دوت صافرات الإنذار في الأردن، ليلة الخميس على الجمعة، ثلاث مرات، عند التاسعة، والتاسعة والنصف، والعاشرة، وكأننا لا نسمع، أو بنا حالة من الصمم، دون أي داع لهذه المبالغة.اضافة اعلان
على مدى عام كامل اعتدنا على هذه الصافرات، وهي بحق تثير الأعصاب، وكأننا أمام غارات جوية، وقد خبرتها شعوب عربية، عانت من الويلات والكوارث والحروب، وهي أساسا موجودة لحالات الطوارئ، وليس لمجرد تذكير الناس، أن موعد الحظر الليلي قد بدأ.
لا داع لكل هذا التوتير، لأننا أمام سلسلة من التوترات التي أتلفت العصب العام، من انتشار كورونا، مجددا، مرورا بقلة المطاعيم وعدد الذين يتلقونها، الى مشاكل الناس في الرزق، وقلة العمل، وانخفاض الأجور، وانهمار المخالفات، من كل الأنواع، وعدم معرفة ماذا يخبئ المستقبل لنا، والشعور بالقلق الشديد، بما يؤدي الى أعراض نفسية، لا يدركها كثيرون.
لو أردنا تعداد أسباب التوتر، لما انتهينا منها، وهي كثيرة، تصنع نهاية اليوم، من كل واحد شخصا عصبيا نزقا، وقد ارتسم العبوس على وجهه، بعد أن ورث العبوس من ويلات الآباء والأجداد، الذين خبروا الحروب، وحكوا لنا قصصا مؤلمة عما عاشوه وشاهدوه.
إذا كان لديك تصريح للخروج يوم الجمعة، وخرجت بسبب عملك، فسوف تجد أن الغالبية العظمى ملتزمة، لكونها تحترم القانون أولا، ولكونها لا تريد أن تتعرض لإجراءات عقابية، واحتراما أيضا لمن يقفون في البرد، لتطبيق القانون، فتكفيهم شر السؤال والجواب.
هذا يعني أن الناس اعتادوا الحظر، حتى وإن كانوا يرفضونه، بشكل طبيعي، كونه يحد من الحرية، ويؤثر على حركتهم وتنقلهم، لكنهم في نهاية المطاف التزموا، دون تأثير عصبي من صافرات الإنذار، أبعد الله عن هذه البلاد، شؤمها، كما في بلاد ثانية حولنا.
الذي يتخذ القرار، عليه أن يفكر مطولا في حالة الناس العصبية، فأنت أمام مجتمع متوتر، لألف سبب؛ خسائر القطاعات المغلقة، خسارة يوم الجمعة اقتصاديا، انتشار حالات كورونا، غموض المستقبل، ديون الأفراد، الوضع الصحي، عدم كفاية الدخل، المشاكل الاجتماعية، الأمراض، منع الحركة، وكأنه ينقصنا حطب جديد في الموقد، فتأتي الصافرات ثلاث مرات، في وقت متأخر من ليلة الخميس على الجمعة، هذا على الرغم من أن كل الأردن، يعرف موعده دون صافرات، ودون تحذير وإنذارات.
توتير المجتمع بهذه الطريقة لا يحقق انضباطا أعلى، ولا يؤكد هيبة الدولة، فلا أحد في الأردن، أساسا، يتطاول بلسانه أو قلبه على كل من يطبقون القانون، فهذا في الأساس مطلب كل واحد، وإذا كانت هناك قلة تسعى لكسر القانون، فإن ردعها لا يكون بتأكيد الجدية في الحظر بهذه الطريقة، المثيرة للأعصاب ليلة الخميس على الجمعة، وقد كان بالإمكان عدم إطلاقها أساسا، أو حتى الاكتفاء بمرة واحدة عند العاشرة مساء، موعد دخول الحظر.
ربما هذه القصة بنظر البعض عادية وتافهة، ولا تستحق الإثارة، لكنها ليست كذلك، فهي حلقة في سلسلة توترات متراكمة ومتتابعة وليست وحيدة، إذ فوق مخالفات القيادة، تتم مخالفة عشرات الآلاف من الأشخاص غير الملتزمين بأقنعة الوجه، وبسبب عدم التباعد، وإغلاق عشرات المنشآت التجارية ومخالفتها، وهذا جو سلبي، تتداخل فيه العقوبات الرادعة مع إحساس الناس بالجباية، أحيانا، وتهطل على أرضنا أيضا، كل القصص التي تأخذنا الى نتيجة واحدة، مغزاها أن الحياة باتت صعبة وخشنة، وكأنها مجرد دبابيس تنغرس في ظهرك.
لقد جيء بالحكومة الجديدة، حتى تسعى لأن نخرج من مناخات كورونا، اقتصاديا واجتماعيا، من أجل أن ينهض البلد ويسترد القليل من طاقته، لكننا عدنا الى المربع الأول، بسبب أخطاء كثيرة، من الكل؛ الحكومة والأفراد، وها نحن نستدعي الجو المتوتر بكل نسخه وطبعاته، ونعود الى حالة الشحن النفسي، نهارا وليلا، من طوابير المخابز، والتهافت على الأسواق، وصولا الى صافرات الإنذار، مرورا بكل مشاكل أيامنا العادية.
نحترم قرار واجتهاد كل مسؤول، لكن راعوا قليلا الروح المعنوية للناس، التي باتت منخفضة جدا، وبدلا من توتيرنا بكل هذه القصص، لنساعد بعضنا بعضا على أن نسترد الحياة في هذا البلد.
على مدى عام كامل اعتدنا على هذه الصافرات، وهي بحق تثير الأعصاب، وكأننا أمام غارات جوية، وقد خبرتها شعوب عربية، عانت من الويلات والكوارث والحروب، وهي أساسا موجودة لحالات الطوارئ، وليس لمجرد تذكير الناس، أن موعد الحظر الليلي قد بدأ.
لا داع لكل هذا التوتير، لأننا أمام سلسلة من التوترات التي أتلفت العصب العام، من انتشار كورونا، مجددا، مرورا بقلة المطاعيم وعدد الذين يتلقونها، الى مشاكل الناس في الرزق، وقلة العمل، وانخفاض الأجور، وانهمار المخالفات، من كل الأنواع، وعدم معرفة ماذا يخبئ المستقبل لنا، والشعور بالقلق الشديد، بما يؤدي الى أعراض نفسية، لا يدركها كثيرون.
لو أردنا تعداد أسباب التوتر، لما انتهينا منها، وهي كثيرة، تصنع نهاية اليوم، من كل واحد شخصا عصبيا نزقا، وقد ارتسم العبوس على وجهه، بعد أن ورث العبوس من ويلات الآباء والأجداد، الذين خبروا الحروب، وحكوا لنا قصصا مؤلمة عما عاشوه وشاهدوه.
إذا كان لديك تصريح للخروج يوم الجمعة، وخرجت بسبب عملك، فسوف تجد أن الغالبية العظمى ملتزمة، لكونها تحترم القانون أولا، ولكونها لا تريد أن تتعرض لإجراءات عقابية، واحتراما أيضا لمن يقفون في البرد، لتطبيق القانون، فتكفيهم شر السؤال والجواب.
هذا يعني أن الناس اعتادوا الحظر، حتى وإن كانوا يرفضونه، بشكل طبيعي، كونه يحد من الحرية، ويؤثر على حركتهم وتنقلهم، لكنهم في نهاية المطاف التزموا، دون تأثير عصبي من صافرات الإنذار، أبعد الله عن هذه البلاد، شؤمها، كما في بلاد ثانية حولنا.
الذي يتخذ القرار، عليه أن يفكر مطولا في حالة الناس العصبية، فأنت أمام مجتمع متوتر، لألف سبب؛ خسائر القطاعات المغلقة، خسارة يوم الجمعة اقتصاديا، انتشار حالات كورونا، غموض المستقبل، ديون الأفراد، الوضع الصحي، عدم كفاية الدخل، المشاكل الاجتماعية، الأمراض، منع الحركة، وكأنه ينقصنا حطب جديد في الموقد، فتأتي الصافرات ثلاث مرات، في وقت متأخر من ليلة الخميس على الجمعة، هذا على الرغم من أن كل الأردن، يعرف موعده دون صافرات، ودون تحذير وإنذارات.
توتير المجتمع بهذه الطريقة لا يحقق انضباطا أعلى، ولا يؤكد هيبة الدولة، فلا أحد في الأردن، أساسا، يتطاول بلسانه أو قلبه على كل من يطبقون القانون، فهذا في الأساس مطلب كل واحد، وإذا كانت هناك قلة تسعى لكسر القانون، فإن ردعها لا يكون بتأكيد الجدية في الحظر بهذه الطريقة، المثيرة للأعصاب ليلة الخميس على الجمعة، وقد كان بالإمكان عدم إطلاقها أساسا، أو حتى الاكتفاء بمرة واحدة عند العاشرة مساء، موعد دخول الحظر.
ربما هذه القصة بنظر البعض عادية وتافهة، ولا تستحق الإثارة، لكنها ليست كذلك، فهي حلقة في سلسلة توترات متراكمة ومتتابعة وليست وحيدة، إذ فوق مخالفات القيادة، تتم مخالفة عشرات الآلاف من الأشخاص غير الملتزمين بأقنعة الوجه، وبسبب عدم التباعد، وإغلاق عشرات المنشآت التجارية ومخالفتها، وهذا جو سلبي، تتداخل فيه العقوبات الرادعة مع إحساس الناس بالجباية، أحيانا، وتهطل على أرضنا أيضا، كل القصص التي تأخذنا الى نتيجة واحدة، مغزاها أن الحياة باتت صعبة وخشنة، وكأنها مجرد دبابيس تنغرس في ظهرك.
لقد جيء بالحكومة الجديدة، حتى تسعى لأن نخرج من مناخات كورونا، اقتصاديا واجتماعيا، من أجل أن ينهض البلد ويسترد القليل من طاقته، لكننا عدنا الى المربع الأول، بسبب أخطاء كثيرة، من الكل؛ الحكومة والأفراد، وها نحن نستدعي الجو المتوتر بكل نسخه وطبعاته، ونعود الى حالة الشحن النفسي، نهارا وليلا، من طوابير المخابز، والتهافت على الأسواق، وصولا الى صافرات الإنذار، مرورا بكل مشاكل أيامنا العادية.
نحترم قرار واجتهاد كل مسؤول، لكن راعوا قليلا الروح المعنوية للناس، التي باتت منخفضة جدا، وبدلا من توتيرنا بكل هذه القصص، لنساعد بعضنا بعضا على أن نسترد الحياة في هذا البلد.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي