لا أعرف لماذا يصر الذين يطالبون بتعزيز الحريات، على اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي، وسيلة للتعبير عن الرأي العام، فقط، ويتناسون كل السموم التي يتم بثها عبر بعضها.اضافة اعلان
هذه ازدواجية في المعايير، فالذي يريد تعزيز الحريات السياسية في أي بلد، عليه أن يحلل المضمون الأخلاقي لهذه الوسائل، ولا يكتفي فقط بإطلاق العنوان العام، والتعامي عما يجري يوميا عبر هذه الوسائل، خصوصا، على الصعيد الاخلاقي، وتدمير الهوية الأخلاقية للمجتمعات.
الأردن حجب منصة تيك توك لاعتبارات أمنية، تتعلق بالأحداث في الجنوب، فالمنصة تنشر فيديوهات لدول مجاورة وتقديمها على اعتبار أنها في الأردن، إضافة لفيديوهات مسيرات او مواجهات تحدث في الأردن. وإذا كان السبب الأمني هنا هو الذي حجب المنصة، فقد كان الأولى التنبه منذ زمن بعيد وقبل الظروف الأخيرة، لما تبثه هذه المنصة، على صعيد هتك خصوصيات المجتمع، ومس ثوابته الدينية والأخلاقية، عبر فيديوهات لا أخلاقية، يتم بثها بكل اللغات، بما يصنع جيلا خرباً بكل ما تعنيه الكلمة.
للأسف نتحرك فقط، عند الحسابات المرتبطة بقضايا سياسية، وكانت المنصة تفعل فعلها في العالم العربي قبل ذلك، دون أن يحجبها أحد، فهي منصة منحطة أخلاقيا، في أغلب مضمونها، مقارنة بوسائل مثل فيسبوك، وتويتر، والتي لا تخلو أيضا من تجاوزات أخلاقية، إضافة إلى بث الإشاعات، والتطرف، والكراهية، بوجود ملايين الحسابات المزيفة التي لا يتم ضبط مصدرها.
القصة هنا ليست قصة تحجر، فنحن بحاجة الى وسائل لتعزيز حرية الرأي، ونحن لا نوطئ لحجب هذه الوسائل بشكل عام، تحت مبررات أخلاقية، فيما النوايا مرتبطة بحسابات سياسية، مثلا، لكن هذه الوسائل يتم توظيفها في حالات كثيرة من جانب اجهزة ودول وأفراد، لاعتبارات لا تتعلق فعليا بحرية الرأي، أو تعزيز الحريات الإعلامية والسياسية، وبين أيدينا آلاف النماذج لأكاذيب تم بثها، في فترات مختلفة، ومحاولات اغتيال الشخصية، وبث الإشاعات.
ربما الحل يكمن في إلزام هذه الوسائل بمعايير سياسية، واخلاقية، لا تكسر حرمة المجتمعات، وتحترم خصوصيتها الاخلاقية، حتى لا نبدو بصورة من يدعو إلى حجب كل وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه المعايير التي تدعي هذه الوسائل انها تعتمدها، لا يتم تفعيلها، وليس أدل على ذلك من جرأة هذه الوسائل فقط على كل ما يخص فلسطين، ومنع نشره، مع تركها لكل شيء آخر، غايته هدم هوية المجتمعات الدينية والاخلاقية، وبث الكراهية، وإثارة الأحقاد، والتغطي بحرية الرأي، لتمرير كل هذا الكم من السموم، وهي مشكلة تعصف بشعوب العالم.
حين كنا نتحدث إلى مسؤولين حول ما تبثه مواقع غربية إباحية، وعدم حجب كل هذا السوء، وعدم وضع حد لكل المواقع التي تهاجم الدين صراحة، وكل المواقع التي تريد إثارة حروب دينية بين أبناء المجتمعات الواحدة، وما تبثه وسائل من فيديوهات غير اخلاقية، تمس القيم، لم يكن أحد يستمع إلينا، لأن عقدة التقارير الغربية بحقنا، والخوف من اتهامنا بالانغلاق والتحجر، ومحاربة الحريات، عقدة مستحكمة، لكن المفارقة تكمن في أننا سكتنا حتى وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها منصة مثل تيك توك، خطيرة، وتتلاعب ببلد كامل، في هذه الظروف، وهذه ربما هي المرة الثالثة التي تتورط فيها المنصة، بنشاطات سياسية خطيرة وحساسة تخص الأردن.
آن الأوان أن يتنبه البلد إلى الخروقات التي تتسبب بها بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي على صعيد مس الهوية الأخلاقية والدينية والمجتمعية، بذات التحسس الذي نراه من المواد ذات الطابع السياسي، وبحيث لا نترك كل هذه الأجيال لعمليات غسيل العقل، وإعادة إنتاج الهوية، وتفكيك البلد، وبث قيم غير محترمة، من أدلتها كل هذه الوقاحة التي نراها في فيديوهات من يسمون أنفسهم المؤثرين والمؤثرات، على تيك توك والتي تمس الأخلاق أولا.
الأردن يعلن حجب منصة تيك توك، لاعتبارات أمنية وسياسية، وبشكل مؤقت، وقد يكون الأولى، حجبها بشكل دائم، أمام السيل القذر أخلاقيا، الذي يتدفق منها، طوال العام، بما يهدد بنية المجتمعات الأخلاقية، ويمحو الهوية الدينية والاجتماعية لكل أهل هذه المنطقة.
ويبقى البديل هنا، الإعلام الحر المسؤول والمحترف، حتى لا ندفع جمهورنا إلى بدائل خطيرة.
هذه ازدواجية في المعايير، فالذي يريد تعزيز الحريات السياسية في أي بلد، عليه أن يحلل المضمون الأخلاقي لهذه الوسائل، ولا يكتفي فقط بإطلاق العنوان العام، والتعامي عما يجري يوميا عبر هذه الوسائل، خصوصا، على الصعيد الاخلاقي، وتدمير الهوية الأخلاقية للمجتمعات.
الأردن حجب منصة تيك توك لاعتبارات أمنية، تتعلق بالأحداث في الجنوب، فالمنصة تنشر فيديوهات لدول مجاورة وتقديمها على اعتبار أنها في الأردن، إضافة لفيديوهات مسيرات او مواجهات تحدث في الأردن. وإذا كان السبب الأمني هنا هو الذي حجب المنصة، فقد كان الأولى التنبه منذ زمن بعيد وقبل الظروف الأخيرة، لما تبثه هذه المنصة، على صعيد هتك خصوصيات المجتمع، ومس ثوابته الدينية والأخلاقية، عبر فيديوهات لا أخلاقية، يتم بثها بكل اللغات، بما يصنع جيلا خرباً بكل ما تعنيه الكلمة.
للأسف نتحرك فقط، عند الحسابات المرتبطة بقضايا سياسية، وكانت المنصة تفعل فعلها في العالم العربي قبل ذلك، دون أن يحجبها أحد، فهي منصة منحطة أخلاقيا، في أغلب مضمونها، مقارنة بوسائل مثل فيسبوك، وتويتر، والتي لا تخلو أيضا من تجاوزات أخلاقية، إضافة إلى بث الإشاعات، والتطرف، والكراهية، بوجود ملايين الحسابات المزيفة التي لا يتم ضبط مصدرها.
القصة هنا ليست قصة تحجر، فنحن بحاجة الى وسائل لتعزيز حرية الرأي، ونحن لا نوطئ لحجب هذه الوسائل بشكل عام، تحت مبررات أخلاقية، فيما النوايا مرتبطة بحسابات سياسية، مثلا، لكن هذه الوسائل يتم توظيفها في حالات كثيرة من جانب اجهزة ودول وأفراد، لاعتبارات لا تتعلق فعليا بحرية الرأي، أو تعزيز الحريات الإعلامية والسياسية، وبين أيدينا آلاف النماذج لأكاذيب تم بثها، في فترات مختلفة، ومحاولات اغتيال الشخصية، وبث الإشاعات.
ربما الحل يكمن في إلزام هذه الوسائل بمعايير سياسية، واخلاقية، لا تكسر حرمة المجتمعات، وتحترم خصوصيتها الاخلاقية، حتى لا نبدو بصورة من يدعو إلى حجب كل وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه المعايير التي تدعي هذه الوسائل انها تعتمدها، لا يتم تفعيلها، وليس أدل على ذلك من جرأة هذه الوسائل فقط على كل ما يخص فلسطين، ومنع نشره، مع تركها لكل شيء آخر، غايته هدم هوية المجتمعات الدينية والاخلاقية، وبث الكراهية، وإثارة الأحقاد، والتغطي بحرية الرأي، لتمرير كل هذا الكم من السموم، وهي مشكلة تعصف بشعوب العالم.
حين كنا نتحدث إلى مسؤولين حول ما تبثه مواقع غربية إباحية، وعدم حجب كل هذا السوء، وعدم وضع حد لكل المواقع التي تهاجم الدين صراحة، وكل المواقع التي تريد إثارة حروب دينية بين أبناء المجتمعات الواحدة، وما تبثه وسائل من فيديوهات غير اخلاقية، تمس القيم، لم يكن أحد يستمع إلينا، لأن عقدة التقارير الغربية بحقنا، والخوف من اتهامنا بالانغلاق والتحجر، ومحاربة الحريات، عقدة مستحكمة، لكن المفارقة تكمن في أننا سكتنا حتى وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها منصة مثل تيك توك، خطيرة، وتتلاعب ببلد كامل، في هذه الظروف، وهذه ربما هي المرة الثالثة التي تتورط فيها المنصة، بنشاطات سياسية خطيرة وحساسة تخص الأردن.
آن الأوان أن يتنبه البلد إلى الخروقات التي تتسبب بها بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي على صعيد مس الهوية الأخلاقية والدينية والمجتمعية، بذات التحسس الذي نراه من المواد ذات الطابع السياسي، وبحيث لا نترك كل هذه الأجيال لعمليات غسيل العقل، وإعادة إنتاج الهوية، وتفكيك البلد، وبث قيم غير محترمة، من أدلتها كل هذه الوقاحة التي نراها في فيديوهات من يسمون أنفسهم المؤثرين والمؤثرات، على تيك توك والتي تمس الأخلاق أولا.
الأردن يعلن حجب منصة تيك توك، لاعتبارات أمنية وسياسية، وبشكل مؤقت، وقد يكون الأولى، حجبها بشكل دائم، أمام السيل القذر أخلاقيا، الذي يتدفق منها، طوال العام، بما يهدد بنية المجتمعات الأخلاقية، ويمحو الهوية الدينية والاجتماعية لكل أهل هذه المنطقة.
ويبقى البديل هنا، الإعلام الحر المسؤول والمحترف، حتى لا ندفع جمهورنا إلى بدائل خطيرة.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي