممتاز، لكن التطعيم بين الطلبة ما يزال منخفضا جدا، أو شبه قليل، وحتى يصير سائدا لا بد من حل وسط، وهذا الحل الذي أطرحه في هذه المعالجة، لا يضر أحدا، فهو محسوب الجدوى جيدا، لمن أراد أن يسمع في هذه البلاد.
ندعوك لتأجيل العودة للمدارس، حتى لا نهدد حياة أبنائنا في هذا التوقيت بالذات، وأظنه رأي غالبية العائلات، وهو أيضا يأتي تجنبا صادقا لخيار العودة للتعليم عن بعد.
 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة