الجمعة 2024-11-22 07:23 ص
 

ليس مجرد فقدان ثقة

04:22 م
في الأيام الماضية؛ تداول المتداولون خبرا عن دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، ووصلتني كذلك مقالة كتبها رئيس الديوان الملكي، ولا أعلم إن كان الناس كلهم تداولوا الخبر والمقالة، وأرجح بأنه لو تداولها الناس كلهم، فقليل منهم سيقتنع او يفهم أو يرى على الأقل الجديد في الخطاب الذي لا اعتبره رسميا، بقدر ما هو تنويري كاشف للمرحلة وللظروف السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية..اضافة اعلان


الخبر حول لقائه مع اعلاميين وأكاديميين في معهد الإعلام والدراسات السياسية، تحدث الفايز في السياسة والأمن وفي الجانب الاجتماعي، وبين بمعلومات مهمة تخرج للمرة الأولى عن سياسي اردني بهذا الحجم، حين تحدث - على ذمة الخبر- عن نية بل مخطط للرئيس الامريكي السابق بتغيير النظام في الأردن، وهو أمر لمسناه قبل هذا الحديث الكاشف، فكثير من الظروف القاسية التي مر بها الأردن، كان سببها مراودة الأردن وجلالة الملك عن دوره السياسي في المنطقة، ودوره الحاسم في ملفات كالقضية الفلسطينية وملفات الصراعات والحروب والمؤامرات المحيطة بالأردن، وللذين يطالبون الفايز او غيره بتقديم إنجازات للدولة الأردنية، يكفيني الإشارة للحقيقة التي تحدث عنها الفايز، كتهديد لمستقبل الأردن، بينما ما زال الأردن واقفا صامدا، وعاد دوره الى المشهد بحيوية أفضل من السابق، ولو لم يقم الأردن ممثلا بجلالة الملك بجهود سياسية ما لمواجهة ذلك المخطط، لكانت النتائج أكثر قسوة وصعوبة مما نعيشه اليوم .. تخيلوا فقط لو تمت - لا سمح الله- زعزعزة أركان النظام الأردني، فأية إنجازات عندئذ سيطالب بها المطالبون، ولو كان بعضهم يفهم سياسة او يسأل تساؤلات بريئة فعلا، لاعتبر صمود الأردن في وجه ذلك المخطط القذر بحجم انتصار في حرب، أشد وأنكى من الحروب بالوكالة التي تجري في بلدان عربية شقيقة.

من ناحية أخرى، كشف رئيس الديوان الملكي في مقالته المذكورة، عن حجم النشاط الملكي الذي يقدمه الملك عبر الديوان الملكي، ومبادراته التنموية الكثيرة، وهذا جديد مفيد، يتحدث به رئيس الديوان الملكي، حيث يجري العمل على مساعدة المجتمع وكثير من الفئات، لتحقيق تنمية مستدامة، ويجري التعاون مع كثير من الوزارات والمؤسسات عبر لجنة متابعة المبادرات الملكية، للتحقق من تنفيذها، وتقييم مخرجاتها، وهي محاولات بل عمل دؤوب صامت ومخلص، لا يأتيه لا الاجتهاد ولا الفساد من بين يديه او من خلفه، ويتقصى هدفا مهما وهو (تخفيف المعاناة الاقتصادية عن كثير من الفئات الاجتماعية)، بالإضافة بالطبع الى تغيير أنماط تفكير الباحثين عن فرص عمل وتوجيههم إلى التفاعل مع مبادرات، تتميز بتحقيق تنمية مستدامة، وليست مجرد مساعدات مناسباتية زائلة.

المتحدثان؛ الفايز والعيسوي، من رجالات جلالة الملك، وكشفا عن خطاب عقلاني موضوعي لا ينسجم مع خطابات التشكيك التي تسيطر على ذهنية الباحثين عن الحقائق او «المتنطعين» للقيام بالتغيير في الحياة السياسية والاقتصادية في الاردن، لهذا فالامر ليس مجرد اختفاء ثقة بالنسبة لكثيرين من المشككين الأبرياء، بل هي ثقافة كاملة غائبة عن ذهن جيل جديد، لم تحسن الحكومات ولا مؤسسات الاعلام الوطنية مخاطبتهم، فنمت مداركهم وافكارهم في ظل خطابات تشكيكية، كانت قد دمرت بلدانا شقيقة، وحمانا منها سبحانه، حين أيدنا في الاردن وهدانا إلى لغة المنطق والعقل والحكمة، لكننا تقاعسنا عن الاستمرار في تنوير الناس وبناء ثقافة تنموية صحيحة في عقل هذا الجيل، الذي بات يشعر بالضياع، ويعاني ظروفا سيئة، تجعله رافضا لكل حديث موضوعي.

لغة الخطاب الرسمي يجب ان تتغير، وتبتعد عن ذلك الخطاب النمطي، وأعتقد ان دولة فيصل الفايز والعيسوي، اوردا بعض المصطلحات والادوات الجديدة في لغة الخطاب المطلوبة مثل(المكاشفة، والتنمية المستدامة، والسقوف الزمنية، والخطط الواضحة، ونبذ الواسطة، والاعتراف بالأخطاء.. الخ).

هذه هي اللغة المطلوبة لخطاب دولة يتقصى بناء ثقة وبناء بلد ومواجهة تحديات و»مؤامرات».
 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة