اختطف فيروس كورونا الأضواء. شغلنا عن أحداث سياسية مهمة تجري من حولنا. الرئيس الإسرائيلي يكلف رسمياً بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض لتشكيل الحكومة. التكليف يأتي بعد أن قدم حزب إسرائيل بيتنا والقائمة العربية الموحدة دعمهما لغانتس ليشكل حكومة، وبهذا يكون زعيم ثاني أكبر حزب فائز بالانتخابات السابقة قد حصل على ما يزيد على 50 % من أصوات الكنيست المائة والعشرين ليشكل حكومة. هذا حدث تاريخي بكل المقاييس مرشح أن ينهي حياة نتنياهو السياسية ويرسله بعيدا عن الحكومة، يتابع قضيته بالمحكمة التي قد تقرر إرساله للسجن.اضافة اعلان
تبقى أمام غانتس مهمة إقناع أعضاء من حزبه بقبول دعم القائمة الموحدة؛ حيث رفض بعض المتشددين من حزب أزرق أبيض أن يكون حزبهم مدعوما من القائمة العربية في عنصرية بغيضة تتماهى مع مواقف اليمين المتشدد. غانتس سيستثمر ويأمل بأن تطغى رغبة أعضاء حزبه إرسال نتنياهو للبيت على بغضهم للقائمة الموحدة. لينجح بذلك، القائمة الموحدة أعلنت أن دورها بتشكيل الحكومة ومرحلة ما بعد تشكيلها سينحصر بتقديم أصواتها للمساعدة على الحصول على الأغلبية فقط ليس أكثر. هذا الموقف الحكيم والذكي خفف من حدة العداء والرفض للقائمة من قبل أعضاء قائمة أزرق أبيض، وسيجعل من مهمة غانتس الحفاظ على تماسك حزبه أسهل.
نتنياهو لن يغادر المشهد نهائيا رغم مغادرته الحكومة وسيبقى نائبا بالكنيست عن حزب الليكود. لكن سياساته المتطرفة ستتوقف، وقد يستبدله حزبه اذا ما أراد أن يجدد دماءه وبناء مستقبل سياسي غير مرتهن بوجود شخص نتنياهو. حكومة غانتس، إن رأت النور، ستواجه عدواً لدوداً وخصماً انتحارياً يسعى لإفشالها يتمثل بحزب الليكود ونائبه في البرلمان نتنياهو. هذا الأخير لن يدخر جهداً للتحشيد السياسي والشعبي ضد الحكومة، ولن يهدأ قبل أن يفكك التحالف الذي يدعم الحكومة. هذا يرتب على حكومة غانتس تحديا كبيرا بضرورة أن يكون مستوى الأداء متميزا. الحكومة تواجه تحديا بنيويا أيضاً، فهي مدعومة من أقصى اليسار وفي الوقت ذاته مدعومة من يمين متشدد ممثلا بحزب إسرائيل بيتنا وزعيمه إفغدور ليبرمان. سياسات وقرارات حكومة غانتس ستكون مضطرة لأن تسير على حبل وسطي يراعي تباينات الائتلاف الداعم لها، لذلك لا يجب أن يتوقع منها سياسياً أكثر من إنهاء حقبة نتنياهو لا أن تبادر بخطوات مضادة أو بديلة قد تطيح بها وبإتلافها.
على الدول العربية، خاصة تلك الموقعة للسلام مع إسرائيل، وهي فلسطين ومصر والأردن، أن تضع تصوراً مشتركاً للتعاطي مع الحكومة الجديدة في إسرائيل ضمن نهج الانفتاح والرغبة بإنجاح جهود عزل ووأد نتنياهو سياسياً. لا بد من رسالة واضحة لنخب إسرائيل وأحزابها ورأيها العام برغبة العرب بالسلام وأنه كان وما يزال خيارهم الاستراتيجي، وقد كان العائق الأساسي بطريق السلام الضامن الأساسي لأمن إسرائيل نتنياهو شخصياً وإيديولوجيته التي أجهزت على السلام وأشاعت أجواء الرفض وخطاب الكراهية.
تبقى أمام غانتس مهمة إقناع أعضاء من حزبه بقبول دعم القائمة الموحدة؛ حيث رفض بعض المتشددين من حزب أزرق أبيض أن يكون حزبهم مدعوما من القائمة العربية في عنصرية بغيضة تتماهى مع مواقف اليمين المتشدد. غانتس سيستثمر ويأمل بأن تطغى رغبة أعضاء حزبه إرسال نتنياهو للبيت على بغضهم للقائمة الموحدة. لينجح بذلك، القائمة الموحدة أعلنت أن دورها بتشكيل الحكومة ومرحلة ما بعد تشكيلها سينحصر بتقديم أصواتها للمساعدة على الحصول على الأغلبية فقط ليس أكثر. هذا الموقف الحكيم والذكي خفف من حدة العداء والرفض للقائمة من قبل أعضاء قائمة أزرق أبيض، وسيجعل من مهمة غانتس الحفاظ على تماسك حزبه أسهل.
نتنياهو لن يغادر المشهد نهائيا رغم مغادرته الحكومة وسيبقى نائبا بالكنيست عن حزب الليكود. لكن سياساته المتطرفة ستتوقف، وقد يستبدله حزبه اذا ما أراد أن يجدد دماءه وبناء مستقبل سياسي غير مرتهن بوجود شخص نتنياهو. حكومة غانتس، إن رأت النور، ستواجه عدواً لدوداً وخصماً انتحارياً يسعى لإفشالها يتمثل بحزب الليكود ونائبه في البرلمان نتنياهو. هذا الأخير لن يدخر جهداً للتحشيد السياسي والشعبي ضد الحكومة، ولن يهدأ قبل أن يفكك التحالف الذي يدعم الحكومة. هذا يرتب على حكومة غانتس تحديا كبيرا بضرورة أن يكون مستوى الأداء متميزا. الحكومة تواجه تحديا بنيويا أيضاً، فهي مدعومة من أقصى اليسار وفي الوقت ذاته مدعومة من يمين متشدد ممثلا بحزب إسرائيل بيتنا وزعيمه إفغدور ليبرمان. سياسات وقرارات حكومة غانتس ستكون مضطرة لأن تسير على حبل وسطي يراعي تباينات الائتلاف الداعم لها، لذلك لا يجب أن يتوقع منها سياسياً أكثر من إنهاء حقبة نتنياهو لا أن تبادر بخطوات مضادة أو بديلة قد تطيح بها وبإتلافها.
على الدول العربية، خاصة تلك الموقعة للسلام مع إسرائيل، وهي فلسطين ومصر والأردن، أن تضع تصوراً مشتركاً للتعاطي مع الحكومة الجديدة في إسرائيل ضمن نهج الانفتاح والرغبة بإنجاح جهود عزل ووأد نتنياهو سياسياً. لا بد من رسالة واضحة لنخب إسرائيل وأحزابها ورأيها العام برغبة العرب بالسلام وأنه كان وما يزال خيارهم الاستراتيجي، وقد كان العائق الأساسي بطريق السلام الضامن الأساسي لأمن إسرائيل نتنياهو شخصياً وإيديولوجيته التي أجهزت على السلام وأشاعت أجواء الرفض وخطاب الكراهية.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي