أوافق، سلفا، على صحة كل ما انتهت إليه استطلاعات الرأي من نتائج، وما يطفو على سطح وسائل التواصل من انطباعات: خذ مثلا، ثلثا الأردنيين فقدوا الثقة بكل ما حولهم، ثم انسحبوا من المشاركة بالسياسة والعمل العام، وغرقوا في مربعات السواد والإحباط، و أصبح شعار الكثير من الشباب الهجرة للخارج، والبعض يرى أن البلد اصبح كومة من الخراب.اضافة اعلان
أوافق، أيضا، على أن التراجع بالأداء العام امتد من التعليم إلى الصحة والنقل، وغير ذلك من الخدمات، و أن العطش أصبح يهدد الأردنيين إثر سياسات أفقدتنا مائيا، وأن حركة السياسة تسير باتجاهات غير مفهومة، حتى في ظل مشروع التحديث السياسي.
أوافق، ثالثا، على أن القادم ربما يكون أسوأ، وأن القضية لا تتعلق، فقط، بأشباح الفقر والبطالة التي تطاردنا، ولا بقلة المال وزيادة المديونية، وإنما أيضا بإجراءات وقرارات يمكن أن تحسّن حياة الناس، لكنها لا تجد من يتخذها، وبتفاصيل تتعلق بالخدمات العامة، و بصور بسيطة لمشاركة الناس في قضاياهم المحلية، أو -إن شئت -بإدارة فاعلة وحكيمة من مؤسسات الدولة تستطيع أن تغير مزاج الأردنيين، وترضيهم، لكنها للأسف لم تر النور.
أوافق، رابعا، على أن بلدنا يمر بأزمة خانقة وعميقة ومركبة، وأننا لم نعد نفهم ما نريده، أقصد ما يريده الأردنيون، وما تريده الدولة منهم أيضا، وأننا محاطون بسوار من الكوارث، وسط محيط ملتهب، قل فيه أصدقاؤنا وحلفاؤنا ، وكثر به المتربصون بنا، وأننا، أحيانا، نهرب من الدلف إلى المزراب، حتى أصبحنا جميعا «مخنوقين « اقتصاديا وسياسيا، مؤسسات ونخبا ومجتمعا أيضا.
إذا كان كل ذلك صحيحا، السؤال : كيف صمدنا إذا، ثم مازلنا واقفين على اقدامنا طيلة هذه السنوات، وعلى الرغم من كل هذه الاحتقانات والازمات والخيبات؟
الإجابة تحتاج من الأردنيين، ببساطة، إلى عينين للنظر لدولتهم وبلدهم، العين الأولى أشرت سلفا لكل ما يمكن أن تراه وتعكسه من صور وانطباعات، اما العين الأخرى فهي التي أريد أن أوجّه النقاش والاهتمام إليها، عين الإنصاف وجزء من الرضا، عين الاعتراف بالإنجازات، مهما كانت صغيرة.
لقد صمدنا فعلا، جاء الربيع العربي وخرجنا منه بأقل الخسائر، جاءت كورونا وطوينا صفحتها بدون كوارث، جاءت أزمة أوكرانيا، وما تزال، وواجهنا تداعياتها بكثير من الصبر، وكثير من الحلول، أقصد أن وراء هذا الصمود إنجاز اسمه «الدولة «، بكل عناصرها ومؤسساتها، يسجل باسم الأردنيين، سواء أكانوا في مواقع القرار، أو المعارضة، أو على مقاعد المتفرجين .
مهم، بالطبع، أن نعرف كيف صمدنا، ولماذا نجونا من كل العواصف التي واجهتنا، ومهم أن نعترف بذلك، ونعتز به ونقدره، لكن الأهم هو أن نعرف كيف سنصمد في الأيام المقبلة، وهي ربما تكون اصعب من التي مرّت، وكيف نحوّل هذا الصمود إلى حركة بناء وطني؟ هذا يقتضي نقاشا آخر لابد أن تباشره الجماعة الوطنية الأردنية بواقعية وبكل صراحة وأمانة.
أوافق، أيضا، على أن التراجع بالأداء العام امتد من التعليم إلى الصحة والنقل، وغير ذلك من الخدمات، و أن العطش أصبح يهدد الأردنيين إثر سياسات أفقدتنا مائيا، وأن حركة السياسة تسير باتجاهات غير مفهومة، حتى في ظل مشروع التحديث السياسي.
أوافق، ثالثا، على أن القادم ربما يكون أسوأ، وأن القضية لا تتعلق، فقط، بأشباح الفقر والبطالة التي تطاردنا، ولا بقلة المال وزيادة المديونية، وإنما أيضا بإجراءات وقرارات يمكن أن تحسّن حياة الناس، لكنها لا تجد من يتخذها، وبتفاصيل تتعلق بالخدمات العامة، و بصور بسيطة لمشاركة الناس في قضاياهم المحلية، أو -إن شئت -بإدارة فاعلة وحكيمة من مؤسسات الدولة تستطيع أن تغير مزاج الأردنيين، وترضيهم، لكنها للأسف لم تر النور.
أوافق، رابعا، على أن بلدنا يمر بأزمة خانقة وعميقة ومركبة، وأننا لم نعد نفهم ما نريده، أقصد ما يريده الأردنيون، وما تريده الدولة منهم أيضا، وأننا محاطون بسوار من الكوارث، وسط محيط ملتهب، قل فيه أصدقاؤنا وحلفاؤنا ، وكثر به المتربصون بنا، وأننا، أحيانا، نهرب من الدلف إلى المزراب، حتى أصبحنا جميعا «مخنوقين « اقتصاديا وسياسيا، مؤسسات ونخبا ومجتمعا أيضا.
إذا كان كل ذلك صحيحا، السؤال : كيف صمدنا إذا، ثم مازلنا واقفين على اقدامنا طيلة هذه السنوات، وعلى الرغم من كل هذه الاحتقانات والازمات والخيبات؟
الإجابة تحتاج من الأردنيين، ببساطة، إلى عينين للنظر لدولتهم وبلدهم، العين الأولى أشرت سلفا لكل ما يمكن أن تراه وتعكسه من صور وانطباعات، اما العين الأخرى فهي التي أريد أن أوجّه النقاش والاهتمام إليها، عين الإنصاف وجزء من الرضا، عين الاعتراف بالإنجازات، مهما كانت صغيرة.
لقد صمدنا فعلا، جاء الربيع العربي وخرجنا منه بأقل الخسائر، جاءت كورونا وطوينا صفحتها بدون كوارث، جاءت أزمة أوكرانيا، وما تزال، وواجهنا تداعياتها بكثير من الصبر، وكثير من الحلول، أقصد أن وراء هذا الصمود إنجاز اسمه «الدولة «، بكل عناصرها ومؤسساتها، يسجل باسم الأردنيين، سواء أكانوا في مواقع القرار، أو المعارضة، أو على مقاعد المتفرجين .
مهم، بالطبع، أن نعرف كيف صمدنا، ولماذا نجونا من كل العواصف التي واجهتنا، ومهم أن نعترف بذلك، ونعتز به ونقدره، لكن الأهم هو أن نعرف كيف سنصمد في الأيام المقبلة، وهي ربما تكون اصعب من التي مرّت، وكيف نحوّل هذا الصمود إلى حركة بناء وطني؟ هذا يقتضي نقاشا آخر لابد أن تباشره الجماعة الوطنية الأردنية بواقعية وبكل صراحة وأمانة.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي