أمس، كان عدد الوفيات كبيرا، وفي الأيام التي سبقته وصلت أرقام الإصابات والوفيات الى أعداد قياسية. في قرى وأحياء مدن وبوادي الأردن، هناك تعطش الى الطمأنينة المستندة الى الموثوقية والخطاب العقلاني، ما يتطلع له الناس لا يتحقق من خلال تبديل الوزراء إذا ما بقيت الاستراتيجيات والخطاب على ما هما عليه… فهناك حاجة ملحة الى تبديل الطريقة ومراجعة الأهداف والتأكد من أننا نقوم بما ينبغي القيام به… فالأرواح تزهق والفرص تضيع ولا وقت لدينا لنهدره.اضافة اعلان
إطلالة وزير الصحة الجديد عبر شاشة التلفزيون الأردني أمس كانت لافتة ومثيرة.. فقد حملت قدرا من التفاول وتحولا في مضمون الخطاب الذي قدمه لنا الدكتور الهواري عبر مراحل تطور الأزمة.
منذ ظهور الجائحة وبواكير الحديث عنها والدكتور فراس يحتل حيزا مهما في بانوراما المشهد الصحي الأردني، فقد كان أحد الذين حذروا من خطورة الوباء إذا ما دخل الى البلاد ووصل حالة التفشي المجتمعي.
الدكتور الهواري كان صاحب آراء وإرشادات لم تكن تتفق مع الخطاب الصحي العام، فقد قال ذات مرة “إن الكمامة تزيد من احتمالية الإصابة بكورونا” وإنه لا ينصح بارتداء أي من الكمامات. وجهة نظر الطبيب الهواري تستند الى دراسة لمركز الأمراض الأميركية.
وقال إنه استقبل المرضى في عيادته الخاصة لمدة أربع ساعات دون أن يستخدم أي من العاملين في العيادة أو المرضى الكمامات استنادا الى افتراض يقوم على أن العبث بالكمامة وإعادة موضعتها قد يكونان السبب في انتقال العدوى ونشر المرض.
لا أدري إذا كان هذا الافتراض قد تلاشى، فقد سمعت معاليه أمس في برنامج “يسعد صباحك” ينصح المواطنين بارتداء الكمامات باعتبارها الدرع الواقي من تسلل الفيروس الى أجسادنا، أم أن هناك مستجدات غيرت من معارفنا وتصوراتنا عن طبيعة الفيروس وسلوكه وسبل انتقاله.
الملاحظة التي استوقفتني كثيرا فيما تحدث حوله الوزير تتعلق بالبيانات التي عرضها حول أثر الحظر على خفض ما يمكن أن تصل له أعداد الإصابات والوفيات، ولا أدري إذا ما كان العرض مستندا الى نماذج طورت في المجتمعات الغربية التي يشكل فيها الفرد الوحدة الأساسية للمجتمع أم أنها قائمة على دراسات لمجتمعاتنا المحلية التي تشهد تفاعلا كثيفا داخل فضاء العائلة الممتدة؛ حيث يجتمع العشرات في بيت الجد أو الجدة.
وقد أدهشني غياب أي إشارة الى خصوصية الانتقال للمرض داخل عائلات ممتدة بكاملها.
في تناول خبرائنا الظواهر المرضية القابلة للعدوى والانتشار، يغيب عنا الإشارة الى الروابط والسلاسل الاجتماعية التي تؤدي الى كثافة الاختلاط والتواصل، الأمر الذي يسهل انتقال الفيروس ويتسبب في إصابة عائلات بأكملها.
في الحالة الأردنية التي تتضاعف فيها الوفيات ويزداد فتك الوباء، وبالرغم من الحديث المتزايد عن إحجام البعض عن تلقي المطعوم، ينبغي الاعتراف بأن أعداد جرعات المطاعيم المتوفرة ما تزال محدودة للغاية ونسبة الحاصلين عليها أقل بكثير مما هو متوقع.
كنا وما نزال نتوقع من الحكومة التي جاءت والبلاد تواجه أشد أزماتها الصحية أن تغير قليلا في منهجية الإغلاق والانفتاح استنادا الى بيانات ودراسات توفر الحماية للمناطق المعزولة وترفع من مقاومة وتحصين سكان المناطق الأكثر عرضة للاختلاط والتفاعل.
كان من المفيد أن يجري الإعلان عن خطة وطنية للتطعيم والمباشرة في خلق بيئات محمية وآمنة يجري تقييد الدخول اليها والخروج منها لفترات زمنية تضمن استئصال العدوى وتقليل فرص الإصابة فيها أكثر من إعادة إنتاج وتوزيع النماذج التي طورتها مؤسسات بحثية لمجتمعات يختلف فيها البناء والعلاقات والتواصل.
إطلالة وزير الصحة الجديد عبر شاشة التلفزيون الأردني أمس كانت لافتة ومثيرة.. فقد حملت قدرا من التفاول وتحولا في مضمون الخطاب الذي قدمه لنا الدكتور الهواري عبر مراحل تطور الأزمة.
منذ ظهور الجائحة وبواكير الحديث عنها والدكتور فراس يحتل حيزا مهما في بانوراما المشهد الصحي الأردني، فقد كان أحد الذين حذروا من خطورة الوباء إذا ما دخل الى البلاد ووصل حالة التفشي المجتمعي.
الدكتور الهواري كان صاحب آراء وإرشادات لم تكن تتفق مع الخطاب الصحي العام، فقد قال ذات مرة “إن الكمامة تزيد من احتمالية الإصابة بكورونا” وإنه لا ينصح بارتداء أي من الكمامات. وجهة نظر الطبيب الهواري تستند الى دراسة لمركز الأمراض الأميركية.
وقال إنه استقبل المرضى في عيادته الخاصة لمدة أربع ساعات دون أن يستخدم أي من العاملين في العيادة أو المرضى الكمامات استنادا الى افتراض يقوم على أن العبث بالكمامة وإعادة موضعتها قد يكونان السبب في انتقال العدوى ونشر المرض.
لا أدري إذا كان هذا الافتراض قد تلاشى، فقد سمعت معاليه أمس في برنامج “يسعد صباحك” ينصح المواطنين بارتداء الكمامات باعتبارها الدرع الواقي من تسلل الفيروس الى أجسادنا، أم أن هناك مستجدات غيرت من معارفنا وتصوراتنا عن طبيعة الفيروس وسلوكه وسبل انتقاله.
الملاحظة التي استوقفتني كثيرا فيما تحدث حوله الوزير تتعلق بالبيانات التي عرضها حول أثر الحظر على خفض ما يمكن أن تصل له أعداد الإصابات والوفيات، ولا أدري إذا ما كان العرض مستندا الى نماذج طورت في المجتمعات الغربية التي يشكل فيها الفرد الوحدة الأساسية للمجتمع أم أنها قائمة على دراسات لمجتمعاتنا المحلية التي تشهد تفاعلا كثيفا داخل فضاء العائلة الممتدة؛ حيث يجتمع العشرات في بيت الجد أو الجدة.
وقد أدهشني غياب أي إشارة الى خصوصية الانتقال للمرض داخل عائلات ممتدة بكاملها.
في تناول خبرائنا الظواهر المرضية القابلة للعدوى والانتشار، يغيب عنا الإشارة الى الروابط والسلاسل الاجتماعية التي تؤدي الى كثافة الاختلاط والتواصل، الأمر الذي يسهل انتقال الفيروس ويتسبب في إصابة عائلات بأكملها.
في الحالة الأردنية التي تتضاعف فيها الوفيات ويزداد فتك الوباء، وبالرغم من الحديث المتزايد عن إحجام البعض عن تلقي المطعوم، ينبغي الاعتراف بأن أعداد جرعات المطاعيم المتوفرة ما تزال محدودة للغاية ونسبة الحاصلين عليها أقل بكثير مما هو متوقع.
كنا وما نزال نتوقع من الحكومة التي جاءت والبلاد تواجه أشد أزماتها الصحية أن تغير قليلا في منهجية الإغلاق والانفتاح استنادا الى بيانات ودراسات توفر الحماية للمناطق المعزولة وترفع من مقاومة وتحصين سكان المناطق الأكثر عرضة للاختلاط والتفاعل.
كان من المفيد أن يجري الإعلان عن خطة وطنية للتطعيم والمباشرة في خلق بيئات محمية وآمنة يجري تقييد الدخول اليها والخروج منها لفترات زمنية تضمن استئصال العدوى وتقليل فرص الإصابة فيها أكثر من إعادة إنتاج وتوزيع النماذج التي طورتها مؤسسات بحثية لمجتمعات يختلف فيها البناء والعلاقات والتواصل.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي