والشيء بالشيء يذكر، قرأت في الزمانات قصة قصيرة للكاتب التركي مظفر أزغو بعنوان «نفق المشاة» تتحدث عن احتفالات رسمية عمت قرية نائية، احتفالا بوصول وفد أجنبي للقرية قادم من دولة صديقة.اضافة اعلان
الوفد الأجنبي جاء يحمل البشارة للقرية بأن الدولة الصديقة قررت أن تبني نفقا للمشاة في القرية على حسابها، هدية منهم لأبناء القرية.
بالمناسبة، لم يفهم أبناء القرية معنى كلمة نفق مشاة، فهم يقطنون في قرية فسيحة ليس بها ولا أي شارع رئيس، وعلى الأغلب لا يوجد سيارات إلا سيارات الحكومة التي قد تصل القرية في حالات نادرة.
ابناء القرية استمروا في الإحتفاء بالوفد، وتم نشر أعلام دولتهم والدولة الصديقة، ولوح بها الأطفال، من فوق السطوح الطينية.
بعد أيام وصلت الآليات، وشرعت في الحفر وسط القرية، ورويدا رويدا بدأ يظهر للعيان نفق للمشاة كامل الأوصاف، وحسب المواصفات والمقاييس الدولية. بالطبع فإن الآليات والعاملين عليها والإداريين، جميعهم من الدولة الصديقة.
استمر اهالي القرية في لعب ال «داما» على أبواب الدكاكين وهم يراقبون ولادة ما يسمى بنفق المشاة. لم يكونوا مستائين في الواقع ، فقد وجدوا ما يراقبونه في هذا المكان المتشابه المتوحد.
بعد أيام جاءت وفود العاصمة، والتقت مع وفود الدولة الصديقة، وقاموا بافتتاح نفق المشاة في حفل بهيج، رفرفت الأعلام ووزعت فيه الشوكولاتة والشربات على جميع الحضور، فرح الأطفال، في الدخول والخروج من النفق من الجهة الأخرى، و»لعب الإستغماية «.
بالمناسبة، فقد تصرفت بالقصة على طريقتي، مع الالتزام بجوهر الفكرة تماما. الآن وبعد رفع العتب ، جاء دور الشغب . فقد فاقت القرية من النوم صباح اليوم التالي ، وشرع الناس يتساءلون، كيف يمكنهم استغلال النفق. فهم لا يملكون سيارات، والمنطقة واسعة، وليس هناك أي زحام، حتى لو مرّت آليات، أو حتى لو نشبت حرب برية.
خلال عملية التداول بين أبناء القرية فيما سوف يعملون بالنفق، احتاج أحد الختيارية إلى التبول، وبشكل عفوي، دخل النفق وخرج مرتاحا. هنا انفض الاجتماع وعرف الجميع الطريقة التي سوف يستخدمون فيها النفق.... خلال أيام كانت رائحة النفق تزكم الأنوف.
بعد فترة جاءت الوفود من العاصمة، مع وفود من الدولة الصديقة للاحتفال بذكرى مرور عام على إنجاز نفق المشاة. بالطبع تعرفون نهاية القصة.....فقط انتهت.
لا أشعر بالحاجة إلى تحديد أفق هذه القصة بمكان أو زمان أو حدث، بل اترك النص مفتوحا للقارئ العزيز، ومشرعا على فضاء قرية نائية، كما هي معظم قرى العالم العربي.
الوفد الأجنبي جاء يحمل البشارة للقرية بأن الدولة الصديقة قررت أن تبني نفقا للمشاة في القرية على حسابها، هدية منهم لأبناء القرية.
بالمناسبة، لم يفهم أبناء القرية معنى كلمة نفق مشاة، فهم يقطنون في قرية فسيحة ليس بها ولا أي شارع رئيس، وعلى الأغلب لا يوجد سيارات إلا سيارات الحكومة التي قد تصل القرية في حالات نادرة.
ابناء القرية استمروا في الإحتفاء بالوفد، وتم نشر أعلام دولتهم والدولة الصديقة، ولوح بها الأطفال، من فوق السطوح الطينية.
بعد أيام وصلت الآليات، وشرعت في الحفر وسط القرية، ورويدا رويدا بدأ يظهر للعيان نفق للمشاة كامل الأوصاف، وحسب المواصفات والمقاييس الدولية. بالطبع فإن الآليات والعاملين عليها والإداريين، جميعهم من الدولة الصديقة.
استمر اهالي القرية في لعب ال «داما» على أبواب الدكاكين وهم يراقبون ولادة ما يسمى بنفق المشاة. لم يكونوا مستائين في الواقع ، فقد وجدوا ما يراقبونه في هذا المكان المتشابه المتوحد.
بعد أيام جاءت وفود العاصمة، والتقت مع وفود الدولة الصديقة، وقاموا بافتتاح نفق المشاة في حفل بهيج، رفرفت الأعلام ووزعت فيه الشوكولاتة والشربات على جميع الحضور، فرح الأطفال، في الدخول والخروج من النفق من الجهة الأخرى، و»لعب الإستغماية «.
بالمناسبة، فقد تصرفت بالقصة على طريقتي، مع الالتزام بجوهر الفكرة تماما. الآن وبعد رفع العتب ، جاء دور الشغب . فقد فاقت القرية من النوم صباح اليوم التالي ، وشرع الناس يتساءلون، كيف يمكنهم استغلال النفق. فهم لا يملكون سيارات، والمنطقة واسعة، وليس هناك أي زحام، حتى لو مرّت آليات، أو حتى لو نشبت حرب برية.
خلال عملية التداول بين أبناء القرية فيما سوف يعملون بالنفق، احتاج أحد الختيارية إلى التبول، وبشكل عفوي، دخل النفق وخرج مرتاحا. هنا انفض الاجتماع وعرف الجميع الطريقة التي سوف يستخدمون فيها النفق.... خلال أيام كانت رائحة النفق تزكم الأنوف.
بعد فترة جاءت الوفود من العاصمة، مع وفود من الدولة الصديقة للاحتفال بذكرى مرور عام على إنجاز نفق المشاة. بالطبع تعرفون نهاية القصة.....فقط انتهت.
لا أشعر بالحاجة إلى تحديد أفق هذه القصة بمكان أو زمان أو حدث، بل اترك النص مفتوحا للقارئ العزيز، ومشرعا على فضاء قرية نائية، كما هي معظم قرى العالم العربي.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي