بلهجة واثقة تؤكد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن ما لا يقل عن ست دول شرق أوسطية من بينها دول عربية، تقف على قائمة الانتظار لتوقيع اتفاقيات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد توقيع كل من الإمارات العربية والبحرين.
لكن ليس من الواضح بعدُ إن كان الوقت سيسعف إدارة ترامب لتحقيق هذا الهدف قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من شهر تشرين الثاني “نوفمبر” المقبل. وإذا ما حملت نتائج الانتخابات إدارة ديمقراطية إلى البيت الأبيض، فمن المرجح أن مسار التطبيع الإقليمي مع إسرائيل لن يعود أولوية كما هو في حال فوز ترامب بولاية ثانية.
وبينما يسعى مستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنير إلى استغلال الفترة القصيرة التي تفصلنا عن الانتخابات لعقد مزيد من صفقات السلام لصالح إسرائيل، تكافح أطراف عربية وفلسطينية على وجه التحديد لتجميد الزمن المتبقي في انتظار نتائج الانتخابات لعلها تسفر عن معطيات جديدة تضع حدا لمسار صفقة القرن.
ماذا لو تحقق السيناريو الأسوأ، فوز ترامب واستمرار نهج التطبيع مع إسرائيل بزخم أكثر؟
الأكيد أن دولا عربية وإقليمية ستلحق بركب السلام مع إسرائيل، وسنشهد خطوات تاريخية على هذا الصعيد في السنوات الأربع المقبلة، ربما تغير مستقبل العلاقات الإقليمية وميزان القوى في الشرق الأوسط.
السلطة الفلسطينية ستكون في موقف لا تحسد عليه في حال أقدمت دول عربية مؤثرة على توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وقد يدفع ذلك بمزيد من التشدد والتحالف من جديد مع التيارات الفلسطينية المعارضة لاتفاقية أوسلو.
الخيار الأبعد هو لجوء السلطة إلى مراجعة مواقفها والانفتاح على مبدأ الحوار مع الإدارة الأميركية، بكل ما يترتب على ذلك من نتائج على الصعيد الداخلي. مراقبون على صلة وثيقة بالمشهد الفلسطيني يستبعدون قبول الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو في هذه السن المتقدمة تقديم تنازلات جديدة والتراجع عن مواقف اتخذها من صفقة القرن.
الشيء الوحيد الذي ينقذ قيادة السلطة الفلسطينية من المأزق هو فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لا أحد من الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية ينكر التحديات المترتبة على مسار السلام الإقليمي الذي يستبدل حل الدولتين بالتطبيع والسلام الاقتصادي، لكن ثمة قناعة أكيدة أن هذا الخيار ما هو إلا هروب من مواجهة المشكلة الأساسية وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
يمكن للمزيد من الدول العربية أن تعقد معاهدات سلام مع إسرائيل، وقد يمضي المسار أبعد من ذلك بمئات الأميال ليشمل دولا إسلامية كالباكستان مثلا، لكن في نهاية اليوم يتعين على إسرائيل أن تنظر على بعد أمتار من حولها لترى المشكلة الأكبر والمتمثلة بوجود ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المتمسكين بطموحهم في الاستقلال وتأسيس الدولة على ترابهم الوطني ومن خلفهم ملايين اللاجئين في دول الشتات، وشعوب عربية لا تقبل بأقل من شروط السلام العادل.
سمعت معلقا خليجيا يقول بأن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل كسرت الحاجز النفسي في الصراع. هو ذاته التعبير الذي استخدمه السادات عندما زار القدس المحتلة قبل أكثر من أربعين عاما، ولم نشهد منذ ذلك التاريخ سلاما حقيقيا في المنطقة بل مزيدا من الحروب والصراعات.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي